متظاهرات: مسيراتنا رد صاعق على مَن حاول تهميشنا

Friday 14th of February 2020 08:12:14 PM ,

الحريات اولا ,

 رحمة حجة
رسمت النساء العراقيات اليوم صورة جديدة لعراق المستقبل الذي تتمناه الغالبية من المتظاهرين، صورة ملوّنة لا يطغى فيها الأسود على الزهري أو الأحمر مثلاً، كما لم يحدث العكس، اجتمعن فيها من مختلف الأجيال والخلفيات الدينية والثقافية والاجتماعية، بصوت واحد ضد الرجعيّة والسلطات القمعية.

وفي خمس محافظات جنوبية (بابل والنجف وذي قار وكربلاء والبصرة) بجانب بغداد، علت الأهازيج الثورية بأصوات النساء، وعلى اللافتات اللاتي حملنها، يؤكدن فيها على قوة الكيان النسوي الذي حاولت الأحزاب الدينية طيلة السنوات الفائتة إخفاءه وتأطيره في حدود وأدوار أقل من إمكانياته وتأثيره الحقيقي في المجتمع.
وجاءت هذه المسيرات الحاشدة، بعد أسبوعين تقريباً من هجمات منظمة على النساء المشاركات في التظاهرات، في مواقع التواصل، من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومواليه المتعصّبين له.
تصف المتظاهرة أسيل مزاحم، " مشاركتها أول أمس الخميس، في المسيرة النسوية قائلة "شعرنا أننا في مكاننا الطبيعي، نساند شبابنا في صناعه القرار واختيار مصيرنا".
ومن الرسائل التي أرادت المتظاهرات إيصالها عبر هذه المسيرات، أن "المرأة العراقية كانت وما زالت سنداً وذخراً لبلدها وأولاد بلدها، ولن تتخلّى عنهم" وفق المتظاهرة ميّاسة.
وتتمنّى ميّاسة أن تشهد هذه المرحلة وما يتبعها "إعادة الاعتبار للمرأة العراقية كقوّة جبّارة وإنسان كامل الأهلية والحريّة والإرادة، مثلها الرجل" مضيفةً "لا ثورة من دون المرأة". وتقول زينب "رسالتي هي أن نعطي النساء الفرصة للمشاركة في كل شيء".
من جهتها، ترى المتظاهرة بان ليلى أن مطلب العراقيات من خلال هذه المسيرات هو "مطلب الثورة نفسها باعتبارها ورقة ضغط، خصوصاً أن الحكومة ماطلت بما فيه الكفاية" في تحقيق مطالب المتظاهرين.
وتقول إن المسيرات خرجت منتفضة على "الطعن والرجعيّة في خطابات قادة الميليشيات ضد تواجد النساء في ساحات الاعتصام".
تشاركها المتظاهرة مرح هذه الفكرة، بإضافة تفصيل أن المسيرات تبعث رسالة لمقتدى الصدر، هي أن "الدين لا يقتصر على حجاب و صوت المرأة و اختلاطها بالرجل و كلمّا انتقدنا (الصّدر) سنعلي صوتنا أكثر وأكثر".
وتصف ما شاهدته أثناء مشاركتها في المسيرة "لا أنسى صوت امرأة عجوز كانت تجر نفسها جراً وهي تصرخ وتنادي باسم العراق".
وتتابع قولها "أمّا الشبّان كانوا قد شكلّوا حزاماً يطوقنا بهدف حمايتنا من أي هجوم محتمل، رأيت رجلاً يمشي مستعيناً بعكّار معهم، أعتقد أنه مصاب، وعلى الرغم من ذلك أصرّ على دعمنا".
في ذات السياق، تقول المتظاهرة نسرين "هذه المسيرة تحت هكذا سلطة غليظة الذهن جاهلة العقل غافلة عن التقدم ستكون رداً مباغتاً وصاعقاً لعقولهم، عقولهم التي حاولت كيّنا ووضعنا في موضع هامش، خروج النساء بهذه الكميات الملفتة وقيادتها للمسيرات وكتابة الشعارات يعبر عن رغبتها في إسقاط الكثير من المنظومات التي تقيّدها وتحد من حضورها".
وتتفق أمينة معها بالقول إن "المرأة جزء أساس في المجتمع. انتهى زمن التهميش" مضيفة لـ"الاحتجاج": "نريد إلغاء فكرة أن المرأة خلقت للطبخ والتربية فقط، نحن نعيش في هذا الوطن، ولنا حقوق، خرجنا نطالب بها".
ونشرت الناشطة تبارك منصور، الأربعاء الماضي، صورة لها في إحدى التظاهرات، تحفّز من خلالها النساء لنشر صورهن أيضاً دعماً للمسيرات النسوية، وبالفعل شاركت عشرات النساء معها صورهن.
وعن مشاركتها في تظاهرات أول أمس الخميس، تقول تبارك "خرجنا وعلى الرغم من الظروف الصعبة في البلاد، خصوصاً مع التهديدات المستمرة والقمع، رأيت عشرات الفتيات يرتدين اللون الزهري يشكلن معاً مسيرة حاشدة وبسيطة بتنظيمها لكن صوتها كان عالياً". وتصف الطريق إلى ساحة التحرير بالقول "خروجنا من بيوتنا يعتبر تحدياً كبيراً. ذهبت مع أختي وزميلتها في العمل، وواجهنا في البداية صعوبة لدخول ساحة التحرير لنصلها عن طريق ساحة الخلّاني، انتابني الخوف قليلاً لأن المنطقة كانت محتقنة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب". اجتازت تبارك الخلّاني، لترى المسيرة مكسوّة باللونين الوردي والبنفسجي، تقول "تحدثنا معهن ولم نشعر بأنهن غريبات أبداً واتفقنا على إتمام الطريق نحو نفق السعدون، وهناك ارتفعت أصواتنا سوياً مع باقي النساء".
واستخدم النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي وسم #بناتك_ياوطن من أجل الترويج والحشد ومناصرة المسيرات النسوية.