من اصدارات المدى .. علي الشوك.. كاتب وباحث وروائي عراقي

من اصدارات المدى .. علي الشوك.. كاتب وباحث وروائي عراقي

يعد واحداً من ابرز الباحثين في قضايا التراث، والموسيقى واللغات القديمة والأدب، ومتخصص في علم الرياضيات"اكاديميا".. وهو أحد أولئك الذين رحلوا عن العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود إلا أن الوطن لم يغادر ذاكرتهم يوما.. ومازالت بصمات دجلة، وأفياء النخيل،

ومرابع بغداد واضحة المعالم عليهم..لقد عكس الأستاذ علي الشوك حبه ولهفته لبغداد في روايته"الأوبرا والكلب"عندما ذكر كل تفاصيل بغداد من شوارع، ومقاهٍ، ومخازن وأكلات وأسماء لشخصيات بغدادية أصيلة..
في بداية الثلاثينات من القرن الماضي ولد على الشوك في بغداد عام ١٩٢٩. في منطقة كرادة مريم جانب الكرخ حيث قضى فيها معظم سنوات طفولته وشبابه،عاش طفولة مريحة وليست سعيدة "كما يحلو له التعبير"،كان موضع حب واعتزاز عائلته وأقاربه، ربما لأنه كان من المجدين والنابهين في المدرسة.اكمل دراسته الابتدائية في مدرستي كرادة مريم،والمنصور ثم انتقل مع عائلته إلى كربلاء،إلا انهم سرعان ما عادوا إلى بغداد بعد عام واحد فقط، ليكمل دراسته في مدرسة الرصافة.. ثم واصل دراسته الثانوية في"الإعدادية المركزية".. يتذكر الأستاذ علي الشوك وصوته يكتسي مسحة من الحزن قائلا:
انه في عام 1947 حصلت على بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة هناك..عن هذه المرحلة يقول"لقد كنت ضمن 150 طالب بعثة دراسية إلى أمريكا، وقد سافرنا إلى بيروت أولا للدراسة لمدة سنتين في الجامعة الأمريكية، وبعدها تم إرسالنا إلى أمريكا، لإكمال الدراسة هناك..كان من المفروض أن ادرس الهندسة المعمارية، إلا أني وجدت نفسي لا أستطيع دراسة موضوع كهذا، لذلك غيرت دراستي إلى الرياضيات.. ثم عدت إلى العراق لأعمل في مهنة تدريس مادة الرياضيات لأكثر من 20 عاما"..
في عام 1979 غادر الأستاذ علي الشوك العراق مرغما بعد أن حاول البعثيون شد الخناق عليه للانتماء لحزبهم، ورفض بشدة الانتساب إلى ما يسمى"بمكتب المعلمين البعثي"وانتقل من مدرسة إلى أخرى رافضا العديد من قرارات النقل، ولما لم يُجد ذلك نفعا، ولأنه كان أمينا على مبادئه وأفكاره اضطر لترك عائلته وكل ذكرياته ورحل إلى براغ التي كانت محطة ترحاله الأولى وليمكث فيها عامين...لكنه ما لبث أن شد رحاله من جديد إلى المجر عندما حصل على عمل في منظمة التحرير الفلسطينية استمر فيه إلى عام 1995 عن هذه السنوات يقول"كانت حياتي ضيقة جدا ومحدودة المجالات، ولكن"من جدَّ وجد"لذلك لم أتوقف يوما عن متابعة وقراءة ما كنت أريده، والحصول على المصادر التي كانت تهمني.. لم أتقن اللغة المجرية على الرغم من أني ابحث في اللغات وأصولها وهنا يضحك ثم يكمل كلامه.. إلا أني محدود الموهبة في تعلم اللغات الأخرى"...
عندما وصل إلى لندن في عام 1995 تفتحت له آفاق واسعة ورحبة، واصبح لديِه مجال للاطلاع على المصادر التي كانت تهمنه قراءتها..لقد انصب اهتمامه على موضوع العلاقات اللغوية العالمية.. كانت تلك المخطوطة عن اللغات التي لم يتخلَ عنها والتي حاول أن ينشر بعضا منها في بغداد في منتصف السبعينات.. ومع توفر أول فرصة لذلك،نفض الغبار عنها تماما لتكون أشبه بنواة بحوثه الأخرى في مجال اللغة. فبين أعوام 1996 – 2000 ظهرت له ثلاثة كتب تتحدث عن اللغات.. الأول باسم"ملامح من التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب"..ثم "جولة في أقاليم اللغة والأسطورة"وبعد ذلك"كيمياء الكلمات".. حيث تطرق إلى مواضيع الميثولوجيا اليونانية والسومرية والبابلية القديمة والربط بينها، وفي نفس الوقت تم تعزيزها ببعض الاستطرادات اللغوية، ومن خلال ذلك اصبح لديَه نوع من البحث الذي يعتمد اللغة كعامل مهم في إثبات بعض الحقائق التاريخية.."في أثناء ذلك وفي غضونه لم تنقطع متابعات علي الشوك الأدبية والموسيقية، حيث نشرت له العديد من المقالات النقدية والخواطر في مجلة المدى، وجريدة الحياة، واهم ما نشر له كان في مجلة الكرمل بين 10- 15 مقالة.. أما عن كتاب الثورة العلمية الحديثة وما بعدها فيقول" لأني أساسا رجل علمي، لم أتوقف عن متابعة المستجدات العلمية خصوصا في مجال الفيزياء وعلم الفلك فكنت اقف على معلومات وأشياء غريبة، لذلك وجدت أنه لابد من صدور كتاب بهذا الخصوص، وفعلا كان"الثورة العلمية وما بعدها..في 2004"، وهو بمثابة تمهيد لكتاب آخر قيد الإنجاز، كتب ونشر العديد من فصوله عن مأزق العلم في الوقت الحاضر لاسيما الفيزياء والفلك..

*بعض من حوار مع الكاتب
أجرته الكاتبة جمانة القروي