فيصل فهمي سعيد.. المؤرخ الراحل

Sunday 16th of September 2012 06:21:18 PM ,

ذاكرة عراقية ,

ذاكرة عراقية
نعت الانباء قبل ايام المؤرخ العراقي الاستاذ فيصل فهمي سعيد ، الذي قدم للمكتبة التاريخية العراقية عددا من المؤلفات الرصينة ، وكانت مكتبته العامرة في خدمة اصدقائه و الباحثين ، كما كان عونا لطلبة الدراسات العليا . وصل خبر نعيه والملحق الذي بين يديك تحت الطبع ، ونود هنا اعادة نشر لقاء معه ، الصحفية كوثر كريم ونشرته احدى الصحف قبل سنوات ، في الوقت نفسه الذي نقدم خالص التعازي الى اسرته الكريمة .

رجل في العقد السبعيني من العمر, وسهم السنين يمضي نحو الثمانين أسموه فيصلا وكان بعد حين صاحب القول الفصل في فصول لم يذكرها احد قبله, موثق يعتمد التمحيص في الوثيقة ويدمغها بشهادة أكثر من شاهد من الشهود العدول على مجريات زمان عاشه وآخر لم يعشه، يجمع مذكرات الكثيرين من الساسة مدونة بالحبر الحي لكنه لم يدون مذكراته بعد، عاصر عدة احتلالات للعراق وقرأ عن أشكال وأوصاف سابقة للغزو يعتقد أن السكون هو الاستثناء الذي لا يدوم في سياق ما سيجري فيصل فهمي سعيد في الجزء الأول من ذاكرة.

*المقدمة: نرجع الى البطاقة الشخصية وتفاصيلها سنة الميلاد ومكان التولد وابرز ذكرياتك في تلك المرحلة الى ان نصل الى الابتدائية؟
فيصل: ولدت في عام 1933 وتحديدا في يوم 21 ايلول ويوم مولدي كان في شهر تاريخي بسبب وفاة المرحوم الملك فيصل الأول، أول ملوك العراق وكان والدي يومها مرافقا لوزير الدفاع فعندما توفي الملك في خارج العراق في بيرن في سويسرا فنقل الجثمان الى العراق، دخل الجيش بالإنذار فوالدتي المرحومة كانت تعرف ان والدي له نشاط سياسي مساءا الى جانب النشاط العسكري حصل نوع من الرهبة والخوف في البيت، فيقال انه انا ولدت قبل موعدي وفي المستشفى وليس في البيت على طريقة الجدة فيقولون لي عند استعجالي لشيء انك لم تصبر في شيء حتى ولادتك, هذا فيما يتعلق بالقضية الشخصية اما هذه الفترة تمثل بداية لاهتمامي بالتاريخ بعد ان تقدم بي العمر كمرحلة لاحقة قبل اهتمامي بالاقتصاد مهنتي الأصلية ودراستي الأصلية اكتشفت انه بدأت فترة جديدة من حياة العراق السياسية في العهد الملكي فترة الاضطراب السياسي لان العراق كان قد اخذ الاستقلال في 1932 بعد موافقته على توقيع اتفاقية 1930 الجائرة مع بريطانيا وأنا أقول جائرة ليس اخذ موقف سياسي ولكن تاريخي موضوعي وقال نوري السعيد رحمه الله وقتها لو إنني رئيس وزراء دولة مستقلة لم أوقعها في حينها بعدها ادخل العراق بعد مساومات الى عصبة الأمم واعترف به كدولة مستقلة وبدا ما سمي بالحكم الوطني في هذه الفترة أواخر 1932 كان الملك مريضا والمشاكل التي حصلت اضطر الملك ان يقطع العلاج ورجع الى العراق وبعدها رجع الى سويسرا ثم مات هناك الى رحمة الله , هذه هي بداية مولدي .

