قلت للاستاذ العقاد:
- ما هي الافلام التي شاهدتها اخيرا؟ً
فقال: - لم اشاهد شيئا لأنني لست من هواة السينما اطلاقاً.
- لماذا؟
- قف مرة امام باب إحدى دور السينما ثم انظر للجمهور الذي يشاهد الافلام، وقل لي هل هذه الطبقة التي تشاهد السينما، تتساوى مع عباس العقاد عقليا لكي يشاهد معها الافلام..
- ولماذا لا تكتب لها؟
- لأنها لا تملك القدرة على تقبيع الموضوعات التي اكتبها.
- ولكن هذا يعتبر تعاليا وترفعا منك على جمهور السينما لأنك تأنف من توجيهه وتثقيفه لقلمك؟
- وهل تطلب من جميع الدكاتره ان يكونوا اطباء للاطفال:!
ثم استطرد يقول: هناك اطباء للاطفال واطباء للجهال، واطباء للفقراء مجانا.
- هل افهم من هذا انك شاهدت اقلاما زهدتك في السينما عامة؟
- نعم شاهدت افلاما لم استطع مشاهدتها حتى النهاية.
- معنى هذا انك لم تر افلاماً جديرة بمشاهدتك لها؟
- اذكر انني شهدت بعض افلام لابأس بها مثل العزيمة وسلامة في خير وسي عمر ورصاصة في القلب وان كان مخرج الفيلم الاخير وهو مخرج كبير قد اظهرلنا ابطال الفيلم يأكلون الجلاس في الشتاء، وجعل من النيل نهاراً، والنهار ليلا.
- وما رأيك في الازمة التي تعانيها السينما الان وانصراف الجمهور عن مشاهدتها؟
- هذا هو خير حكم على الافلام.
- ولكن اليس للظروف الحاضرة التي اعقبت الحرب اثر في هذه الازمة؟
- هذه دائما هي النتيجة الحتمية لكل فن قائم على ظروف وقتية، اما الفن الباقي الخالد فهذا ملك للانسانية في جميع الاوقات والظروف، لا يتأثر ولا يتغير بتغير الظروف والاحوال.
- لماذا تقصر مجهودك الادبي على كتابة المقال ولا تعالج كتابة القصة كثيراً؟
- سؤالك هذا يشبه من يسال"الحاتي"لماذا لا تبيع طعمية!!
فالكاتب تاجر يقدم للناس بضاعته!
- هل من رأيك ان ينزل الكاتب الى مستوى الجمهور؟
- نحن في مصر الارتقاء لا الهبوط، والكاتب يرقى ولا يهبط، والجمهور هو الذي يجب ان يرتقي الى مستواه.
- ولكن الامر يحتاج الى ان يمد الكاتب للجمهور يده ليوقعه اليه، ان يبسط اساويه مع الجمهور.
- هذا الكلام بعيد عن الصواب فليس من المعقول ان تطلب من رجل يملك عشرة الاف جنيه ان يصرف منها عشرة جنيهات فقط، او ان تطلب ممن يملك عشرة جنيهات ان ينفق عشرة الاف، فكل منهما يصرف بما وهبه الله له!!
دنيا الفن /1946