حالة بغداد في العهد العثماني

Sunday 8th of August 2010 06:35:36 PM ,

ذاكرة عراقية ,

الجســـــور
كان يوجد جسر واحد يربط جانبي بغداد وهو الذي رأسه في ظهر جامع الآصفية (الموله خانه) قرب المستنصرية والرأس الآخر في جانب الكرخ بين قهوة البيروتي وقهوة العكامة وموضعه في محل الجسر القائم الآن والمسمى (بالجسر القديم) كان قائماً على 24 زورق يقال للواحد منها جسارية طوله 220 متراً تقريباً، وجسر آخر يصل الأعظمية بالضفة التي يذهب الى الكاظمية

وثم جسر آخر في جنوب بغداد في محل قصبة كلواذيالقديمة تقريباً يسمى جسر قراره ولا يوجد غير ذلك وملتزم الجسر أو ناظره يقال له (عزب اغاسي).
الشرايع
لما كانت المباني في بغداد متصلة بالنهر من القديم كانت بينها فرجات يمكن النزول منها الى النهر للإستقاء أو للعبور الى الجانب الآخر وكل واحدة من هذه تسمى شريعة فالشرايع في جانب الرصافة عددها (14) اليك هي: من الشمال الى الجنوب، شريعة المجيدية وهي خارج السور، وشريعة البقجة وهي بين مكتب الصنايع والنادي العسكري وشريعة القشلة وهي بينها وبين المدرسة الإعدادية العسكرية وشريعة الجسر وهي بجانب الجسر القديم وشريعة المصبغة وهي بين المستنصرية وقهوة الشط وشريعة خان التمر وهي جنوب خان الدفتردار وشريعة المحكمة الشرعية والذهاب إليها من داخل المحكمة وشريعة الغالبية وشريعة بيت النواب والذهاب إليها من جانب اورزدي باك، وشريعة بيت الباجه جي أو العمار وهنا أنشء الجسر الثاني مؤخراً، وشريعة السيد سلطان علي وهي في الجهة الجنوبية منه، وشريعة المربعة أو الملا حمادي وهي أسفل من التي قبلها ، وشريعة كرد الشيخ والذهاب إليها من أستقامة شارع الكيلاني، وشريعة السنك وهي مقابل شارع السنك وشريعة الفناهرة وهي تقابل محلة الفناهرة.
وفي جانب الكرخ (10) وهي شريعة الجعيفر في آخر الكرخ من الشمال وبعدها شريعة خضر الياس بجانب مسجد خضر الياس وشريعة القمرية بجانب جامع القمرية وشريعة (الدمير خانه) وشريعة بيت النواب بجانب الدار المنسوبة الى آل النواب وشريعة بيت الآيلجي وشريعة رأس الجسر بجانب الجسر القديم وشريعة السيف بآخر السوق المنتهي بالمسجد الصغير وشريعة الشواكه والكريمات فتجد أن الشرايع في الكرخ أقل من ما في الرصافة وذلك لأن ضفة الكرخ عالية جداً ثم قصر المسافة بين أول الكرخ وآخره.
المحلات
ذكرنا أسماء المحلات مرتبة على حروف المعجم وهي أما بأسم عشيرة أو جامع أو معبد أو مرقد أو سوق أو جماعة ينتمون الى بعض البلاد أو صنف من أصحاب الأعمال أو علم خاص أو طبيعة الأرض وهي جانب الرصافة:-
آل أبي شبل، آل أبي مفرج، إمام طه، باب الأغا، باب الشيخ، بارودية، بني سعيد، تبة الكرد، تحت التكية، تسابيل، توراة، جديد حسن باشا، جوبة، حاج فتحي، حمام المالح، حنون صغير، حنون كبير، حيدر خانه، خالدية، خان لاوند، دشتي، دكان شناوة، دهانه، رأس الساقية، ست هدية، سراج الدين، سنك، سور، سوق عبيد، سوق الغزل، سويدان، سيد عبد الله، صبابيغ الآل، طاطران، طوب، عاقوليه، عزات طوالات، عزة، عمار سبع أبكار، غالبية، فرج الله، فضل، فناهرة، قاطرخانه، قراغول، قرة شعبان، قشل، قمر الدين، قنبر علي، قهوة شكر، كبيسات كولات، مربعة مهدية، ميدان، هيتاويين، ينكيجة، وفي جانب الكرخ:-
باب السيف، تكارته، جامع عطا، جامع غنام، جعيفر، خضر الياس، دوريين، راس الجسر، ست نفيسة، سوق الجديد، سوق حمادة، سوق العجيمي، شواكة، شيخ بشار، شيخ صندل، شيخ علي، علاوي الحلة، فحامه، فلاحات، كريمات، مشاهدة.
