الزوبعة مفتعلة لتصفية الحسابات .. والاستبداد بالرأي عواقبه وخيمة!

Tuesday 20th of July 2010 05:15:52 PM ,

الملحق الرياضي ,

بغداد / طه كمر
اصبحت قضية الانتخابات لاتحاد الكرة العراقي الشغل الشاغل للشارع الرياضي واصبح الحديث عنها متواصلاً في الآونة الاخيرة لاسيما بعد التطورات الاخيرة بخصوص تحديد مكان اقامتها بعد ان صوت 41 عضوا من اعضاء الهيئة العامة على اقامتها في بغداد بدلا من أربيل.. وما أجج الموقف الان هو تعرض مبنى الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الى عملية دهم عندما اقتحمته قوة عسكرية حاملة أوامر القاء قبض على رئيس الاتحاد حسين سعيد

وأمين السر العام طارق احمد والامين المالي عبد الخالق مسعود وعضو الاتحاد محمد جواد الصائغ والمستشار في الاتحاد وليد طبرة الاحد الماضي، لذلك قد تتطور الامور الى ما لا يحمد عقباه في المستقبل خصوصا ان الكرة العراقية تنتظرها استحقاقات عدة منها بطولة أمم آسيا التي خطف ذهبها منتخب العراق في النسخة الماضية وكذلك تصفيات آسيا المؤهلة لاولمبياد لندن والتي يمثل العراق فيها منتخبنا الاولمبي، أما منتخبنا الشبابي فتنتظره هو الآخر نهائيات شباب آسيا المقرر اقامتها في شهر تشرين الاول في الصين فيما تنتظر منتخبنا للناشئين نهائيات بطولة آسيا المقرر اقامتها في شهر تشرين الاول في اوزبكستان وقد تترتب عقوبات على الكرة العراقية تحرمها من هذه المشاركات أو قد يرضخ الاتحاد الدولي لمطالب اعضاء الهيئة العامة في الاتحاد العراقي ويجعل الانتخابات في العاصمة بغداد .

ناظم شاكر : الكرة ملاذنا الوحيد
(المدى الرياضي) استطلعت آراء بعض الشخصيات الرياضية بشأن هذه القضية فكان أول المتحدثين الكابتن ناظم شاكر المدير الفني لمنتخبنا الاولمبي بكرة القدم وممثل مدربي المنتخبات الوطنية العراقية الذي قال: حقيقة يؤسفنا ان تصل الامور بالكرة العراقية الى هذا الحد الذي قد يطيح بآمال الجماهير العراقية في وقت اصبحت الكرة هي المتنفس الوحيد للعراقيين وأخص بالذكر جمهور الكرة الذي يتفوق بالتأكيد على بقية الجماهير كون ان كرة القدم هي اللعبة الشعبية الاولى بالعالم، لذلك العراقيون يعيشون الان ظرفا استثنائيا حاول المتابع العراقي ان يجعل من كرة القدم الملاذ الآمن الذي يبعده عن منغصات الحياة ويجعله يعيش ساعات من الزمن جميلة جدا بحكم حبه للمستديرة الساحرة التي جعلت اغلب الناس مهووسين بحبها ومثال ذلك ما شاهدناه قبل ايام قلائل في اكبر تظاهرة عالمية التي جرت في مدينة جوهانسبرغ الجنوب افريقية .
وأضاف : يجب على القائمين على الكرة العراقية والرياضة العراقية ان يلجأوا الى حل الازمة التي تمر بها الكرة العراقية لاني أرى ان هناك اشخاصاً معدودين بعدد اصابع اليد الواحدة يريدون من خلال هذه الزوبعة من الاحداث الساخنة ساحة لتصفية حساباتهم فيما بينهم على حساب مصلحة العراق مشيرا الى أنه يجب على كل عراقي الوقوف بوجه التحديات والصعاب التي تواجهنا في جميع المجالات خصوصا في الجانب الرياضي فالعراق منجم لا ينضب للكفاءات لا سيما الرياضية منها التي قد تتعرض خلال الايام القليلة القادمة الى العزلة الدولية جراء عدم اجراء الانتخابات في مكانها الذي اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) .
واضاف شاكر : بحكم وجودي كممثل لمدربي المنتخبات الوطنية تعرضت في هذين اليومين الى الكثير من التساؤلات من قبل زملائي المدربين الا اني لا أملك اي جواب لهذه التساؤلات خصوصا بعد ان داهمت قبل ايام قوة عسكرية مقر اتحاد كرة القدم تروم اعتقال رئيسه وبعض اعضائه ما جعل الموقف متأزما اكثر وامام انظار لاعبي منتخب الشباب الذين اصيبوا بخيبة امل كبيرة لتواجد قوة كبيرة تريد إلقاء القبض على اعضاء الاتحاد وهذه الامور تجعل الرياضي يعيش وضعا نفسيا متأزما وتحبط معنوياته وقد لا يتمكن من تسجيل حضوره دوليا وحتى لاعبي الاندية العراقية الذين تعرضوا هم الاخرون لقرار تأجيل دوري النخبة الذي انطلق منه دور واحد فقط ما سيجعل جمهورنا وجميع متابعي الكرة العراقية في وضع لا يحسدون عليه مؤكدا يجب على جميع القائمين على الكرة العراقية الوقوف وقفة جادة من اجل تحقيق شيء للكرة العراقية قبل فوات الأوان.

