من رموز المرأة .. غياتري جاكرافورتي سبيفاك

Tuesday 22nd of June 2021 09:20:01 PM ,
4971 (منارات)
منارات ,

ترجمة : د. كاظم العلي

ولدت غياتري جاكرافورتي سبيفاك في 24 فبراير شباط 1942 و هي منظرة و ناقدة أدبية هندية تصف نفسها على أنها “ تفكيكية نسائية ماركسية عملية”. و تعرف سبيفاك على أفضل وجه بمقالتها “هل يستطيع الهامشي أن يتكلم Can the Subaltern Speak ? « التي تعتبر النص التأسيسي للدراسات ما بعد الاستعمارية و لترجمتها كتاب جاك دريدا “في النحوية Of Grammatology « . و تقوم سبيفاك حاليا بالتدريس في جامعة كولومبيا حيث تم تثبيتها أستاذة في مارس آذار.

ولربما تعرف سبيفاك على نحو أفضل أيضا باستخدامها الواضح للنظريات السياسية و الثقافية المعاصرة لتحدي الإرث الاستعماري المتمثل الطريقة التي يتعاطى بها القراء مع الأدب و الثقافة. و غالبا ما تركز في النصوص الثقافية للذين تهمشهم الثقافة الغربية المهيمنة كالمهاجرين الجدد و الطبقة العاملة و النساء .

إن سبيفاك باحثة منتجة و تسافر كثيراً في أرجاء العالم لإلقاء المحاضرات، وهي أيضا أستاذ زائر بمركز دراسات العلوم الاجتماعية بكالكتا.

حياتها:

ولدت غياتري جاكرافورتي سبيفاك بمدينة كالكتا في 24 فبراير شباط 1942 . و بعد إكمال دراستها المدرسية بمدرسة ( الإعدادية للبنات حازت على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في اللغة الإنكليزية في العام 1959 من كلية ( Presidency ) بكولكاتا Kolkata ) ) وهي كلية تابعة لجامعة كالكتا ( University of Calcutta ). و أكملت بعد ذلك دراستها للماجستير في اللغة الإنكليزية في جامعة كورنيل ، و تابعت دراسة الدكتوراه مع قيامها بالتدريس في جامعة آيوا. وكانت أطروحتها عن الشاعر دبليو بي ييتس ، التي أشرف عليها بول دو مان ، بعنوان “ نفسي التي يجب أن أعيد خلقها: حياة و شعر دبليو بي ييتس. Yeats « . و حين كانت في جامعة كورنيل ، كانت أول أمراة تنتخب عضوا في “جمعية تيليورايد و تزوجت سبيفاك لفترة قصيرة من تالبوت سبيفاك في ستينيات القرن العشرين. وتمثل رواية تالبوت سبيفاك “ العروس ارتدت الذهب التقليدي « سيرة ذاتية تتناول السنين الأولى لهذا الزواج.

أعمالها:

إن ترجمة سبيفاك لكتاب دريدا “في النحوية” ، الذي تضمن مقدمة للمترجمة وصفت منذ ذلك الحين على أنها “تؤسس لمعيار جديد للانعكاس الذاتي في المقدمات” ، جلبت الشهرة لها. قامت بعد ذلك بسلسة من الدراسات التاريخية و النقود الأدبية للإمبريالية و الأنثوية / الجنسوية الدولية.و غالبا كانت ما تشير لنفسها على انها تفكيكية جنسوية ماركسية عملية. و كان انشغالها الأثنو - السياسي المهيمن هو ميل الخطابات و الممارسات المؤسساتية و الثقافية لاستثناء و تهميش التابع و خصوصا النساء المقصيات.و يشير ادوارد سعيد إلى انها “ كانت رائدة الدراسة في النظرية الأدبية للنساء غير الغربيات و انها أنتجت واحدة من الدارسات المبكرة و الأكثر تماسكا المتوفرة لنا عن ذلك الدور».

ويستكشف كتابها الأخير “ نقد العقل ما بعد الاستعماري A Critique of Postcolonial Reason « الصادر في 1999 كيف أن الأعمال الأساسية للماورائيات الأوربية ( مثل أعمال كانت و هيغل) لا تميل إلى استثناء المهمشين من مناقشاتها فقط بل تمنع بفاعلية غير الأوربيين من احتلال مواقع بوصفهم مخلوقات إنسانية كاملة.

لقد شكلت سبيفاك المصطلح “ الجوهرية الإستراتيجية « الذي يشير إلى نوع من التضامن المؤقت لأجل العمل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، إن وجهة النظر بأن للمجاميع النسوية العديد من البرامج المختلفة تجعل من الصعب على الناشطات العمل في القضايا العامة.إن “الجوهرية الإستراتيجية” تتعلق بالحاجة للقبول المؤقت بموقع “جوهري” للتمكن من القدرة على التصرف.