* المقدمة : طيب أستاذ اسمك هل هو تيمناً باسم الملك فيصل؟
* فيصل: انا لا اقول تيمنا ولكن إحياء لذكرى والدي المرحوم كان ضابطا في الجيش السوري قبل ان تتشكل الحكومة العراقية الملكية والتي قبل تشكيل الجيش العراقي وهذه المعلومة قد يجهلها البعض وهو انه الجيش العراقي لم يتشكل بعد إعلان الملكية في 23 آب 1921 بل تشكل في 6 كانون 1921 أي قبل سبعة اشهر او أكثر من تشكيل الحكومة من اين حصلوا على الضباط ؟ معظمهم كانوا في الدولة التي تشكلت في سوريا والتي ايضا كانت ملكية وملكها فيصل الذي اصبح ملكا على العراق فيما بعد فالضباط الذين كانوا في الجيش العثماني قسم منهم التحقوا بما سمي بثورة الشريف حسين 1916 لكن القسم الباقي بقوا اما مع العثمانيين او بقوا ينتظرون لأنه في وقتها كان على الضابط العربي العثماني أن يهرب من الجيش أثناء الحرب فبعض الضباط اعتبروا هذا جبن ومن جملتهم كانت أسماء مثل محمد فهمي سعيد وصلاح الدين الصباغ ومحمود سلمان هذه الأسماء فيما بعد كان لها دور في تاريخ العراق العسكري والسياسي لكن في 1918 عندما أعلنت الهدنة الرعيل الآخر من الضباط العرب العثمانيين الذين كانوا في الجيش العثماني التحقوا بجيش الشريف فيصل والذي هو جيش الدولة الوليدة والتي أسقطت في تموز 1920 في هذه الأثناء محمد فهمي سعيد كان ضابطا في سرية صغيرة اسمها الحرس الملكي ففيصل الاول كان يعرف فهمي سعيد وصلاح الدين الصباغ لأنهم كانوا أمراء الفصائل في حراسه, وهم لاقوا من هذا الرجل الذي كان متعدد المواهب والصفات نوع من الرعاية وهو كان يحاول شد الضباط إليه واعتبروه ثائر وهو الذي دخل الى الشام وأول جيش عربي يحرر مدينة عربية ولكن فيما بعد حصلت تطورات فالثورة العاطفية التي صاحبت وفاته فأسميت فيصل فهو كان يعتبره ثائر وليس ملك وفيما بعد بانت الجوانب السلبية في شخصية الملك وليس الثائر كان الدرس السوري لأنه أقصي من العرش وذهب الى اوربا من دون عرش او مأوى وكان يشد ويجذب بين المعارضة والعراقيين والسلطات البريطانية المهيمنة والمستعمرة وكان هذا الاسم هو من اسماء سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ويعني ايضا الحاكم الفصل العادل وتعني السيف القاطع ولكنني لا أؤمن بالقطع ولكن بالعدل.

*المقدمة: اول دخولك للمدرسة الابتدائية اين كانت؟
*فيصل: قبل الابتدائية توجد الروضة انا أعظمي المولد و أعظمي الهواء وبعد ولادتي بفترة والدي خرج من وزارة الدفاع ونسب الى الموصل كضابط ركن فانا فتحت عيني في الموصل ولكن البيت الذي ولدت فيه فهمي سعيد تركه الى المجاهدين الفلسطينيين انا اعرف قسم منهم مثل عبد القادر الحسيني والمرحوم حسن سلامة واعرف هذا الجانب من حياة والدي وكان هذا البيت لأنه على الشط خلفه رمال يتدرب عليها المجاهدون ومن ثم يذهبون الى فلسطين وبقينا في الموصل الى سنة 1937 وفتحت عيني في الموصل وتعلمت الكلمات الأولى باللهجة الموصلية ولهذا الآن عندما يتكلم بعض الموصليون معي أرد عليهم لا إراديا بنفس اللهجة وبعد ان جاء الحكم بعد انقلاب المرحوم بكر صدقي جئنا الى بغداد وسكنا نفس البيت بعد ان تركه المجاهدون لأنه ثورة 1936 في فلسطين كانت قد استهلكت أواخر 1937 وحكومة بكر صدقي لم تكن تعاون المجاهدين الفلسطينيين , وفي الموصل هناك احتفال مكن الصوفية ومر من أمام المكان الذي كنا نسكنه ولكن الاعظمية مثل الخيال وبعدها انتقلنا الى الكرخ وفيها بدأت دراستي الأولى علما ان المرحومة والدتي كانت مهتمة ان تعلمنا الالف باء وبعض الأناشيد والصور , فانا اذكر هذه الفترة فذهبت الى الروضة وانا اعرف ربط الحروف لتكوين كلمة وهذا يجرنا الى التعليم النسوي في العراق الذي كان محارب وعندما ارادوا في 1910 فتح اول مدرسة ابتدائية للبنات في بغداد اجتمع مجلس الولاية وكان من ضمن اعضاءه الشاعر جميل صدقي الزهاوي .

