الرائد المسرحي يحيى فائق

Wednesday 19th of February 2020 07:36:11 PM ,

عراقيون ,

د . عبد الآله كمال الدين
كُلفت في التسعينات بتدريس مادة تاريخ المسرح العراقي ( ضمن مواد اخرى) لطلبة الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة - جامعة بغداد - وقد اعتمدت في تدريسها أسلوب التقسيم الى مراحل بدءا من مرحلة التأسيس صعودا الى عقد الستينات.

كان اهتمامي ينصب على رواد المسرح العراقي وإنجازاتهم وتأثيرهم على الحركة المسرحية في زمنهم وامتداد هذا التأثير الى الأجيال اللاحقة، من بين اسماء عديدة يبرز اسم الرائد المسرحي المرحوم يحيى فائق ( ١٩١٣ - ١٩٨٣) كموقف تقدمي لعب دورا مؤثرا في ترسيخ توجهات الحركة المسرحية العراقية الى جانب رواد كثر سنأتي الى ذكرهم مستقبلا ، أسس يحيى فائق الفرقة العربية للتمثيل عام ١٩٣٣ وكانت تعرف بفرقة ( يحيى فائق ) وهي امتداد لفرقة المعهد العلمي بكامل عناصرها مع التحاق أعضاء جدد ومن أشهر عروضها المسرحية ( الاعتراف تأليف نديم الاطرقجي ) و(المساكين تأليف سليم بطي)و(شهرزاد تأليف توفيق الحكيم) و( انتقام المهراجا ليوسف وهبي فضلا عن احد عشر عرضا مسرحيا ،،، على مدى عقود واصل الرائد يحيى فائق نشاطه المسرحي المتميز وتعرض بسبب أفكاره اليسارية ومضامين بعض مسرحياته الى الملاحقة إبان العهد الملكي ، بعد قيام ثورة تموز( 1958) أسس يحيى فائق فرقة المسرح الجمهوري التي ضمت العديد من الشخوص في فرقته الاولى ( الفرقة العربية للتمثيل) الى جانب أعضاء جدد من الشبيبة الواعية من بينهم قاسم حول وطه سالم وسعدون العبيدي وخالد سعيد وجعفر علي وعادل كاظم، قدمت الفرقة بنجاح عروضا مسرحية تدعم مرحلة التغيير ابرزها---الفجر الثائر -عالم جديد - بين الأمس واليوم - بالاضافة للنص العالمي ( سقط المتاع)،في منتصف أواخر السبعينات وقف يحيى فائق موقفا سلبيا من النظام السابق لحين وفاته عام ١٩٨3.
لقد حان الأوان لطرح التساؤلات التالية : لماذا لم يحظ يحيى فائق بأي تكريم الذي يستحقه في المناسبات والمهرجانات المسرحية التي تقيمها المؤسسات الرسمية بخاصة؟ لماذا يتجاهل معظم الذين عاصروا يحيى فائق دوره الريادي ويؤكدون على منجزاتهم الشخصية ؟ ولماذا تعتزل مرحلة الريادة والتأسيس بأفراد تكررت مبادرات تكريمهم وتم تجاهل من لا يقل عنهم في العطاء والتضحيات ؟ لماذا يتناسى التقدميون في الوسط الثقافي ما قدمه يحيى فائق من عطاء ثر لخدمة المسرح العراقي عبر تسليط الضوء على مجمل أعماله ونقاوة مسيرته وبأمكانهم تعزيز معرفتهم به من خلال مراجعة الكتب القيمة التي أتلفها الدكتور عمر الطالب والمرحوم الدكتور علي الزبيدي والمرحوم احمد فياض المفرجي فضلا عن البحوث الأكاديمية لطلبة الدراسات العليا ؟ ان الإجابة العملية على كل تلك التساؤلات ينبغي ان تترجم الى اجراء تقييم منصف ليحيى فائق والمسارعة بتكريمه والتذكير به إنسانا ومبعدا.