الجمعيات المسيحية الخيرية في بغداد في العهد الملكي

Monday 26th of December 2022 12:21:20 AM ,
5334 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

د. أياد يونس عريبي

جمعية الرحمة الخيرية الكلدانية في بغداد:

تأسست هذه الجمعية بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم(19612) في 10 كانون الاول 1932 في محلة البتاوين ببغداد، وضمت هيأتها الادارية كل من: الاب يوسف كادو مرشدا روحيا والياس مروكي رئيسا وبطرس نعموجوجا نائبا للرئيس ونعيم ججو زورا امينا للصندوق , والاعضاء حنا مروكي، عمانؤيلمصبوط، عبد الرحيم علكا، يوسف ابراهيم وابراهيم ججو.

وقد جاء في نظام الجمعية الاساسي ان غايتها مساعدة التلاميذ الفقراء على تحصيل التعليم بمختلف انواعه، وفتح مدارس ابتدائية ومهنية ومتوسطة وثانوية بعد الحصول على موافقة وزارة المعارف وانشاء مكتبة عامة وميتم وملجأ للعجزة ومستشفى وتخصيص رواتب شهرية للعوائل الفقيرة التي ليس لها معيل.

ومن الاعمال التي قامت بها الجمعية بناء ميتم وفتح "مدرسة الطاهرة الابتدائية"عام 1936وروضة وابتدائية المشرق الاهلية عام 1942كذلك اسهمت بجمع التبرعات بواسطة توزيع شارات اليانصيب في الايام 25 - 26 كانون الاول 1935 وكانون الثاني 1936 وهي ايام عيد الميلاد ورأس السنة على ان يخصص ريعها الى منفعة الفقراءكما اقامت سوق خيرية في 5 اب 1945 في حديقة ميتم الجمعية بالكرادة الشرقية لجمع مبلغ خمسة الاف دينار ليصرف على الفقراء والايتام، استمرت الجمعية في اعمالها حتى 9 تشرين الثاني 1953 اذ تم اغلاقها.

جمعية راهبات اخوات مريم في بغداد:

بادرت مجموعة من الراهبات، جان ماري كوكي، ومريم تيسي، وكلارا حنا الى تأسيس جمعية عرفت باسم "جمعية الراهبات الكلدانيات اخوات مريم" اذ قدمن طلبهن الى متصرف لواء بغداد ملتمسات اجازت الجمعية، وبالفعل اجيزت من لدن وزارة الداخلية بموجب الكتاب المرقم (30678) والمؤرخ في 24 كانون الاول 1935.

فقد جاء في النظام الاساسي للجمعية ان غايتها تأسيس وفتح مدارس وروضات ومعاهد خيرية في مركز الجمعية , وفي الفروع التابعة لها والمحلات التي ينسبها رؤساء الطائفة الكلدان، ويكون مركز الجمعية في بغداد ويؤسس لها فروع في الاعظمية وفي الكرادة الشرقية، ويشترط في من تريد الانتماء لتلك الجمعية ان تكون مسيحية كاثوليكية قد بلغت العشرين من العمر، وتعيش مجتمعة مع سائر الاعضاء في الدير، وان الجمعية بكافة فروعها وانظمتها واعمالها خاضعة الى مبادئ الكنيسة الكاثوليكية ولبطريك طائفة الكلدان، وخاضعة ايضاً لقوانين وانظمة الحكومة العراقية , وتؤلف ادارة الجمعية من الراهبات المؤسسات.

اسهمت الجمعية بفتح اربع مدارس، والتي منها مدرسة راهبات الكلدان الابتدائية اسست في 2 اب عام 1948, استمرت الجمعية في مزاولة نشاطها حتى عام 1948، اذ اغلقت بفعل حرب فلسطين عام 1948 ضد الكيان الصهيوني، وتوجهت الجمعية بعملها لمعالجة اثار الحرب.