الشوارع
لا يوجد شوارع بالمعنى أو العرض أو الإستقامة المتعارفة اليوم إلا شارع الميدان وشارع السراي وشارع سيد سلطان علي وكل ما هو بعرضها وأمتدادها ويطلق عليه أسم العقد والدرب أيضاً مثل عقد القشل وعقد الصخر وعقد الخناق وغيره وأكثرها ليس لها أسم أو لها أسماء مختلفة كل يسميها بأسم ينسبها الى أحد ساكنيها والغير نافذ يسمى دربونه طالت أم قصرت والطرق كلها غير منتظمة ولا مستقيمة وأكثرها ضيق ومعوج وسبب الضيق يقال عدم الأمن ولكني أرى سببه الحر الشديد في الصيف والبرد في الشتاء وعدم وجود تنظيم في البلديات.
البساتين
كان يوجد بساتين في القسم الجنوبي من بغداد داخل السور بين جامع السيد سلطان علي والباب الشرقي وفيها النخيل على الأكثر وقليل من الفواكه وبعض الخضروات وهذه أهمها الكمالية والجوبه جي واوسته عباس والنقيب لأو السرداحية والنقره واكريبوز والمندلاوي والبكري وغيرها.
الآثار- السور
ما كان للسور أثر كما في الوقت الحاضر سوى أبوابه الأربعة وضلعي القلعة الخارجيين من جهة المجيدية ومن جهة دجلة بإعتبارها من السور لأنه كان متصلاً بهما وكذا ضلعي الدباغخانه أي من الباب الشرقي الى دجلة ومن هناك ينكسر على زاوية قائمة بإمتداد النهر الى شريعة الفناهرة وبعض الأساسات في محال أخرى متفرقة هذا في جهة الرصافة والأقسام الجزئية التي كانت ظاهرة قليلاً عن سطح الأرض في جهتي الجعيفر والكريمات من جانب الكرخ وكان أصحاب الدواب الذين ينقلون التراب وغيره بالأجرة ينقبون عن الطابوق في الأساسات المذكورة وبيبيعونه لأصحاب العمارات وقد نفذ ولم يبق منه شيء وللآن يقال لهؤلاء نقاب.
أنشء هذا السور في زمن الخليفة العباسي الناصر لدين الله سنة (618) هجرية كما تدل على ذلك الكتابة التي كانت على موضع من أحد أبواب السور المسمى بالطلسم وقيل إنما هو أنشأ بعض أقسامه، أما تأسيسه ذلك بزمن غير يسير وقد هدمه الوالي (مدحت باشا سنة 1285 هجرية) بداعي عدم فائدته بالنسبة للإختراعات الحديثة من المدافع المدمرة ولأجل توسيع بغداد.
ولا ندري إذا كان له قصد آخر سياسي، وقد أنشئ بحجارته بعض المباني الحكومية.
الخندق
كان موجوداً بكامله من دجلة في الباب الشرقي بجانب القلعة ةالقناطر المبنية بالطابوق ذات الأطواق موجودة في باب المعظم وفي الباب الشرقي والباب الوسطاني للعبور عليها وقطع الخندق للجهة الثانية وعند طغيان دجلة كان الماء يملئ الخندق جميعه وأن كان مسدوداً من الجهتين إلا إنه يملئ بالترشح وكان يعطى بالالتزام فيزرعونه مخضرات وخاصة اللوبية وتستفيد منه الحكومة رسوم الأعشار فضلاً عن بدل الإيجار وفي جانب الكرخ توجد منه أقسام قليلة في جهتي الجعيفر والشيخ معروف.
أبواب السور
أربعة: باب المعظم وهو بشكل إيوان طويل مفتوح من الجهتين ذو أربعة أطواق بينها عقادات نصف كروية لا يشبه الأبواب الأخرى وباب الوسطاني وباب الطلسم على نسق واحد بشكل برج مدور تام التدوير وله باب تواجه البلد من الداخل وباب جانبية تواجه الخندق ومن هناك له قنطرة طويلة بموازاة الخندق وملتصقة بحافته الخارجية والباب الشرقي كان شكله مضلعاً منتظماً وكان مستعملاً كمضجع للجنود (سرية الدباغة من فوج الأعمالات الذي أسسه مدحت باشا).
القلعة
وهي الموجودة الآن لم يتغير منها شيء.
قصر المأمون
وهو ضمن القلعة في زاويتها الجنوبية الغربية وهو يطل على دجلة ولم يره أو يعلم به أكثر أهل بغداد وسمع بع البعض الآخر ورآه عرضاً بعض الناس وهو بقايا قصر قديم يظهر إنه من زمن العباسيين.
