10 دقائق مع اغاخان

10 دقائق مع اغاخان

شهد اوبرج الاهرام في الاسبوع الماضي عدة ولائم باذخة، اقامها ضيف مصر سمو الامير اغا خان، ودعا الى كل وليمة منها طائفة من اصدقائه المصريين والاجانب.
فكانت الوليمة الاولى لرجال السفارة البريطانية وعقيلاتهم، والثانية لرجال المفوضية الفرنسية وسيداتهم، والثالثة لنخبة من العظماء المصريين، وكذلك دعا دولة رئيس الوزراء

ولفيفا من وزرائنا وزعمائنا الى مادبة فاخرة اقامها في نادي محمد علي.
وهكذا اجتمع على مائدته في اسبوع واحد رجال المجتمع المصري وسيداته، ليقدم اليهم زوجته الفرنسية الجديدة انها آية من آيات الفتنة والجمال يتمثل فيها الجمال الفرنسي الفاتن، والاناقة الباريسية الرفيعة، لقد كانت تضع على رأسها في احدى هذه الفحلات تاجا مرصعا بالاحجار الكريمة، قيل ان ثمنه 15000 جنيه.
وسيمكث اغا خان وقرينته فترة اخرى في مصر التي سمتها قرينته وهي تتحدث عن شمسها الساحرة، وسمائها الصاحية، بقولها: ان مصر جنة الدنيا.
واغان خان علم من اعلام السياسة الدولية، فقد كان رئيس مؤتمر عصبة الامم في سنة 1937، كما انه زعيم من ابرز زعماء العالم الاسلامي واقواهم نفوذا، ولهذا رأينا ان يتحدث الينا عن رأيه في بعض شؤون السياسة والاسلام.
وذهبنا الى فندق مينا هواس قبل الموعد المحدد للمقابلة، وانتظرنا في صالون الفندق فرأيناه ينزل السلم في نشاط ورشاقة، رغم تقدم سنه.
***
وصحبناه الى حديقة الفندق حيث اخذ يحدثنا عن السنين الطويلة التي امضاها في سويسرا منذ دخل الالمان باريس في يونيو سنة 1940 ولم يغادر باريس الا في اللحظة الاخيرة، والتجأ الى سويسرا حيث ظل بها الى ان يغادر اوربا اخيرا.
ثم تطرق الحديث الى مؤتمر سان فرنسيسكو وهل يمثل الهند فيها كما مثلها في مؤتمر الصلح سنة 1919، فقال لنا انه لا يريد ان يعود الى ميدان السياسة الدولية لانه مهتم الان بمشاريع اجتماعية اصلاحية تستنفد كل وقته وجهده، ولكنه يعتقد ان مؤتمر سان فرنسيسكو سيؤدي الى قيام هيئة تؤدي ما عجزت عنه عصبة الامم، وهو المحافظة على السلام والقضاء على الحروب، والمحافظة على حقوق الشعب على قدم المساواة بين قويها وضعيفها.
وسألناه عن مشروعاته الاصلاحية، فقال انه يقوم الان بانشاء جامعة كبيرة في شمال الهند، لتعليم ابناء المسلمين الهنود العلوم والفنون التي ترقى بمستواهم المادي والاجتماعي، فيدرس فيها الطب، والهندسة، والزراعة، والكيمياء.. بدلا من ان تدرس فيها الاداب والاديان، والقوانين، لان الشرق ليس في حاجة الى نظريات وافكار قدر حاجته الى العلوم العملية التي يقيم عليها نهضته القادمة.
***
والطائفة الاسماعيلية التي يتزعمها في سلاسة الشيعة، وزعيمها اغا خان من نسل الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.. وقد عاش اجداده في ايران اجيالا طويلة، وتزوج جده"حسين الحسيني"من ابنة"فاتح علي شاه"امبراطور ايران، ثم قامت ثورات في ايران ففرت الاسرة الى الهند حيث اواها الانجليز واتخذت مدينة بومباي مقرا، وقد قررت له حكومة الهند معاشا شهريا قدره عشرة الاف روبية، ولا يتناول اغا خان هذا المعاش بل يتناوله ابنه الامير علي خان الذي يعمل الان ضابطا في الجيش البريطاني، وكان قبل ذلك ضابطا في الجيش الفرنسي واشتغل مع الجنرال فيجان في سورية.
ومن الامتيازات التي منحتها الحكومة البريطانية لاغا خان ان يطلق له احد عشر مدفعا عند مقدمه الى الحفلات الرسمية التي تقيمها الحكومة.
واغا خان يعد من اغنى اغنياء العالم.. وهذه الثروة تاتيه من"العوائد"التي يدفعها له اتباعه وهم اغنى وانشط الطوائف في الهند، ففي كل عام يزنون زعيمهم ثم يجمعون من بينهم من المال ما يوازي وزنه ذهبا.
وسموه ممتلئ الجسم جدا، ولهذا فانه يتقاضى منهم سنويا حوالي 30 الف جنيه وهو ذاهب الان الى كينيا وزنجبار ثم الى الهند حيث يحتفل بعيده الماسي وقد بدأ انصاره يستعدون لاستقباله استقبالا حافلا.
وقلنا لسموه هل سيزنون سموكم هذه المرة مقابل جنيهات من الذهب فضحك وقال وهو يركب سيارته منصرفا: كلا.. بل سيزنونني مقابل احجار من الماس، وذلك بمناسبة احتفالهم بعيدي الماسي!.
***
وقد تزوج اغا خان ثلاث مرات من ثلاث سيدات اوربيات.
الاولى الاميرة الايطالية تريزا، وانجب منها ولدين احدهما مات صغيرا والثاني هو الامير علي خان، وقد ماتت سنة 1926، وبعد ذلك بثلاث سنوات كان بمستشفى في حمامات اكس لي بان في فرنسا فراى بائعة حلوى حسناء، فتنه جمالها ورقتها، فسر بها في اليوم التالي وعرض عليها الزواج، وقبلت وعاشت معه عدة سنين عرفت فيها حياة القصور والملالي وزوجته الحالية (ايفت لامبروس) من اجمل نساء العالم.. يكفي انها اختيرت ملكة جمال فرنسا سنة 1930.