مؤسسات دينية: سنستمر بإغاثة النازحين سواء حصلنا على مساعدات من الحكومة أو لم نحصل

مؤسسات دينية: سنستمر بإغاثة النازحين سواء حصلنا على مساعدات من الحكومة أو لم نحصل

المدى/بغداد/ زهراء حميد
تؤكد مؤسسات دينية انه ومنذ بدء عملية النزوح منتصف حزيران من هذا العام، بعد استيلاء عناصر داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام على الموصل وتمدده لأكثـر من محافظة، كانت هي السباقة لإغاثة النازحين سواء عبر لجان لها منتشرة في اغلب المحافظات العراقية او من خلال استقبالها لهم في المحافظات التي تعد مركزا لها، مثل كربلاء والنجف.


وفيما يشكو نازحون من اهمال المنظمات الدولية والحكومية على حد سواء لمعاناتهم، تبين مؤسسات دينية انها ستستمر بإغاثتهم سواء وصلت مساعدات من الدولة او لم تصل، مؤكدين ان المنظمات والمحلية الدولية لم تتصل بهم، بل بالعكس كانت في بعض الاحيان تطلب منهم المساعدة!
وكانت خمسون منظمة مدنية في كربلاء أعلنت 13-7-2014، عن تشكيل غرفة أزمات خاصة لإغاثة 12 ألف نازح من المناطق التي تشهد اشتباكات مع"الإرهابيين"إلى المحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين بيّنت أنها تنسق مع الجهات المحلية والدولية المعنية لمساعدتهم، أكدت أنهم بحاجة إلى الكثير من الدعم الإنساني والصحي.
نازحون: نريد العودة لبيوتنا ولم تقدم لنا المنظمات الانسانية أي مساعدة
بصعوبة تحدث لنا النازح علي جابر من اهالي تلعفر، عن رأيه بالمنظمات التي كان لها الدور الابرز في تقديم المساعدات للنازحين، قائلا لا أريد التحدث عن أي شيء ولا اريد مساعدات اريد العودة لبيتي وعملي، لدي اربعة اطفال كلهم في المدارس وزوجتي مصابة في ساقها بسبب هجمات داعش علينا.
ويضيف في حديث الى(المدى برس)، نحن الان في بغداد منذ اكثر من شهر ولم تقدم لنا اية منظمة تدعي مراعاتها للإنسانية أي مساعدة، فقط المؤسسة الدينية في النجف وكربلاء، ارسلوا لنا ممثلين ولجاناً ووزعوا علينا المواد الغذائية والادوية، وعالجوا زوجتي من اصابتها.
ويواصل بالقول، لم تقدم المؤسسات الحكومية ولا حتى المنظمات المدنية أي مساعدة حقيقية لنا وأكتفت بالدعاية الإعلامية فقط، وأن اغلب المساعدات التي قدمت لنا تكفلت بها الهيئات والمواكب الدينية وإدارات الجوامع والحسينيات والأهالي، الدور الحكومي اقتصر على تقديم المنحة المالية التي لم احصل عليها انا بسبب عدم وجود مستمسكات هل يعقل هذا كل هذه التضحيات في انفسنا واموالنا ومستقبلنا لم تواجه بما تستحق من قبل الحكومة.
من جهة اخرى تقول ام محمد النازحة من سنجار، نزحنا الى بغداد بعد ان اشتد الاعتداء علينا وعلى اعراضنا وموالنا وكفرونا، وكانوا يقتلون الشباب والرجال والاطفال، ويأخذون النساء اسيرات، وكم عائلة عانت الاعتداء على بناتها امام عينها.
وتضيف في حديث الى(المدى برس)، نحن الان في منطقة بغداد الجديدة نسكن هذه الحسينية، بعد ان أوينا اليها بفضل اهالي هذه المنطقة، منذ مجيئنا حتى الان لم نشاهد منظمة انسانية دولية واحدة ساعدتنا سوى المنظمات الدينية وتجار قاموا بجلب المواد الغذائية والاغطية والفراش والملابس لنا.
وتواصل ام محمد، انا امرأة كبيرة في السن وارملة وزجي قتل في حرب صدام على ايران في الثمانينات، ومنذ ذلك الوقت وانا اربي اطفالي في مزعة صغيرة في سنجار، وقد هاجر اغلب اولادي لم يبق الا واحد تزوج معي ولديه ثمانية اطفال بعد ان كنا نعيش في مزرعة اليوم في غرفة تمتد لنا الايدي الخيرة بالطعام والشراب في بلدنا.
وتطالب ام محمد الحكومة، بمساعدتها والعوائل الاخرى بنقل اطفالهم الى المدارس في بغداد خوفا من ضياع السنة الدراسية القادمة عليهم، خاصة وان الوضع في سنجار لا يمكن حله قريبا كما تقول.
فيما تقول الامم المتحدة انه ومنذ بدأ موجة النزوح الأخيرة في 10-6-2014 من جراء الأزمة في الموصل، بان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدةيساعد حوالي 240,000 شخص نزحوا بسبب النزاع الدائر في المناطق غرب العراق.