حسن احمد : اربيل المكان الأنسب
وكان محدثنا الثاني الكابتن حسن أحمد مدرب منتخب الشباب الذي قال : من المفترض ان نأخذ الامور بتأنٍ ودراية ودراسة مسبقة قبل اتخاذ أي قرار، فالجميع يعلم ان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لديه لوائح وقوانين يسيّر عمله من خلالها وانه عندما قرر اقامة الانتخابات في مدينة أربيل فهو يعلم جيدا ان الحظر لم يرفع عن العاصمة بغداد وان جميع البطولات غير المحلية تقام في مدينة أربيل لذلك يرى الاتحاد الدولي ان جميع المدن هي عراقية فلا يوجد فرق بين بغداد وأربيل لكن أربيل مستقرة أمنيا ولم يسجل فيها أي خرق من عام 2003 وحتى الان لذلك من الأنسب ان تقام فيها الانتخابات .
واضاف: للاسف ان البعض من الذين يحاولون تأجيج الموقف والمستفيدين من اقامة الانتخابات في بغداد لتحقيق مآرب شخصية مقابل تعرض العراق بأجمعه الى العقوبة التي ستجعلنا نخسر الكثير بعد ان أعددنا فرقا كبيرة ووضعنا حجرالاساس لجميع المنتخبات الوطنية وتأهلنا في جميع البطولات الى النهائيات التي قد نخسرها نتيجة عدم انسجامنا مع قرارات الإتحاد الدولي لكرة القدم .
وأكد أحمد اننا مررنا من قبل بهذا الظرف بعد ان قررت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية تعليق عمل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الذي نتج عنه تجميد الكرة العراقية بكل مفاصلها واعطى مدة زمنية للجنة الاولمبية لمراجعة قرار التعليق وبالتالي جاء قرار الغاء التعليق من اللجنة الاولمبية الذي لم يكن خوفا من قرار الاتحاد الدولي، بل جاء نتيجة مهنية الكابتن رعد حمودي ووطنيته العالية التي رأى من خلالها ان الاستبداد برأي التعليق سيضع العراق الرياضي في عزلة عن بقية دول العالم وبالتالي ستتأخر الكرة العراقية كثيرا لذلك تعامل مع القرار بعقلانية وخبرة ليجعل الكرة العراقية تأخذ مسارها الطبيعي .
وأشار أحمد الى ان الوضع الحالي لا يسر فان منتخب الشباب الان يمر بحالة عدم توازن وعدم استقرار ذهني موضحا ان لاعبيه كانوا متواجدين في مقر الاتحاد الكروي العراقي لاستلام مكافأة مالية وفوجئوا بقوة عسكرية اقتحمت مبنى الاتحاد العراقي بحثا عن رئيسه وبعض اعضائه لذلك ما جعل اليأس يتسرب الى نفوس هؤلاء اللاعبين ويثنيهم عن عزيمتهم.

صباح عبد : التجميد سينهي آمالنا
أما محدثنا التالي فكان الحكم الدولي علي صباح الذي تحدث عن هذا الموضوع قائلا : بالتأكيد كلنا نتمنى ان تقام الانتخابات في العاصمة الحبيبة بغداد لكن ستصطدم امنياتنا هذه برأي وقرار الاتحاد الدولي للعبة الذي برغم انه تلقى العديد من المخاطبات من الاتحاد العراقي بشأن اقامة الانتخابات ببغداد لكنه أصر على اقامتها في مدينة أربيل وجاء اختياره لمدينة أربيل في ظل توفر الجانب الامني .
وأكد صباح ان ماتعرض له مبنى الاتحاد العراقي قبل ايام قلائل من اختراق ودهم لقوة عسكرية تحمل مذكرة القاء قبض على رئيس الاتحاد حسين سعيد ومعه بعض الاعضاء جعل حالة ذعر شديدة تصيب لاعبينا ومدربينا وحكامنا واصبح الجميع متخوفا لا سيما اننا كحكام تنتظرنا جميعا استحقاقات آسيوية خلال شهري تشرين الاول وتشرين الثاني واذا ما تعرضت الكرة العراقية الى التجميد سوف تنتهي آمال مشاركاتنا الخارجية التي ننتظرها منذ زمن بعد ان اجتهدنا كثيرا .

لؤي صبحي: ننشد الشفافية في الانتخابات
فيما كان محدثنا الاخير الحكم الدولي المساعد لؤي صبحي الذي قال : بصراحة الجميع يتمنى ان تجري الانتخابات في العاصمة بغداد لكن نعرف جميعا ان الاتحاد الدولي لديه نظام خاص وسياق عمل يعمل به ويرى من خلال متابعته للاحداث ان مدينة أربيل هي اكثر المدن العراقية استقرارا.
وأضاف صبحي : ان المكان لا يؤثر على عملية سير الانتخابات طالما انها ستجري بشفافية وديمقراطية ونزاهة تامة وان الشخص الذي سيضع ثقته بفلان من الناس المرشحين لرئاسة الاتحاد لن يتأثر اذا جرت في بغداد أو أربيل وبالتأكيد لن يغير المكان رأيه بحسين سعيد أو فلاح حسن أو اي شخص آخر يريد ان ينتخبه لذلك نتمنى من القائمين على الكرة العراقية مراجعة الامور جيدا والتأني في حسابها كي لا نخسر كثيرا لا سيما ان استحقاقات كثيرة تنتظر الكرة العراقية منها بطولة أمم آسيا التي توج العراق بطلا لها في النسخة الماضية .