* المقدمة: مجلس الولاية ماذا يقابله الان؟ فيصل : لا يقابله الآن أي جسم من أجسام الحكم لسبب ان العراق وقتها لم يكن معروف باسم العراق اهل العراق يقولون انا عراقي ولكنه لا يرتبط لهوية رسمية للحكومة وكانت هناك ثلاث ولايات بغداد والموصل والبصرة وهذا المجلس كان يدير كل شؤون الولاية الداخلية تحت امرة الوالي وهو اقرب الى المجلس الاستشاري من المجلس التنفيذي, ولكن كان هناك من 1908 نواب يذهبون الى المجلس النيابي العام في الاستانة او اسطنبول مثل ميسموها لانه كانت الدولة العثمانية عاصمتها الاسطنبول وكان هناك مجلس يسمونه مجلس المبعوثان المفروض ان يسموه المبعوثين ولكن سموه المبعوثان وكان عن كل ولاية يختارون نواب يذهبون الى هناك ولكن مجلس الولاية كان اقل منه. فجلسوا يضعون الشروط لمدرسة الإناث يجب ان لا يكون فيها شبابيك تطل على الخارج وان لا يكون للجيران شبابيك تطل عليها ويجب ان لا يكون لديهم حديقة فيها اشجار تطل عليها , فالشاعر العظيم جميل صدقي الزهاوي قال وجدتها وجدتها قالوا ما هي قال: منارة سوق الغزل , هي نكتة ولكن مأساوة لانه في الوقت الذي كانت فيه هذه المدينة الحضارية التاريخية وكان فيها النساء المثقفات مدرسة بنات تأخذ عشر سنوات لإقرارها من 1902 الى 1912 ، اما في الموصل فالوضع كان مختلفا حيث ولدت والدتي وكانت مدارس البعثات الأجنبية التبشيرية في مدن الموصل ووالدها كان ضابط واجداده من مشايخ طي فكانوا يترددون عليه سيدات التعليم والتبشير المسيحي وكانوا يعلموهم بعض مسائل المنزل والدتي وقسم من أقرباءها وبنت عمة والدتي زوجة نوري سعيد تعلموا الى حد الرشدية وجلسوا في البيت ووالد زوجة نوري سعيد كان رئيس اركان الجيش السادس والدتي اصغر منهاعمرا الى ان توفى والد زوجة نوري سعيد قبل زواجها وبقت عند خالها لأنه هذا كان ترابط النسب.

* المقدمة: على ذكر ترابط النسب, قرأنا عنك انه يقال عليك انك مثال مصغر للوحدة الوطنية لماذا هذه التسمية ؟
* فيصل: لسببين، الاول بوالدي ووالدتي والثاني بي انا شخصيا مثلا والدي أمه سيدة كردية من السليمانية ومن أقاربها المرحوم ماجد مصطفى والآن اللواء فؤاد عارف قريب بعيد لجدتي لأبي أما أم سعيد فالمفروض معروفة في التاريخ الكردي اخر عائلة سورانية ووالده اسمه رسول باشا الراوندوزي ووالدتي أبوها عربي من مشايخ طي وأمها سيدة تركمانية وأما أنا في أسرتي أبنائي تزوجوا من غير مذهب من عوائل الكاظمية وابنتي فدى العرب زوجة مهندس كردي فنحن وحدة عراقية .

