بغداديـــــــات.. مهن بغدادية منقرضة

Sunday 12th of September 2021 08:00:09 PM ,
5022 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

عزيز جاسم الحجية

يطلق البغداديون اسم الدوار على البائع او المشتري المتجول وهو ينادي بأعلى صوته وبانغام خاصة معلنا عما يبيع او يشتري من بضاعة ومنهم :

مبيض القدور

جميع الادوات المستعملة في البيوت البغدادية بل العراقية كلها كانت مصنوعة من الصفر (النحاس) وهي تباع حتى يومنا هذا في سوق الصفارين الذي لايزال قائما يصنع فيه الصفارون جميع الادوات بأيديهم ولذلك اصبحت دكاكينهم (معامل ومعارض) في ان واحد وان المتجول في اسواق الصفارين لايسمع الااصوات الطرق التي تصم الاذان .وضرب البغداديون فيه مثلا حين قالوا(ضرطه وتايهه بسوك الصفافير )والنحاس لايصلح للاستعمال بدون طلاء نتيجة لتراكم الصدأ علية بسرعة (وهذا الصدأ او كما يسميه البغادة الزنجار يؤدي الى تسمم الاطعمة ) وعملية طلاء الادوات النحاسية تسمى (بياض)وهناك محلات خاصة للقيام بهذة العملية التي تعتمد على استعمال القلاي (يلفظ اللام مفخما)والنشادر ويدور المبيض يوميا في الطرقات وهو ينادي (مبيض اجدور مبيض) ويأخذ الادوات من أم البيت التي تثق فية كل الثقة وبعد ان يعيدها مطلية نظيفة يتسلم منها اجوره .

أبو ايســــــكي (ابو بيع)

يهودي عراقي متجول يحمل كيسا على ظهره يقوم بشراء الملابس القديمة من البيوت بثمن بخس بعد ان ينادي بلهجة يهودية --العندو عتيق للبيع ــ .

أبــو الملــح

اذا سمع المرء اولاد المحلة يصيحون (ابو حلك الجايف مو جايف)فمعنى ذلك بائع الملح (البدوي) قد وصل المحلة اذ كان البدو يبيعون الملح متجولين في الازقة وهم يقودون الجمال وعلى ظهورها اكياس الملح منادين على بضاعتهم (ملح .. ملح)ويأنس الاطفال عند مشاهدة البعير ويسمونه كما اسلفنا أبو حلك الجايف.

خياط فرفوري

من مظاهر الاعتزاز بالشئ والاقتصاد بالنفقات البيتية احتفاظ البغادة بقطع المواعين الخزفية المكسورة لحين مرور خياط فرفوري.وحين تسمع ام البيت نداءه (خياط فرفوري) تخرج له ما عندها من مواعين وكاسات مكسورة وبعد ان يتفقا على سعر التصليح يجلس في باب الدار ليصلح الأدوات الخزفية ويعيدها صالحة للاستعمال لقاء أجر ضئيل.

جراخ ســجاجين

المألوف في بغداد ان كل جراخ ازبكي الجنسية وكان للازبك مقر تقليدي في جامع الازبك الكائن في باب المعظم بين قاعة الشعب ووزارة الدفاع اليوم.يحمل جراخ السكاكين على ظهره دولابا من الخشب ركب عليه قرص من حجر المسن (وهو مصنوع من مادة كيمياوية تسمى الكوربراندم) يدور بواسطة قايش من الجلد خلال حركة الدولاب الكبير الخشبي عندما يضغط الجراخ عندما يضغط الجراخ على خشبة صغيرة بأحدى قدميه يضع السكين على القرص الحجري من الجهة القاطعة فيتطاير الشرر نتيجة احتكاك السكين بالقرص الحجري الدوار وبذلك تصبح السكين بتارة,وينادي الجراخ حين يعلن قدومه بصوت عال --جراخ سجاجين جراخ .

