نص نادر..تقرير عن التجارة في بغداد في عام 1912

Monday 16th of January 2023 12:37:43 AM ,
5348 (ذاكرة عراقية) (نسخة الكترونية)
ذاكرة عراقية ,

البر كسبرخان

ما من شيء يدل على صحة البدن مثل صحة الدم وتجوله في أنحاء الجسم بدون أن يقف بوجهه مانع يحول دون سيره. وإذا أردت أن تعرف ما يقابل حياة البلاد وصحة بدنها العمراني فحول نظرك إلى تجارتها؛

فإن رأيتها نافقة وليس هناك ما يمنع ترقيها أو تقدمها من حيف أو قلة أمن أو تعدٍ من أي نوع كان، حكمت على أن تجارتها راقية وإن أهلها راتعون في بحبوحة الأمن والراحة. وإثباتاً لهذه الحقيقة جئنا بهذه المقالة لنبين للقراء ما وصلت إليه بغداد من التجارة في آخر سنة ١٩١٢ ثم نشفعها بمقالة أخرى لنثبت حالتها في آخر سنة ١٩١٣ وعلى الله الاتكال.

انت تجارة هذه الحاضرة في مدى سنة ١٩١٢ متقلبة على فراش كان تارة وثيراً وطراً جافياً. بسبب ما وقع في ديار فارس من الاضطراب والفتن السياسية. وأنت خبير بأن بغداد تدفع مياه بياعاتها في بحر تلك الأرجاء فكان من تلك الارتباكات السياسية ما تردد صداه في بلدتنا هذه فأثر عليها أشد التأثير. ومع ذلك نقول بوجه الأجمال: وكانت تجارة بغداد في مدى سنة ١٩١٢ حسنة النتاج من جهة الإصدار وقليلته من جهة الجلب.

٢ - أسعار الحوائل (الكمبيو)

جرت الأسعار في السنة المذكورة على هذا الوجه: صرفت الليرة الإنكليزية محولة بعد الاطلاع عليها في لندن

بسعر غروش صحيحة

١٠٧ إلى ١١١

بعد ٤ أشهر ١٠٥ إلى ١٠٨

١٠٠٠ روبية صرفت حوالة بعد الاطلاع عليها في بمبي من ٧٢ إلى ٧٤ ليرة عثمانية. أسعار الناولون(الجعل):

أسعار النول أو الناولون (الجعل) على البحر كانت أعلى من سنة ١٩١١ أما الجعل على

الشط (النهر) كان أدنى. وكانت الأسعار تتراوح على هذه الصورة والمعاملة بالشلينات.

الجعل على الشط من بغداد إلى البصرة من ٥ شلينات إلى ٢٣ عن الطن الواحد

١٦ شلينا إلى ٣٣ شحنا إلى المحل المطلوب.

الجعل على البحر من البصرة إلى لندن شحناً عاماً من ٢٧ شلينا إلى ٣٠ عن الطن الواحد

لشحن الحبوب من ٦، ٢٤ إلى ٦، ٢٧)

إلى مرسيلية شحنا عاما من ٣٢ إلى ٣٥)

لشحن الحبوب من ٦، ٢٩ إلى ٦، ٣٢)

إلى سويس لكل شحن كان من ٦، ٢٧ إلى ٣٠)

ويجب أن نلاحظ هنا أن أصحاب شحن الأموال إلى بلاد الإفرنج يفضلون

الجلب

سكر القوالب

إن سكر بلجكة المصبوب بهيئة قوالب صغيرة هرمية الشكل غلب سائر أنواع السكر المفرغ على صورته التي تأتينا من سائر بلاد الإفرنج ولا سيما ما يأتينا من فرنسة والسبب هو رخاء أسعاره. إلا إن في هذه السنة قل جلبه بنحو نصف القدر الذي جلب منه في السنة السابقة للفتن التي وقعت في بلاد فارس. وبيع السكر في غرة السنة بقيمة ٣٦ فرنكا وفي أواخر السنة بقيمة ٤٥ فرنكا.

السكر البلوري

جلب من هذا السكر شيء كثير في أوائل سنة ١٩١١ من بلاد الإفرنج المختلفة لكنه لم يبع كله لاضطرابات فارس ولهذا لم يجلب منه في بقية أيام السنة.

النحاس

لما كان سعر السلعة غالية جداً في أوربة وكان الطلب قليلاً لم يجلب منه شيء كثار.