درست سبيفاك في جامعات عدة قبل القدوم الى كولومبيا في 1991. و كانت زميلاً ضمن زمالات غغنهايم و حازت على عدة تشريفات أكاديمية بما فيها درجات دكتوراه فخرية من كلية أوبرلين، و كانت ضمن اللجنة التحريرية لمجلات اكاديمية مثل مجلة باوندري. و في 9 مارس آذار 2007 عين رئيس جامعة كولومبيا لي بولنغر سبيفاك بمرتبة (أستاذ) و هي أعلى مرتبة علمية جامعية . و كتب في رسالة لكليتها يقول:

إن عملها البحثي ذا السمعة العالمية ، المؤسس على النظرية التفكيكية الأدبية ، لا يمتد بشكل واسع من انتقاد الخطاب ما بعد الاستعماري إلى الجنسوية و الماركسية و العولمة فحسب ، بل إن بحثها المستمر عن استبصارات جديدة و فهم جديد قد تجاوز الحدود التقليدية للمنهج في الوقت الذي تحتفظ فيه بالوهج للمعرفة الجديدة الذي هو علامة العقلية العظيمة.

و بدفاعها عن أصوات و نصوص مجاميع الأقليات فإن سبيفاك تحدت بعض الأفكار المهيمنة للفترة الراهنة. و بعض هذه الأفكار تتضمن ، على سبيل المثال، مفهوم أن العالم الغربي أكثر تحضرا و ديمقراطية و تطورا من العالم غير الغربي ، أو أن الفترة مابعد الاستعمارية الحالية أكثر حداثة و تقدما من الفترة التاريخية المبكرة للاستعمارية الأوربية في القرن التاسع عشر.

وصف البعض كتابات سبيفاك بأنها مبهمة ، و أُوحي أيضا ان عملها يقدم الأسلوب على الجوهر. و ترد في دفاعها على ذلك بالقول بأن هذا النوع من النقد يكشف عن عدم رغبة بالتعاطي الواقعي مع نصوصها. و تلحظ جودث بتلر أن لغة سبيفاك المغلقة افتراضيا تلقى صداها لدى عشرات الآلاف من الناشطين و الباحثين و أنها غيرت بعمق تفكيرهم.و مع ذلك فإن الناقد الأدبي الماركسي تيري إيغلتون يقول “و هكذا فإن هناك القليل من النقاد المهمين في عصرنا من أمثال سبيفاك...و من المرجح أنها قامت الكثير من الأعمال الطويلة الأمد من الخير السياسي، في ريادتها للدراسات الجنسوية و مابعد الاستعمارية في الأكاديمية العالمية أكثر من جميع زملائها النظريين تقريبا»

و تناقش سبيفاك في الخطابات ألملقاة و المنشورة منذ 2002 قضية الإرهاب مبينة بوضوح أن نيتها هي وضع نهاية للتفجيرات الانتحارية و استكشفت و حاولت “ تخيل نوعية الرسائل التي قد تحتويها مثل هذه الأفعال. و ضمت تأملاتها هذه أوصافاً مثل “ ان عمليات التفجير الانتحارية أعمال مطبوعة على الجسد حين لا تنجح وسائل أخرى».

الأعمال الإنسانية:

أسست سبيفاك المشروع التربوي التذكاري و هو منظمة غير ربحية في 1997 لتقديم التعليم الأساس المتميز للأطفال في بعض المناطق الأشد فقرا في العالم مستمرة في العمل الذي قامت به منذ 1986. و يدير المشروع حاليا مدارسا ً في غرب البنغال و الهند. و إنشاء المدارس و تقديم التدريب المستمر للمعلمين المحليين الذين يديرون تلك المدارس بمساعدة المشرفين المحليين فإن المشروع يسعى لتزويد الأطفال في هذه المناطق بالموارد للانخراط في النظام التعليمي العام للمدارس الثانوية و ما بعدها. إن المشروع ملتزم باستخدام المناهج الحكومية الحالية و الكتب المقررة لتدريب المعلمين إيمانا منه انه باستخدام هذه المواد انهم يستطيعون بشكل أفضل تمكين الطلاب للدخول إلى النظام التربوي الوطني على أسس متساوية مع الآخرين. و قالت سبيفاك عن المشروع “ طالما أن الهند تفخر باستمرار بكونها أكبر ديمقراطية في العالم، و أن هذا جزء كبير من القاعدة الانتخابية، فإن ما أحاول القيام به هو تنمية طقوس العادات الديموقراطي .

عن موقع نور