* المقدمة : وهذا يفسر لنا إطلاق هذه التسمية عليك , نرجع الى الابتدائية فيصل: الابتدائية مرت بعدة مراحل بعد ان أكملت الروضة زوجة خالي الصغير كانت مديرة احدى الروضات وقبله كانت زوجة خالي الاصغر وكان خالي من اول خمسة طيارين عسكريين الذين أسسوا القوة الجوية العراقية وأول شهيد طيران في العراق الذي هو المرحوم الشهيد ناطق الطائي وكان متزوجا من سيدة خالها هو نوري سعيد، فادخلوني في هذه الروضة وأتذكر ان واحدة من المربيات الفاضلات جدا هي المرحومة الست رابعة الالوسي وهبت نفسها لتربية الأطفال فبقت مطبوعة في ذهني وبعدها انتقلنا من العوضية الى الكرخ لانه لم يكن لدينا دار ملك لان والدي كان ينفق ما لديه على السياسة بعد ان اخرجوني من مدرسة الفضل للأطفال التي هي الى الرابع انتقلت الى مدرسة المركزية وعندما أكملت الصف الثالث أخرجونا وطلب منهم ان يذهبوا الى مدرسة البنين في 1943 كانت تأثيرات الحرب العالمية الثانية بدأت على المجتمع العراقي وكان عدد كبير من المدارس خرجت بنات تعودن على السفور وعلى الحياة الطبيعية وبدا خاصة في الطب والصيدلة تمازج بين كلا الجنسين وهذا كان مرفوض من الجماعات المحافظة وكانوا يجبرون الوزارات ان تاخذ قرارات وانتقلت الى مدرسة المأمونية التي تكلمت عنها لكم قبل قليل.

* المقدمة: من الشخصيات البارزة في تلك المرحلة، هل كان لهم دور قيادي في تلك المرحلة.
* فيصل: الذي كنا نسمعه الست امة السعيد التي هي بالأصل ليست عراقية وانما تعرقت نتيجة زواج اختها من احد رؤساء الوزارات وهناك كانت طالبة بارزة جدا فيما بعد اصبحت اول خريجة كلية حقوق واصبحت اول قاضية وهي صبيحة الشيخ احمد الداود والفت كتابا عن حياتها هي وكانت سيدة فاضلة وكان لها حضور اجتماعي لانها في وقت مبكر ظهرت كشاعرة والقت قصيدة في اجتماع سمي سوق عكاظ.

* المقدمة: الاجتماع كان نسويا فقط أو مشتركا؟
*فيصل: لا كان اجتماعا عاما وأتصور كان بمناسبة المعرض الزراعي الصناعي العراقي عام 1934 والذي قبله كان المفروض ان تأتي أم كلثوم للغناء ولكنها لم تأت بل حضر محمد عبد الوهاب وغنى.
* المقدمة: طيب أول زيارة لام كلثوم بالصور التي رأيناها عندك تتذكر في أي سنة؟
* فيصل: عام 1932.
* المقدمة : قبل ولادتك يعني؟ فيصل : نعم ، انا عشت في الشارع التي سكنته ام كلثوم عند مجيئها لاول مرة.

* المقدمة: هل كانت هناك مناسبة لمجيء ام كلثوم او انها حضرت بدعوة من قبل الملك او أي احد من البلاط الملكي؟ فيصل: لا بالحقيقة الملك لم يكن يدعو ولكن كان هناك معرض كما ذكرت بمناسبة استقلال العراق لكن تاخر الى 1934 بحسب معلوماتي فالذي حصل انها كانت مدعوة وكانت تعرف باسم الآنسة ام كلثوم آنذاك فهي تزوجت مؤخرا بحسب ما حضرتك تعرفين وهي جاءت بناءً على دعوة استضافة من قبل ابن وجيه معروف هو محمد صالح البغدادي ابنه كان من هواة ام كلثوم والطرب والغناء ولا زال قسم من البيت قائم في شارع اسمه شارع طه وانا القيت محاضرة حول شارع طه ومحلة نجيب باشا .

* المقدمة: نرجع الى موضوع التجمعات النسوية التي كانت تقام ومثلا كانت هناك مصطلحات مثل القبولات اصطلاح بغدادي قديم تكلمنا عن القبولات ؟
* فيصل: الحقيقة كان هناك نوعين من التجمعات تجمع الاجتماعي العادي الذي هو القبول والنوع الثاني الذي هو الاجتماع الديني والذي يسمى(القرايات).

