مهاتما غاندي الانسان

Tuesday 24th of July 2012 05:06:31 PM ,

منارات ,

مهدي المولى
الحقيقة ليس هناك عبارة تعطي هذا الانسان حقه غير صفة الانسان فانها تحتوي على كل انواع الفضيلة انه وضع كل امكانياته وقدراته وقوته وحياته في سبيل الانسان ومن اجل الانسان عاش من اجل الانسان ومات من اجل الانسان

فكان يقول مغزلي امامي ومن ورائي عنزتي فانا املك كل شي لكني اناضل في سبيل الاخرين الذين لا يملكون شي اسمعوا ايها المسؤولون في العراق انه يملك المغزل الذي يصنع له لباسا بسيطا وعنزة يتناول الطعام منها ويقر بانه يملك كل شي ومع ذلك انه يناضل ويضحي من اجل الذين لا يملكون شي
لا شك ايها الانسان انت المؤمن انت الذي تطبق ارادة الله رسالة الله دين الله انت حبيب الله انت روح الله اما انتم ايها المسؤولون كفار اعداء الله واعداء ارادة الله اعداء رسالة الله
ان البقاء على الايمان مرتكز فالكافرون مضوا والمؤمنون بقوا
بقي الامام علي واباذر الغفاري والحسين وفهد وعبد الكريم قاسم لانهم جعلوا حياتهم كلها في خدمة الانسان ومن اجله جاعوا وتعبوا وتألموا وما توا من اجل ان يشبع ان يرتاح ان يسعد ان يحيا الانسان الاخر فاحبهم الناس فاحبهم الله
في حين مضى وتلاشى مروان ومعاوية ويزيد وصدام لانهم جعلوا الناس في خدمتهم ومن اجلهم فشبعوا وسعدوا وعاشوا من اجل ان يجوع ان يتعب ان يشقى ان يموت الاخر فكرههم الناس فكرههم الله
اي ان الانسان يرى السعادة والراحة والغنى والحياة في سعادة وراحة وغنى وحياة الاخرين في حين اعداء الانسان يرون السعادة والراحة والغنى والحياة بشقاء وتعب وفقر وموت الاخرين
لا شك المؤمنون يبقون كبقاء الله والكافرون يمضون ويتلاشون
من هذا يمكننا القول ان الامام علي وغاندي على دين واحد وطريق واحد ونهج واحد لانهما احبا الله من خلال حبهما للانسان والتضحية لله من خلال التضحية للانسان
رحم الله غاندي عندما بدأت الخلافات العنصرية في دلهي وبدأت تظهر بوادر لسفك الدماء واجه الموقف بحزم وقوة في 12 -1 -1948 اعلن للعالم بانه قرر الصيام حتى يزول الحقد العنصري من العاصمة فيستطيع المسلمون التجول بحرية في شوارعها قرر ان يقتل نفسه حقا انه موقف حكيم وشجاع وحب للانسان في الهند بشكل لا مثيل له واثناء صيام غاندي صرخ نهرو والكثير من انصار غاندي يا ناس يا ابناء الهند هل تدرون ماذا يعني موت المهاتما غاندي يعني موت روح الهند وهكذا ان تضحية المهاتما غاندي بنفسه اعطت الاثر المطلوب واعلنت وقررت جميع الطوائف بانها ستلتزم وتتحلى بالقيم الانسانية وتتخلى عن العنف فعاد السلام الى المدينة
لا شك انه اسلوب قد لا يصدق زعيم دولة تحدث في دولته نزاعات عنصرية لم يعد جيشا وسلاحا ويأمر باطلاق النار بل يعلن عدم تناول الطعام حتى الموت ويصرخ الشعب اذا مات غاندي تموت الهند فتعلن الطوائف تخليها عن العنف ويعود السلام والوئام الى الهند
وكان يقول لا يجوز للانسان ان يحوز او يحتفظ بما ليس في حاجة اليه من مأكل وملبس واثاث كانت رغبته الوحيدة ان تصبح الهند قوة منتجة لا يجوع فيها انسان ولا يبكي فيها احد من اجل لقمة العيش
لا شك هذا يذكرنا بسيرة الانسان الامام علي الذي قدم طعامة الذي لا يملك غيره الى انسان جائع رغم ان الامام كان جائعا لكن مع ذلك فضل غيره على نفسه وكان يتالم ويبكي على الذين قاتلوه والذين قتلوه انهم لا يفهمون لا يدركون فكان يصرخ لا تكن عبدا لغيرك مخاطبا الانسان وكان بقدس العامل ويقول قبلوا اليد العاملة وكان قد تنبأ لهم بالعزة والسيادة في المستقبل فكان يرى في طبقة الاثرياء السادة مجرد لصوص وهو يرى تبذيرهم وتخمتهم فكان يقول لم ارى نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضاع او ما جاع فقير الا بتخمة غني فكان هذا هو السبب الذي جعل بعض المتسترين في الاسلام ان يقتلوه كما قام بعض الهندوس لقتل غاندي لحبه لكل اهل الهند بكل اطيافها.