مسؤول العتبة العباسية: لدينا 3535 نازحاً وبكربلاء عموما 65 ألفاً وسنقدم المساعدات لهم سواء ساعدنا احد ام لا
ويقول مسؤول مكتب نائب الا مين العام ومكتب لجنة المهجرين في العتبة العباسية نافع نعمة الموسوي، لقد تم منذ البداية تشكيل لجنة من استقبال واغاثة المهجرين، وقد كان العمل اولا هو توفير عدة مطابخ توزع على محاور يتواجد بها النازحون، كطريق النجف وطويريج والحسينية وبغداد واحمد الوائلي، اضافة الى مركز المدينة ومضيف العتبة العباسية ومدينة النازحين التي تضم 1000مهجر.
ويضيف في حديث الى(المدى برس)، وقد قمنا بتوجيه نداء لجميع اهالي كربلاء ومن لديه مكان لإيواء النازحين ليساهم في ذلك، سواء منزل او بيت او مكتب، وقد تطوع الكثير منهم ببيوت وحسينيات ومكاتب، اضافة الى تسليمنا ثلاثة فنادق لإيوائهم، لكن الاخيرة بقيت للحالات الخاصة كالمرضى او حالات الولادة.
ويتابع، لدينا في كربلاء 65 الف نازح، وفي العتبة العباسية لحد الان 3535 عائلة، ونتوقع تزايد هذا العدد، مستدركا الان تحولت آلية العمل من مطابخ تقدم الطعام للنازحين، الى تقديم سلة بالمواد الغذائية جافة تحتوي تتكون من 11 مادة كل شهر.
ويبين الموسوي، ان التمويل الاساسي لذلك كان من العتبة العباسية نفسها، فيما كان بعضها من الهلال الاحمر ومن بعض المتبرعين، وقد وصل لحد الان مبلغ ما تم صرفه من مواد وامور اخرى اكثر من مليار و350 مليوناً، كله من العتبة العباسية.
ويواصل قائلا، نحن مستمرون بتقديم المساعدات، سواء وصلت مساعدات الدولة التي قالت انها ستقدمها، مستطردا، ما حصلنا عليه من الحكومة حتى الان هو فقط مبلغ 100 مليون دينار لمادة الحليب، اما المنظمات الانسانية والمؤسسات الخيرية لم تقدم لنا شيئاً بل هي في بعض الاحيان من تطلب اعانتنا، كما لم تساعدنا اية منظمة دولية ولم يجر احد منهم معنا اي اتصال.
واعلنت وزارة الهجرة والمهجرين في 19 7-2014، عن تشكيل لجان في سبع محافظات لتوزيع منحة المليون دينار بين نازحي المحافظات الساخنة, واشارت الى ان التأخر بتوزيع المنحة يعود الى عدم تحويل مبلغ 55 مليار دينار لحساب الوزارة.

منظمة الشيرازي: لم تدعمنا اية منظمة دولية او حكومية كل ما قدمناه كان من مكتب مرجعية الشيرازي وتجار من العراق وباقي الدول
من جانب اخر يقول سيد رافع من منظمة الشيرازي، ان قضية النازحين بالنسبة لنا في مكتب الشيرازي مهمة جدا خاصة وقد وجه لدينا نداء من المرجع الشيرازي والمراجع الاخرى باحتوائهم ومساعدتهم والوقوف الى جانبهم.
ويضيف في حديث الى(المدى برس)، عندما هجم داعش على تلعفر في مدينة الموصل بادرنا، الى مدينة اربيل ومن ثم لدهوك ودخلنا لها ونسقنا لإيواء هؤلاء النازحين ومساعدتهم، حتى يكون لنا ممثلية وبعثة اغاثة في سنجار لتخفيف الازمة على النازحين.
ويؤكد، كما قدمنا مساعدات غذائية وطبية وبعض الامور الحياتية الاخرى التي تخص الاطفال، وقمنا بفتح محور لمساعدة منطقة كركوك حيث استقرت اللجنة في داقوق، وفي بغداد وفي كربلاء قمنا ايضا بالبحث عن النازحين الداخلين الى كربلاء حتى بالمواد الكهربائية وليس فقط الغذائية.
ويبين رافع، قدمنا اكثر من 20 شاحنة محملة بالمواد فقط في منطقة داقوق، ولم نميز بين سني او شيعي او ايزيدي او مسيحي، مضيفا ان مجموع ما قدمناه للنازحين من اهلنا كبير ولم تدعمنا اية منظمة انسانية او دولية او حكومة، كل ما قدمناه كان من مكتب مرجعية الشيرازي، ومن قبل تجار من العراق وباقي الدول.
واعلنت محافظة كربلاءفي،(الثلاثين من حزيران 2014)، عن استقبالها أكثر من ألف عائلة نازحة من محافظات أو مناطق سيطر عليها مسلحو تنظيم (داعش)، وأوضحت أنهم سكنوا مدينة الزائرين وفي الجوامع ووفرت لهم المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية، وفي حين بيّنت أنها هيأت 15 مفرزة طبية لتقديم الرعاية الصحية للنازحين، دعت المنظمات الدولية والمحلية إلى مساندتها بتقديم المساعدات لهم.
وكانت مؤسسة انقاذ التركمان، أكدت الأحد (17تموز2014)، أن نحو 350 الف تركماني نزحوا من المناطق الشمالية بسبب سيطرة تنظيم (داعش)، على مدنهم، وفيما بيّنت أن عناصر التنظيم قتلوا المئات منهم واحرقوا ومثلوا بجثثهم، لفتت إلى أن تنظيم (داعش)، يفرض حصاراً على 20 ألف مواطن بينهم اطفال ونساء في قضاء آمرلي منذ 35 يوماً.
وتحدثت تقارير صحفية عن تقديم الكثير من الدول العربية الاجنبية مبالغ فاقت مليارات الدولارات اضافة الى التبرعات والمساعدات الطبية والغذائية لبرنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لمساعدة النازحين في العراق، وذلك ضمن توفير المساعدات الغذائية العاجلة لآلاف الأسر العراقية التي نزحت عن منازلها على إثر الصراع الذي بدأ في الموصل بالعراق في شهر يونيو/ حزيران.
وكان تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في،(العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاط داعش بعدها إلى محافظات أخرى بينها صلاح الدين وكركوك وديالى وأربيل ودهوك ومناطق قريبة من العاصمة بغداد.