جمعية الرأفة الخيرية للأرمن الكاثوليك في بغداد:

تأسست هذه الجمعية بموجب كتاب وزارة الداخلية المرقم (5072 /6أ/18) والمؤرخ في 28 شباط 1937، وقد تضمن هيأتها الادارية كل من: فتح الله سركيس رئيسا ويوسف ماديا امينا للصندوق، ونرسيس ناكول سكرتيرا والاعضاء الطبيب ارتين رئيسيان، جبران ملكون، فكتور بشارة.

حددت الجمعية غايتها الاساسية مساعدة فقراء طائفة الارمن الكاثوليك , عن طريق تقديم المساعدات للمدارس العائدة للطائفة، وتعتمد الجمعية في مصادرها المالية الاشتراك الشهري الذي يدفعه الاعضاء المنتمين للجمعية , وتبرعات المحسنين اغلقت الجمعية في 21 ايار 1938، لأسباب غير معروفة اذ لم تتوفر معلومات كافية في المصادر تشير الى الجمعية وانشطتها الخدمية، باستثناء اشارات بسيطة حول عنوان الجمعية ونظامها ومرد ذلك الى ان الجمعية توقف نشاطها بسرعة، وقبل ان تتمكن من تحقيق اغلب اهدافها على ارض الواقع.

جمعية اخوات الرفق بالفقير:

تأسست هذه الجمعية بعد ان تقدمت فكتوريا فتح الله غنيمة مع عدد من السيدات بطلب الى وزارة الداخليةجاء فيه طلب الموافقة على تأسيس جمعية انسانية باسم (جمعية اخوات الرفق بالفقير) في مدينة بغداد حددة اهدافها بمساعدة الفقراء، وقد حصلت الموافقة في الثاني عشر من اذار عام 1945, وتألفت الهيئة الادارية للجمعية من السيدات فكتوريا عقيلة يوسف غنيمة الرئيسة وميري يوسف سركيس نائبة الرئيسة والانسة ريجينةكسبرخان السكرتيرة، وأيما يوسف انطوان مساعدة السكرتيرة وجوزيف ليون منكسريانامينة الصندوق وتقبل الجمعية في عضويتها كل فتات قد بلغت العشرين من عمرها ممن تتصف بحسن الاخلاق والسمعة الطيبة بعد دفعها الاشتراك الشهري، اما وارداتها المالية فتأتي من اشتراكات العضوات الشهرية والتبرعات والاعانات العامة والخاصة وعلى ريع حفلات الجمعية واليانصيب وكانت هذه الواردات توزع على الفقراء.

وفي الثالث من نيسان عام 1945 اقامت الجمعية حفلا كبيرا في مقرها الكائن في منطقة الكرادة الشرقية، وكان هذا الحفل بمثابة الاعلان عن ولادة الجمعية، وكان على رأس الحاضرين الملكة عالية التي استغلت هذه المناسبة من اجل اعلان دعمها لمثل هذه المشاريع التي تصب في خدمة المجتمع العراقي الفتي عبر كلمة جاء فيها "ان موجة الضنك التي حلت بوطننا فأثرت فيه على حياة عدد غير قليل من الفقراء والمعوزين والايتام والارامل والعجزة، فهؤلاء جميعاً من ابناء وطننا وواجبنا الديني والقومي والانساني يدعونا الى الاخذ بناصرهم والتخفيف عن مصابهم، واني لفخورة بان أكون في طليعة هذا الجمع الفاضل اداء لقسطي وواجبي نحو وطني وابنائهُ دون تفريق او تميز».

انتخبت الجمعية هيئة جديدة لها في 29 نيسان عام 1948تألفت من فكتوريا يوسف غنيمة للرئاسة، وبدور يوسف عجاج نائبة لها، وانطوانيت جان شماس للسكرتارية وجوزيف ليون منكسريانلأمانة الصندوق فضلا عن بعض العضوات، وتغيرت هذه الهيئة عام 1951 بعد القيام بأجراء انتخابات جديدة.

