عبد الجبار عباس في ذكرى رحيله

Thursday 7th of July 2022 12:24:30 AM ,
5221 (عراقيون)
عراقيون ,

فائز جواد

عرفته في أواخر أيامه عندما كان رئيسا ومخرجا للبرامج الريفية في اذاعة بغداد.

كان الفنان الرائد عبد الجبار عباس الذي يعاني من مرض الشيخوخة في منتصف الثمانين يعمل بدون كلل ويتواصل مع المستمعين عبر برامج الريف وكانت إدارة اذاعة بغداد المتمثلة بمدير الاذاعة جواد العلي مهتمة به بشكل كبير لكبر سنه ووفرت له الادارة كل متطلبات العمل من استديو واهتمام مادي ونفسي وصحي

وهو جزء من وفائها لرموز الاذاعة الذين افنوا حياتهم لخدمة المستمع الكريم وكان مدير الاذاعة يوصينا دوما الاهتمام بالرموز من كبار العمر باعتبارنا شريحة الشباب في الاذاعة، وهكذا بقي الراحل يعمل بجد واخلاص الى ان رحل الـــى جوار ربه في نهاية العام 1992 لتبقى اعماله الدرامية في التلفزيون والسينما والاذاعة والمسرح تذكرنا بمسيرة روادنا.

وكان الراحل يحضر لاستديوهات الاذاعة اول شخص ويغادرها بعد ان يكمل جميع برامجه وكان لايبخل علينا بمعلومة او استفسار وكنا شبابا نجالسه ونستمع الى ذكرياته في التلفزيون والمسرح وكان طيب القلب والنكته والابتســـــــامة لاتفارقه طوال عملنا معه في الاذاعة وفي المقابل كنا لانبخل عليه بمقطوعة موسيقية حديثة يستخدمها لبرامجه الاذاعية كمقدمة او فواصل ونجلب لها الاغاني الريفية من مكتبة الاذاعة التي كان يستخدمها ببرامجه الريفية.

وكان الفنان الراحل خليل الرفاعي كتب عنه كثيرا ووصفه بالفنان المتجدد والمثابر وقال (لم اعرف في حياتي انسانا مكافحا وعاشقا ومحبا للحياة مثل صديقي عبد الجبار عباس وهو يعمل ويجتهد وهو في اقصى درجات مرض الشيخوخة ليعطي درسا للشباب بان العمر يستمر بالابداع والتواصل وان ارادة الله وحدها التي توقف عجلة الانسان ومعه الابداع والتواصل وصديقي عبد الجبار مثالا على الرجل المبدع والملتزم والمهني بكل شئ فكان ممثلا ممتازا وناجحا بحياته العملية والادارية رغم تقدم العمر به فانه رحمه الله مبتسم للحياة دوما)، نعم هذه كلمات من الراحل خليل الرفاعي وثقها على الورق في محطات حياته التي كتبها بخط يده واهداها لـ (الزمان) لتبقى في الذاكرة.

وانتمى الراحل لفرقة المسرح الفني الحديث الذي كان مقره في مسرح بغداد بمنطقة البتاويين ويديره الفنان الراحل يوسف العاني وعضوية عدد من رواد المسرح العراقي وشارك في مسرحيات النخلة والجيران،بغداد الازل بين الجد والهزل،الخان،البستوكة وغيرها من الاعمال المسرحية، ومن الاعمال التلفزيونية التي اشترك بها تحت موس الحلاق وكاسب كار وغيرهما، وشارك الراحل في البرنامج الشهير افتح ياسمسم ليجسد فيه شخصيتين وهما نوري وعبدو.

ومن الاعــــمال السينمائية التي اشترك بها نذكر منها فيلم المنعطف - 1975 فائق يتزوج - 1984 وغيرها من الاعمال السينمائية العراقية، ويعتبر من رواد المسرح العراقي. وتوفي في 3 كانون الاول 1992.

ويقــــــــــــول الفنان الرائد محمد عطا سعيد الذي عاصر الراحل في الاذاعة (بداية الفنان الراحل عبد الجبار عباس في التلفزيون في خمسينات القرن الماضي عندما كان البث حيا واسود وابيض.. كان يمثل دور المراة واشتهر بشخصية ام علي المراة العراقية الطيبة التي تقدم النصائح حسب تجربتها في الحياة بطريقة محببه للناس..

نجحت تلك الشخصية واشتهرت والتي كان يقدمها من خلال التلفزيون وكنا نترقبها في كل يوم... هذا بالاضافة الى الشخصيات الاخرى كصاحب او صانع القهوة والشخصيات البغدادية والريفية المحببة الى الناس في ذلك الوقت الى ان انتمى الى فرقة المسرح الحديث ومثل كثيرا من الاعمال المسرحية مع فنان الشعب يوسف العاني وفاضل خليل وخليل شوقي وناهدة الرماح رحمهم الله وغيرهم) ويضيف (عينت في اذاعة بغداد قسم التمثيليات كمخرج والذي كان يراسه الفنان شكري العقيدي وكان الراحل يعمل مخرجا في قسم الريفية وكان يعتمد علي ويشاركني في الادوار الريفية التي يخرجها لقسم الريفية بالاضافة الى ذلك شاركنا بعدة تمثيليات شعبية في تلفزيون بغداد وايضا التاريخية منها والتمثيليات الشعبية الخفيفة في رمضان الكريم (.