العدد الأول من جريدة (حبزبوز).. جولة في صفحاته

Sunday 19th of February 2023 11:28:30 PM ,
5373 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

إعداد: جميل الجبوري

الصفحة الاولى

العدد - 1 ثمن النسخة آنة واحدة السنة الاولى

صحيفة فكاهية اسبوعية

لصاحبها: نوري ثابت صاحب الامتياز والمدير المسؤول: نوري ثابت

مطبعة: السريان - بغداد

بغداد: الثلاثاء في 15 جماد الاولى 1350 29 ايلول 1931 وقد نشر تحت عنوان الجريدة صورة مؤطرة للملك فيصل الاول بعنوان: اهلا بالملك المفدى .

نزين صدر العدد الاول من صحيفتنا بتصوير صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى (فيصل الاول) المعظم بمناسبة تشريفه عاصمة ملكه عصر هذا اليوم والصورة تمثل جلالته نازلاً من الطيارة واشر على جانبي صورة الملك.

محل الادارة: شارع السراي: عمارة الشابندر .

وتجد شروط الاشتراك مدرجة في الصحيفة الاخيرة.

الصفحة الثانية

الحبزبزيات

بأسمك اللهم

المقال الافتتاحي الذي سبق الحديث عنه ثم: الى حضرة المشتركين الكرام من اولها !... تالي لانسوي قنزة ونزة ! معلوم حضرتكم ! الداعي (قابسز) (اي بدون وظيفة) والوكت حامض ! والجيب مضروب اوتي !.. لأجل كل ذلك ومن فضلكم عجلو ببدلات الاشتراك وخلونا نشتغل مثل الاوادم يرحم والديكم او هاي تركناها يم نجابتكم ‍!!

أ. حبزبوز

ثم كتب في الصفحة الثالثة - وما بعدها - تعليقاً طريفا بعنوان أثاري انا شاعر ومالي خبر..

يقول

- اوف؟ اوف الافلاس زنجير العفاريت يافحل.. قم من الصباح اذهب الى قهوة امين كهوة وجكارة ولقلقيات تمر من امامك السيارات تحمل (المنتفشين) وكل واحد منهم (شايل خشمة للغيمه)

وتمد ايدك بجيبك تطلع ورقة مبعثرة تفتحها وتقرأها واذا هذه الاية الكريمة

(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)

قم من القهوة واذهب الى البيت البطن جوعانه؟ (اختك) حبزبوزة طابخة بامية , اكل , نام ‍

- ولك هذي مو عيشه ‍

- ولك تعال جاي اني ليش مااصير شاعر؟ يعني شنو؟ قابل الشعراء احسن مني؟ تعال حاسبني ! هذا امرؤ القيس كبير الشعراء ! يعني اشكال جنابة في المعلقة؟ عاشق عنيزة وواصف عنيزة ! وابوكم الله يرحمه !

عندك هذا عنترة ابن شداد ! عاشق عبلة وشنو عبلة ! يعني قابل (الست ام كلثوم) الله اليدري فرد وحده مثل هذني بياعات الروبة !

لا ! لا ! ابداً مايصير لازم اصير شاعر !

فكوني ! هدوني! لاتلزموني! بعدما اتحمل !

- يالله !

قال عنترة ابن شداد العبسي

(هل غادر الشعراء من متردم...... ام هل عرفت الدار بعد توهم؟)

وقال هو:

يادار (عمشة) بالفـلوس تكلمي وخذي فلوساً دار (عمشة) وأسلمي !

والتمر في الحلقوم عند (مذيل) خالي الجيوب مذاقه كالعلقم

واذا راى فوق الدوالي حصرماً خزت (روالته !) لأجل الحصرم!

امـــــا المتيم بالحسان فأنــــــه ان ناله (التذبيل) غير متيم

ايعيش في خير العراق دخيله ويموت من اليها ينتمي

الله يلهمني الحقيقة كلها فاقولها ! والله خير ملهم

وعلى الصفحة الرابعة - تحت القصيدة المعرضة - كتب فقرة طريفة بعنوان الالقاب ضريبة

جاء فيها:

اصحاب الفخامة - هم رؤساء الوزراء المفوضين

اصحاب المعالي - هم الوزراء مجالس الاعيان والنواب

اصحاب السعادة - هم المتصرفون والمدراء العامون

حضرات - هم المامورون

امين العاصمة - رئيس بلدية العاصمة

باشا - لقب يعطى بمرسوم

بك - كذلك

افندي - الذي يقرا ويكتب

اغا – الامي , جلبي - التاجر الغني

حبزيوز - انا ومن اشكولي.. لكن: آني مالي تك !

وهناك - بعدها (كلب مليونير) وعنه يقول:

من مدة (مو بعيدة هواية) مات في الولايات المتحدة غني كبير من اصحاب الملايين اسمه المستر(فرانك نيش) وكان عند جنابه الشريف كلب كبير كان يحبه ويدللة فوق العادة واسم هذا الكلب السعيد (لورد) فبعدما دفنوا المستر فرانك ورجعوا فتح الورثة وصيته (فشافوا) انه موصي بكل ثروته الى كلبه (لورد).. فطار عقلهم وصاروا يندبون حظهم لان كل واحد منهم كان مؤمل ان يغتني بعد موت قريبه المستر فرانك.

وبليه لغوه و تطويل كلام ! طلع الورثة كل واحد ايد من وراء وايد من جدام.

اما الكلب (لورد) فصار مليونيراً غصباً عن خشمهم وخشم الكل !

نعم صار (لورد) مليونير وصار صاحب املاك واطيان وصار تحت امره اموال مودوعة بالبنوك وصار اغنى مني ومنك ولكنه بقي: (كلب ابن كلب ! الى كطع النفس).

وعلى صفحة الجريدة الاخيرة.

نشر صورة كاريكاتيرية بعنوان (سيارة حبزبوز الجديدة وقلمه السيال) ظهر فيها وقد اعتلى (طوب ابو خزامة) - المدفع المعروف - ورفع بيده قلما كبيرا وكتب تحتها:

- شنو هاي حبزبوز؟ اشو راكب على طوب ابو خزامة... تريد تصير مثل سلطان مراد؟

- لا ! مولانه ! لكن ! مادام ابنص اوتيل انضرب ست رصاصات ! فمنا وغادي قررت بعدما اركب بعربانة او سيارة !... بل اخذت هذا الطوب من وزارة الدفاع حتى اتجول عليه !.. وهم المسالة اقتصادية لان المعلوم حضرتكم هذا يلهم التراب يصير بارود ويلهم الحجار يصير دان (اي قنابل) واريد رجال اليتجدم!

وكان (نوري ثابت) قد تعرض قبل ان يصدر جريدته بايام قليلة وبينما كان يجلس في (اوتيل ماشاء الله) الواقع في محلة الحيدرخانة في شارع الرشيد الى مهاجمة شخص بغتة له حيث اطلق عليه الرصاص ولكنه اخطأه فهرب (نوري) من الاوتيل لكنه لحق به في الشارع وظل يمطره بالرصاص الذي لم يصبه ولكنه اصاب رجلا كان يحلق لدى حلاق بجوار الاوتيل (الحلاق محمود نديم) وقد ترك كرسي الحلاقة وتطلع من باب الدكان ليرى مايجري فاصابته رصاصة قتلته في الحال.

عن كتاب حبزبوز