اما بالنسبة لنشاطات الجمعية في حقل الخدمة الاجتماعية فقد كانت لها اسهامات بارزة تمثلت بتوزيع الملابس على الفقراء والمحتاجين وإقامة الحفلات الترفيهية للأطفال واغاثة منكوبي الفيضانات التي تعرضت لها بغداد، واسعاف اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والترفيه عن الجيش العراقي بعد عودته من فلسطين عام 1948وتأسيس معهد لتعليم البنات فن الخياطة والتطريز عام 1950.

اتخذت الجمعية مقراً مؤقتاً لها في منطقة الكرادة الشرقية , وفي مطلع عام 1949 شيدت مركزاً ثابتاً لها في منطقة العلوية وعلى مساحة 1500متر مربع, واسهمت الجمعية في مساعدة المعوزين، وخصصت منحاً دراسية لطلبة الكليات المعوزين، وخصصت رواتب للعوائل الفقيرة، وعند حلول الشتاء تقوم بتوزيع الاغذية على الفقراء والتي تصل كلفتها في احيان معينة الى اكثر من 60 دينار, توقفت الجمعية عن العمل وحلت نفسها عام 1954 ثم اجيزت في العام نفسه واستمرت بالعمل الى ما بعد عام

جمعية راهبات مريم للأرمن الكاثوليك في بغداد:

قدمت الراهبات ايملداحمصاني، فاسلوهيجيوكجيان، سوزان انطرانيك، اسكولاستيكابسمارجي، فرجيني سكياس، طلباً الى وزارة الشؤون الاجتماعية ومديرية الشرطة العامة ومتصرفية لواء بغداد، بتأسيس جمعية باسم "جمعية راهبات مريم" وقد ورد في المادة الرابعة من نظام الجمعية المرفق بالطلب ان غايتها الاساسية القيام بأعمال البر من تهذيب وتثقيف الفتيات والاعتناء بالفقراء الايتام ومساعدة المحتاجين من الطلاب وفتح المدارس للإناث والذكور، ولدى تدقيق نظام الجمعية منحت الاذن بتأسيسها في 23 ايلول عام 1945.

لقد اسهمت الجمعية مع وزارة المعارف بنشر الثقافة بين ابناء الشعب العراقي عن طريق فتح مدارس للإناث والتي منها مدرسة راهبات مريم للأرمن الكاثوليك الابتدائية وانتماء عدد غير قليل من الفتيات المسلمات اليها، واصلت الجمعية نشاطها بتقديم الخدمات الاجتماعية حتى 23 كانون الثاني 1954، اذ تم تجميد نشاطها وتصفية اموالها بموجب المادة 25 من مرسوم الجمعيات المرقم (19) لعام 1954.

جمعية الشابات المسيحية:

تأسست هذه الجمعية في بريطانيا عام 1877, قامت لجنة خدمات الحرب لتلك الجمعية , بفتح مركز لها في بغداد اثناء الحرب العالمية الثانية , لتقديم خدمات ترفيهية وسكنية للنساء البريطانيات العاملات في القوات المسلحة البريطانية استمر لأعوام عديدة ثم تسلمته جمعية الشابات المسيحيات التي تأسست هذه الجمعية في بغداد في20 حزيران عام 1946, وكانت هيئتها الادارية تصر على ان تكون تسميتها ب "الجمعية المسيحية للشابات", لكي يكون بإمكانها قبول العضوات من مختلف الاديان, وقد اعترضت مديرية شرطة بغداد على ذلك عند اجرائها الكشف على مقر الجمعية, الذي كان بالأساس فندق استأجرته القوات البريطانية المرابطة في بغداد للشابات المسيحيات اللائي كن يستخدمن في الجيش البريطاني , وقد بينت مديرية الشرطة بان هذه الجمعية سوف تغلق عند مغادرة تلك القوات.

عن رسالة (الجمعيات الاجتماعية والدينية والفنية واثرها الثقافي في بغداد)