النزاح(الجشمه جي )

شخص مختص بتنظيف المراحيض والبلاليع (جمع بالوعه او بلوعه) وهي حفر تتجمع فيها المياة القذرة.

والنزاح رجل تلكيفي (نسبة الى قرية تلكيف الواقعة في شمال مدينة الموصل) ويسميه اهل بغداد (تركيفي)يدور في الطرقات حاملا بيده جريدة (وهي سعفة نخل جرد عنها الخوص) يقيس بها عمق الحفرة المراد تنظيفها .واذا اراد البغادة ان يذموا شخصا غير مرغوب فيه قالوا (مثل عودة الجشمه جي منين ماتلزمها تتلوخ) ، وليس لهذا الرجل نداء سوى (نزاح .. نزاح) وهو بعد ان يتعامل مع اهل البيت (يقطع السعر) يذهب في طلب جماعته الذين ينتظرونه في محل يتفقون عليه وحين يجتمعون يتعاونون على فتح منفذ المراحيض ويكون غالبا في خارج الدار ويبدأ أحدهم بأ نزال دلو الى قرارة المخزن وعند امتلائه يفرغ ما فيه في صلخ (اى ظرف) وهو جلد الخروف بعد نزع الصوف منه وحين تتكاثر الصلوخ الملأى ترسل على ظهور الحمير الى المحل المعد للتفريغ وغالبا يتفق اصحاب البساتين مع النزازيح طالبين منهم تفريغ ظروفهم في سواقي بساتينهم في موسم تسميد الاشجار.

أبو الفرارات

بائع تتكئ على كتفيه عصا طويلة ربط في نهايتها كمية من أعواد الحلفه وركز بها مجموعة من الفرارات الورقية المصنوعة من ورق(الابرو) الملون والمثبتة على عويد رفيع من جريد النخل وبيده الوغواغه يحركها دائريا لتحدث صوتا غليظا خلال ندائه على بضاعته بقوله:

شندل مندل فرارات شغل الحجي فرارات

بائع بيض اللكلك

يحمل بضاعته في سلة مخروطية ..وبيض اللقلق عبارة عن قطع صغيرة من حلوى ملونة الشكل مصنوعة من روح الشكر (السكرين) بطريقة خاصة تجعلها سريعة الذوبان في الفم ..وهو ينادي على هذه الحلوى بنغم لطيف بصوت عال:

اللكلك عله وطار وكر ابيت المختار

فترى الاطفال خلفه يركضون وبيد كل منهم كمية من ذلك المأكول

ام الكيمر- بائعة القشطة -

تدور في المحلات في الصباح الباكر حاملة على راسها ماعون الكيمر وهو مغطى بقطعة قماش حال لونه من كثرة ماتراكم عليه من غبار.وتبيع هذة المرأة بضاعتها بالميزان وعيارها ربع اسطنبول واجزاؤه مستعملة ابرة الخياطة في تقطيع القيمر وقد اعتادت ان تمنح المشتري قليلا من الحليب تضعه فوق القيمر ، وهي تنادي معلنة عن قدومها بقولها (كيمر يو.....كيمر يو).

بائع الثلج

كان الثلج يباع في بغداد بالميزان وكان باعته يحفظونه في داخل التبن (علف الحيوانات) خشية ذوبانه ثم اصبح يباع بالقلب واقسامه (ربع قالب -ونصف قالب ) بعد ان نصبت في كل محلة منضدة صغيرة يضع عليها قالب ثلج وبيده منشار يقسمه به تمهيدا لبيعه على المشترين وهو ينادي(وغره الدنيه ياثلج....برد كلبك بالثلج) .