خان المواصلة
وهو المدرسة المستنصرية واقعة على دجلة جنوبي الجسر القديم لم يشع إسمها وينتبه لها الناس إلا بعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية سنة (1325 هجرية) تأسست هذه المدرسة سنة 631 هجرية من قبل المستنصر بالله الخليفة العباسي وكانت مستعمله كمخزن للكمرك في الدور العثماني (في سوق دانيال).
جامع مرجان
أنشأه أمين الدين الوالي في بغداد من قبل الشاه أويس الايلخاني ولم يزل قائماً وفي داخل المصلى منه كتابة بالآجر في جدار القبلة تشتمل على الوقفية برمتها (في أول سوق العطاطير).
خان الاورتمة
أي الخان المغطى أو المسقوف شاهدته لما كان مستعملاً كخان وفيه التجار في غرفه العديدة في الطابقين ثم أهمل وبقى كمخزن (في سوق العريض).
خان جغان
الباب منه فقط كانت تعد من الآثار وقد زالت الباب وغيرها الآن وكان فوق الباب كتابة لا أدري أين هي وما حل بها الآن لأنه تغير الى أسواق (في سوق الكمرك).
المنارة المقطومة
أي المقطوعة وهي كائنة في شارع الى يمينك إذا توجهت من جامع مرجان نحو باب الآغا يخرج الى درب الساقي يقال إنها من بقايا المدرسة النظامية وقيل غير ذلك والمنارة المذكورة من الأرض الى الحوض وقسم منه.
منارة سوق الغزل
وهي منارة جامع القصر الذي كان موجوداً في زمن العباسيين ولم يبق منه غير هذه المأذنة إرتفاعها حوالي 30 متراً.
جامع الشيخ عمر
السهروردي قبة الضريح منه قديمة فوقها قبة مخروطية الشكل وهي القبة السادسة من شكلها في العراق والخمس الباقية هي (الست زبيدة في جانب الكرخ) وقبة ( إمام دور بالقرب من سامراء) وقبة (الحسن البصري) (وإبن سيرين) في قصبة الزبير بالبصرة (ومشهد الشمس في الحلة) و (جامع الكفل) في قصبة الكفل.
جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني
والقديم منه القبة التي فوق مصلى الحنفية والباقي أحدث منها.
خان المرادية
أو خان الزرور- توجد فوق بابه التي من جهة سوق الخياطين القديم كتابة بالأبيض فوق كاشي أزرق قد تغطي أكثرها بطاق آخر مستحدث والظاهر من الكتابة فيه أسم السلطان سليمان ويمكن عدها من الآثار ولا أدري إذا كانت دائرة الآثار منتبهة لها وهل تعدها من الآثار أم لا.
مسناة خضر الياس
كانت ظاهرة من الشط عند نقصان المياه قيل إنها بناية كانت من زمن بختنصر البابلي يؤيد ذلك ما ذكر في خارطة جونس وعين محلها تقع شمال جامع خضر الياس.
جامع القمرية
بجانب الكرخ مقابل سراي الحكومة في الرصافة يأتي ذكرها كثيراً في أواخر زمن العباسيين.
السن
وهو قطعة كبيرة من مسناة أنقلبت الى دجلة في زمن لا نعلمه وبقيت فيها تقع جنوب آخر المحلات في الكرخ يقال إنها تعود لقصر كان لهارون الرشيد.
كنيسة الميدان
وهي قديمة قيل إنها أول كنيسة أنشئت في جانب الرصافة الحالية كانت سابقاً للكلدان وهي الآن للأرمن.
تابية باب الشيخ
تقع جنوب مقبرة الغزالي وهي تل مدور من التراب أو من اللبن وقد استحال قطعة واحدة بمرور الزمن.
تابية الشيخ عمر
تقع أمام جامع الشيخ عمر السهروردي وهي مثل تابية الشيخ تماماً وتسمى تابية الفتح أيضاً ومن أراد زيادة التفصيل عن هذه الآثار فعليه بكتابنا (معجم مدينة بغداد القديمة).
طوب أبو خزامة
وهو المدفع الموجود الآن في باب القلعة عن يمين الداخل قيل أنه أستعمل في فتح بغداد من قبل السلطان مراد الرابع العثماني وللعامة فيه خرافات لا محل لذكرها هنا وقد كتب عليه (صنع برسم السلطان مراد خان

عن كتاب الفترة المظلمة وما بعدها
تأليف: السيد محمد رؤوف السيد طه الشيخلي
طبع 1934