المتظاهرون يتحدون كورونا ويصرون على البقاء في الساحات

Wednesday 4th of March 2020 09:59:51 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة الاحتجاج
رغم الانتشار السريع لوباء كورونا حول العالم وظهور عدد من حالات الإصابة في المحافظات العراقية، وتعليق الحكومة للدراسة، إلا أن التجمعات الجماهيرية المطالبة بالتغيير ما زالت باقية في الساحات والميادين. فهل يبقى المتظاهرون في الشارع مع تفاقم انتشار المرض... أم يعودون إلى منازلهم ليجربوا طرقا بديلة للاحتجاج؟.

-قال علي عزيز احد الناشطين في ساحة التحرير: "إن التحذيرات من انتشار فيروس كورونا بين المتظاهرين في ساحات التظاهر والاعتصام لا تمثل أية أهمية بالنسبة للمتظاهرين، فليس هناك ما يخشونه بعد كل ما حدث خلال الفترة الماضية".
وأضاف عزيز: "لقد صرنا اليوم نؤمن بشيء واحد، وهو أن الموت والحياة أصبحا وجهان لعملة واحدة، فلم يعد لدينا اليوم ما نخسره بعد أن ضاعت الحياة وانعدم مستقبل أطفالنا، وأصبح كل العالم مجهولا، لذا نحن البلد الوحيد اليوم الذي لا يخاف من كورونا، بل على العكس نزيد من تجمعاتنا ومليونياتنا الحاشدة".
وأكد عزيز أن الحكومات المتعاقبة من بعد الاحتلال "أخطر وأشد فتكا بالعراقيين من كورونا وأي أوبئة أخرى، لذلك نحن البلد الوحيد الذي أعلن من وسط التظاهرات في ساحة التحرير بأننا لا نخشى كورونا، وهمنا الوحيد هو تطهير العراق من الفساد".
ومن جانبه قال رعد هاشم المحلل السياسي "دأبت الحكومة العراقية منذ بدأت التظاهرات على اختلاق الذرائع الواهية لأجل تفريق التظاهرات وليس أقلها استخدام السلاح والذخيرة الحية، لأنها ترى في التظاهرات منهجا معاديا لها في الكثير من التوجهات وفي مسألة بقائها وتواجدها على الساحة".
أما بالنسبة لتأثير كورونا على اعتصامات وتجمعات المحتجين في الميادين والساحات قال المحلل السياسي، ربما يقلص انتشار المرض من حجم التظاهرات العلنية في الساحات والميادين، لكن مظاهر الاحتجاج لا تقتصر على التظاهر في الساحات فقط وهناك مظاهر أخرى كثيرة. قالت الدكتورة آلاء المصطاف الناشطة المدنية العراقية لـ"سبوتنيك"، ما واجهه العراقيون طوال الأشهر الخمسة الماضية من قتل وتنكيل وغيره، هو أشد فتكا بعشرات المرات من كورونا. وأكدت الناشطة المدنية أن كورونا لن يكون لها أي تأثير على المظاهرات التي بدأها الشباب منذ خمسة أشهر، بل إن تعطيل الدوام بالجامعات والمدارس يعد دافعا إضافيا، لتواجدهم في الساحات وزيادة العزيمة والإصرار ورفع الشباب شعار"ألف كمامة ولا عمامة".
وأشارت المصطاف إلى أن الشباب العراقي اليوم "لم يعد يرهبهم أو يثنيهم عن مطالبهم التي ضحوا من أجلها أي شىء حتى "كورونا"، حيث يرى الشباب أنهم خرجوا من أجل مطالب تحقق بعضها وسوف يسيرون في الطريق إلى النهاية، وأعتقد أن احتفالنا بالنصر سيكون قريب جدا".
وأوضحت الناشطة المدنية أن المتظاهرين ليس لهم أي خلاف شخصي مع توفيق علاوي، لكن بدأ الخلاف بعد قبوله للتكليف في هذا التوقيت، لأن علاوي لا تنطبق عليه أي من المعايير التي وضعها الشارع للشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة في المرحلة الانتقالية، واعتذاره عن التكليف أمر مثير لحفيظة الشارع، من المفترض أن يكون الاعتذار وقت التكليف، أما خطابه الأخير الموجه للشعب فهو خطاب فشل تمرير الحكومة، وأي تشكيل جديد للحكومة بهذا الشكل سوف يفشل، هدفنا الحالي حل البرلمان الذي لم تعد له أية أهمية.
ويرفض المتظاهرون العراقيون التخلي عن ساحات الاحتجاج التي نصبوا فيها سرادقات عديدة للمبيت على مدار 24 ساعة يوميا وفي ظل التحذيرات من انتشار مرض كورونا بينهم، لحين تلبية المطالب كاملة، بمحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وسراق المال العام، وتعيين رئيس حكومة جديد من خارج الأحزاب، والعملية السياسية برمتها.
وعلى الرغم من استطاعة المتظاهرين في العراق، إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي واعتذار محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة، إلا أنهم يصرون على حل البرلمان، وتعديل الدستور، بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.