أبو الدوندرمــــة

كان هذا البائع تحمل قوطية الدوندرمه وسطلة الاواني والقواشيغ على رمح طرفه الامامي فوق كتفه والطرف الاخر فوق كتف صانعه .وبمرور السنين استخدم هذا البائع في ترويح ما يبيعه عربة خشبية ذات ثلاثة دواليب حديدية يدفعها امامه وقد وضع فيها علبيتين من علب الدوندرمة داخل براميل ومحاطة بقطع من الثلج فوقها كمية من ملح الطعام مغطاةبكونية حتى لايموع (يذوب) الثلج .وغالبا تشتمل احدى العلب على حليب والكثيره والسكر والعلبة الثانية ازبري او برتقال .اما نداء البائع فهو :قيماغلي دوندرمه--ازبري بو..ز

واخيرا تطور بيع الدوندرمة فاصبحت تباع في الصالونات والمحلات المنظمة المريحة .

أبو النامليــت

النامليت نوع من المرطبات السائلة التي تحفظ بقناني تسد بواسطة دعبله (وهي كرة زجاجية صغيرة) وللنامليت الوان مختلفة منها الاحمر والاخضر والبرتقالي ...يضع البائع عددا من تلك القناني في حوض مصنوع من الجينكو وعليها قطع من الثلج يغطيها بكونيه ويحمل ذلك الحوض في خشبية يدفعها امامه كبائع الدوندرمة وهو ينادي (نامليت بارد ....ايخلي العجوز اتطارد) واخيرا اختفى النامليت امام المرطبات الحديثة الوافدة.

أم الشـــــامية

امراة غالبا تكون عجوزا تحمل الاذرة المقلاة بزنبيل كبير ابو العروتين متخذة من قشرة نصف جوزة هند جيله لها وهي تنادي عند مرورها في الطرق (شاميه اذرة الشام ) وكانت الشامية تباع حارة في بيوت اليهود المتناثرة في سوق حنون .

بائــــع الطرشي

رجل يحمل على رأسه انجانه طين مطلية بالقاشان الاخضر فيها طرشي شلغم ذو اللون الاحمر الشهي وهو مغطى بقطعة قماش .ويباع الطرشي بكاسات صغيرة من نوع النجانة بعد تقطيعه بسكين صغيرة يحملها البائع معه.وهو ينادي (طرشي شلغم --خيار حامض --للدوخه دوه حامض).

أبيض وبيض

بائع متجول يدفع امامه عربانة خشبية لبيع لفات البيض وكل لفة تحتوي على بيضة مسلوقة واحدة يقطعها في وسط رغيف من الخبز وعلى قليل من الخضرة (كراث--رشاد) ثم يلف رغيف الخبز على محتواه بشكل اسطواني ....ويباح للمشتري ان يأكل مايشاء من انواع الطرشي المعروضة امامه في صدر العربة بأواني او انجانات طين مطلية بالقاشان الاخضر.

أبو اللبلبي

واللبلبي حمص مسلوق يورثه الكركم لونا اصفر ومن نداءات بائعه: (مالح وطيب لبلبي) او :

يالبلبي يالبلوب ابعانه ترس الجيبوب

ويباع اللبلبي للاطفال ب(جيله) خاصة ويضعه المشتري في جيب دشداشته او يقدمه له البائع في كاسة صغيرة ليأكله وهو واقف بالقرب منه حتى يعيد الكاسة اليه.

أبو العمبة

وهناك بائع اخر يحمل على رأسه برميل عمبه صغير وبيده علاقة تحتوي على صمون وطماطة وهو ينادي (صمون وعمبه) وهذا الرجل يبيع الصمونه بعد فتحها من احدى جهتيها بالسكين ثم يثرم قليلا من الطماطة في داخلها ويضع بعد ذلك قطعا صغيرة من لب العمبة الهندية وقليلا من مائها الذي يسمى (طلخ) اذا كان ثخينا

بائع الكبــر

والكبر نوع من الزرع يعتبر من فصيلة المخللات وبائعه يحمل على رأسه اناء فيه كمية منه وهو ينادي بنغم لطيف وصوت عال: اكلك منافع ياكبر.. كلك منافع ياكبر.. يكتل الدود.. ايمتن الزنود .. ايحمر الخدود ويكبر النهود ياكبـــر .. وبعده ازغير ماكبر .

عن موسوعة ( بغداديات)