صانع الحكايات

صانع الحكايات

منذ الخمسينات في القطر العراقي ، برز اسم مهدي عيسى الصقر كاتب قصة بجانب عبدالملك نوري وفؤاد التكرلي وغيرهما ..ومن عام 1954 وحتى عام 1988 صدر للصقر ثلاث مجاميع قصصية ورواية قصيرة واحد.


ان ماكتبه يعتبر قليلا لكن نوعيته جيدة ويدل على موهبة اصيلة وخبرة عريضة في مجال القصة والرواية ..
ولد مهدي عيسى الصقر في البصرة عام 1927 وان قد قام بمحاولات مبكرة في قرض الشعر لكلمة القصة استهوته فاتجه الى كتابتها وكانت اولى محاولاته في القصة القصيرة عام 47 – 1948 وتلتها قصص اخرى نشر بعضها في مجلة (الاديب) اللبنانية وذلك في الخمسينات ..
وفي عام 1954 صور له اول كتاب احتوى على مجموعة قصص تحت عنوان (مجرمون طيبون) ثم توقف عن النشر لفترة من الزمن بعد عام 1958 ثم نشرت له مجموعة قصص (غضب المدينة) عام 1960 وبعدها مجموعة (صبرة سيدة عجوز) 1986 ثم روايته القصيرة (الشاهدة والزنجي) عام 1988 كتب الصحفي هاتف الثلج عن القاص الصقر :
(القصة تعيش في ذهن مهدي عيسى الصقر فترة طويلة قد تمتد احيانا الى اشهر عديدة . القصة عنده كما الرسالة فعندما تكتب رسالة لابد ان يكون لديك شيئ تريد ايصاله والكشف عنه البسطاء هم اغلب شخصيات قصصه ان شكل العالم الذي يحلم به اشخاص قصصه هو العالم الخالي من الحقد والكراهية والاستغلال والتمييز ..
لم يسقط في مطب التجارب والنظريات الجديدة التي لاتتلاءم مع همومنا ومشاكلنا .. اننا نجد في مهدي عيسى الصقر كما نجد في فؤاد التكرلي ذلك الدأب الجاد على العطاء بتميز ويواصل نهجه الفني الذي عرف عنه وهو التقاط الحدث اليومي المشبع بحس مأساوي يتجاوز به يوميا الى ماهو ابعد واشمل)
يكتب موسى كريدي
( مهدي عيسى الصقر حذر حين يعب فكرة ما في شكل قصة قصيرة ذات بعد او لحظة مكثفة اراد لها ان تكون مؤثرة بقدر ماتحمل من عناصر التموج والحركة واراد لها ان تكون قريبة من الحياة ذاتها فكانت قصصه تستمد ديمومتها من الواقع وترتفع دلالة او رمزا كلما اوغل الكاتب في استيطان شخوصة منتزعا الحدث المحصور من نبضات الوجدان ودبيب الخطى في ارض قد لاتتسع لخطوة اعمى او الحلم صغير منتقيا عباراته الدالة وجملته الفنية معتمدا الوصف في ايجازه والوضوح في بعده عن سواغ الصورة التسجيلية المباشرة معمقا في كثافة الصورة الاحساس الداخلي في ومضات شعرية تنساب دون افتعال او تضخم او اقراط في الرومانسية المضببة او الملفعة بالهدر العاطفي الذي يبعد القصة عن مجراها الفني وقدرتها على البوح واطلاق المعنى القائم على الايحاء و لحظات التنوير .. رؤيا الصقر في قصصه هي رؤيا فنان مقتدر وايقاعه ايقاع الحياة ) .
وحين صدرت روايته ( الشاهدة والزنجي ) عام 1988 نالت الاهتمام وحظيت بالكثر من النقد واختلفت فيه الاراء وقال القاص الصقر معبرا عن رأيه في الناقد الجيد :
( الناقد هو قارئ جيد قبل كل شيء والنقد الجيد هو امتداد واضافة مبدعة للنص الادبي وهو يستلزم من الناقد جهدا مترويا وقدرا كبيرا من الحياد والبعد عن الاهواء

ذات صلة