* المقدمة: عندما كنت طفلا هل كنت تحضر مثل هكذا قبولات في بيت الاهل او أي بيت اخر؟
* فيصل: لا في الحقيقة، في بيت والدي توفت والدتي وانا في الاول الابتدائي وقبلها لم تكن لدينا هذه العادة ولكن بيوت الاقارب زوجات اخوالي واقاربهن، ولكن لم يكن محدد لها يوم ولكن دوما كان تواجدهم ولا اريد ان اذكر اسماء لانها اسماء معروفة , وايضا بعد اعدام والدي انا انتقلت الى بيت اخوالي وعشت عندهم حوالي خمس سنوات وكانت زوجة خالي بالرغم من انها مديرة ومن اسرة مثقفة ولكن ما كانوا يفضلون هذا النوع من القبولات وكان معروفا في الوسط البغدادي انه كان للعوائل البغدادية الكبيرة لها موسم محدد.

* المقدمة: هذه القبولات هي فقط في العوائل الارستقراطية ؟
* فيصل : الموسرة وقسم من البرجوازية حاولوا تقليدهم بالرغم من دخلهم المحدود.
* المقدمة: في عودة سريعة لأستعراض مجمل محطات قطار العمر، هل تعتبر انك تمثل ابناء جيلك الذي عاش اكثر من ثلثي القرن الماضي؟
* فيصل: لا انا لا امثلهم , لأنه انا كنت مصاب بنكبات من طفولتي وفاة والدتي المبكر ثم استشهاد والدي المبكر وفترة شظف العيش التي عشناها ولو انا كنت وبواسطة دعم خالي بحال أفضل ولكن لم اكن امثل ابناء ذلك الجيل ولكن دخلت عالم السياسة مبكرا دون اختياري وإنما الأحداث السياسية فرضت نفسها وعلى هذا الطفل ان يستمع الى الكثير من القضايا السياسية وكثير من الطروحات من هذه الناحية انا لا امثل ابناء جيلي اما من النواحي الاخرى نعم امثلها الى حد ما انه كنا احيانا ندرس ونعمل بالوقت نفسه خاصة في الكليات المسائية وكنا صباحا نعمل كموظفين هذه كانت مألوفة تقريبا وتطلعاتنا السياسية ونشاطاتنا كانت متقاربة الى حد ما ولكن في الاوضاع الاجتماعية لا لا اعتقد انني كنت امثلهم.

* المقدمة : طيب نرجع الى المراحل الدراسية , عندما اكملت الدراسة الابتدائية دخلت الدراسة المتوسطة ماذا كان يقابلها في ذلك الوقت ؟
* فيصل: انا اكملت صف الرابع والخامس في المأمونية , ولا زلت انا كيتيم اذكر لأساتذتي الذين درسوني اطيب الذكرى كانوا يعطفون ليس علي انا فقط وانما على الكل كانوا مدرسين من اروع ما مر على العراق وهم من بنى العراق في الحقيقة ثم في الصف السادس وسائل النقل بالنسبة لي ما يسمى( اليومية ) محدودة فأما ان انفقها بشراء الحلويات او ان اركب الباص وكنت في المأمونية وبيتنا في شارع طه.

* المقدمة: المأمونية اين كان مكانها؟
* فيصل: في الجزء الشرقي من وزارة الدفاع الحالية أي في محلة الميدان وبيتي في شارع طه الذي هو قبل ساحة عنتر في الاعظمية فأذهب مشياً و ارجع مشياً لأنني امتلك فقط عشرة فلوس وهي لا تكفي إلا أن اصعد في سيارة واحدة فقط وتبقى خمسة فلوس أنفقها على نفسي وبعدها نقلت الى مدرسة نجيب باشا النموذجية وهي كانت مختلطة الى الصف السادس وهذا كان شيئا غريبا وكانت مديرتها المثقفة الست عفيفة رؤوف زوجها احد التقدميين المعروفين رحمه الله الأستاذ عبد الفتاح إبراهيم مات قريباً بعدها تخرجت وذهبت الى الثانوية .