الشاي

جلب منه شيء نزر من أجل الفتن الفارسية ولم يبع منه إلا ٢ من المائة لأهالي حاضرتنا أما الباقي فقد بقي مخزوناً في ديوان المكس والتجار لبثوا ينتظرون أمن الطريق ليبعثوا بأموالهم إلى بلاد العجم.

الثقاب (أو الشخاطة بلغة العراق)

إن جلب الثقاب يزداد كل الازدياد بنوع مدهش واغلبها يأتينا من بلاد اسوج.

الزيت الحجري (الكاز)

زاد صرف الزيت الحجري في هذه السنة فقد جلب منه ١٢٠. ٠٠٠ صندوق

كانت ثلاثة أعشارها من ديار روسية والباقي من أميركة. أما الزيت الحجري الروسي وهو الأحسن فقد بيع الصندوق منه بقيمة ٥٨ قرشاً صحيحاً، وفي كل صندوق تنكتان (التنكة أما الأميركي فقد بيع الصندوق منه بسعر ٤٦ قرشاً صحيحاً - ومنذ يضع سنين شاع على ألسن الناس ذكر الزيت العجمي الذي ينبع في عبادان لكنه لم يظهر في أسواقنا إلا في أواخر هذه السنة وهو غير حسن ولهذا لم ينفق منه عندنا إلا قليلاً.

٥ - الإصدار

الصوف العربي

كان اتاء الصوف العربي حسناً هذه السنة من جهة القدر والصنف وكان في أول الموسم يباع المن منه بقيمة ١٦ شلينا وفي آخره كان يباع بقيمة ٢٠ شليناً والمن هو عبارة عن

٣٤ ليرة إنكليزية والليرة الإنكليزية عبارة عن ٤٥٣ غراماً و٥٤ سنتغراماً (فيكون المن ١٥ كيلغراماً ونحو ٦٥٠ غراما) والظاهر أن ارتفاع سعره فجأة نشأ من رغبة الإفرنج فيه فبيع كل ما كان مخزوناً ولم يبق منه شيء.

الصوف العواسي والكرادي

كانت أسواق أوربة وأميركة كثيرة هذه الأصواف ولهذا لم يبع منهما في أول الموسم إلا بقيمة ١٣ وتسع وفي آخر الموسم بيع المن منه بقيمة ٢٤ للصنف الذي لم يغسل.

الكثيراء

كان موسم الكثيرآء متوسطاً من جهة القدر والصنف وكانت قيمة القنطار الإنكليزي (وهو الهندرويت - وهو عبارة عن ٥٠ كيلو غراما و٨ أعشار الكيلغرام) بين ٦ و١٠ ليرات.

العفص

كان اتاء العفص متوسط القدر هذه السنة وأما صنفه فكان سيئاً ويأتينا العفص عن طريق الموصل بأكياس وفي كل كيس من العفص الأبيض أكثر مما فيه من الأخضر وكانت قيمته تختلف بين ١١ ليرة عثمانية ونصف بزيادة ونقصان في كل قنطار والقنطار عبارة عن ٦٤٠ ليرة إنكليزية (والليرة الإنكليزية هي ٤٥٣ غراما و٥٤ سنتغراما).

التمر

كان اتاء التمر متوسطا لكن غلاء العيشة في بغداد رفع أسعاره لا سيما لأنه طعام

لمتوسطي الحال ولهذا لم يرسل منه إلا نزراً إلى أوربة وديار الشام.

الأفيون

إصدار الأفيون كان متوسطا وكانت أسعاره أعلى من سابق وكان ثمن الصندوق الذي يزن ١٤٠ ليرة إنكليزية من ٩٠ إلى ١٣٠ ليرة عثمانية وكان اغلب هذه السلعة إلى هنكنع وسنكابور.

الحبوب

كان اتاء الحبوب أدنى من المتوسط وارتفعت أسعاره ارتفاعاً محسوساً بحيث إن المعيشة

أصبحت صعبة لغلائها ومع ذلك فقد شحن من الحنطة والشعير إلى ديار الإفرنج قدر لا يسكت عنه وما بقي منهما في المدينة بأثمان باهظة.

الجعل هو الشحن، والجلب هو الاستيراد، والاصدار هو الصادرات.(ذاكرة عراقية)

عن مجلة (لغة العرب) لسنة 1913