وكالة الصحافة الفرنسية تكشف حقيقة صور “اعتقال القبعات الزرق لعملاء إسرائيليين في التظاهرات”!

Tuesday 11th of February 2020 08:05:19 PM ,

الحريات اولا ,

 متابعة: الاحتجاج
تقصّى تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية حول أنباء نشرتها صفحات مناهضة للاحتجاجات في العراق، تحدثت عن “اعتقال عملاء لإسرائيل”.

وقال التقرير، الذي نشرته وكالة فرانس برس، على مدونتها الخاصة بتقصي صحة الأخبار، وتابعها “الاحتجاج” (10 شباط 2020)، إن “آلاف مستخدمي مواقع فيسبوك تداولوا منشورات مرفقة بصور على أنها تظهر القبض على عملاء لإسرائيل أو لدولة الإمارات والأردن يحرّضون المحتجين ويقطعون الطرقات في العراق.
وبحسب التقرير، فإن عدداً كبيراً من الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، في العراق، بخصوص تلك القضية، “مزيفة” وبعضها تعود لمصريين، أو سوريين، أثناء فترة القتال الدائر هناك، فضلاً عن بعضها تعود بالفعل لعراقيين، لكنها لا تتعلق بالاحتجاجات الشعبية.
وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته فرانس برس أمس الأول الاثنين واطلعت عليه الاحتجاج
تداول آلاف مستخدمي موقع فيسبوك باللغة العربية منشورات مرفقة بصور على أنها تُظهر القبض على عملاء لإسرائيل أو لدولة الإمارات والأردن يحرّضون المحتجين ويقطعون الطرقات في العراق، لكن هذا الادعاء غير صحيح والصور المرفقة تعود لأحداث مختلفة جرت في أوقات سابقة ولا علاقة لها بتظاهرات العراق.
يظهر أحد هذه المنشورات صورتين لأشخاص يبدو أنهم موقوفون، في الصورة الأولى وضع الموقوفون بمواجهة جدار، وفي الصورة الثانية يظهر عدد من الأشخاص عراة الصدر وقد أُجلسوا أرضاً ورؤوسهم منكّسة.
وجاء في التعليق المرافق للصور “القبعات الزرقاء بالتعاون مع القوات الأمنية تفكك أكبر شبكة داخل المتظاهرين في النجف وبابل، اعترفوا باستلامهم ملايين الدولارات من الأردن والإمارات لتعطيل المدارس وحرق الشوارع والتحريض على القوات الأمنية، ويقومون باغتصاب الطالبات بعد اقتيادهن بالقوه بحجة مكافحة الدوام”.
وحصل هذا المنشور من هذه الصفحة وحدها على أكثر من 1100 مشاركة وعلى مئات المشاركات من صفحات أخرى.
وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور مطلع شهر شباط/فبراير الحالي.
وفي الآونة نفسها ظهر منشور آخر مرفق بصور أخرى يدعي ناشروه أنها تُظهر القبض على عملاء لإسرائيل في صفوف المحتجّين.
وتُظهر إحدى الصور أربعة شبان موقوفين، أمام طاولة وضع عليها ما يبدو أنها مضبوطات، منها أسلحة، وصورة أخرى تُظهر شبّاناً جالسين والقيود في أيديهم، أمام طاولة عليها رزمات من الدولارات.
وجاء في التعليق المرافق “سرايا السلام والقوات الأمنية تفكّك أكبر شبكة إسرائيلية من داخل مطعم التركي وتم التحقيق معهم وقالوا إنهم يستلمون الأموال من إسرائيل وأميركا لقطع الطرق والمدارس وتحريض المحتجّين على قتل القوات الأمنية”.
وحصل هذا المنشور على أكثر من 800 مشاركة من هذه الصفحة وحدها إضافة إلى مئات المشاركات من صفحات أخرى.
انطلقت الاحتجاجات في العراق في الأول من تشرين الأول 2019 في بغداد ومدن جنوبية للمطالبة بإجراء إصلاحات واسعة و”إسقاط النظام” وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 16 عاماً، لاتهامها بـ”الفساد” و”الفشل” في إدارة البلاد وإهدار ثرواته في حين يعدّ من أغنى دول العالم بالنفط.
وبعد شهرين من التظاهرات، استقالت حكومة عادل عبد المهدي، وكُلّف الوزير السابق محمد علاوي بتشكيل الحكومة.
وكان أنصار التيار الصدري في صفوف المحتجّين إلى أن أعرب التيار عن دعمه لمحمد علاوي، الذي يرفضه سائر المحتجّين لكونه مرشحاً عن الأحزاب التي يتظاهرون ضدها منذ أشهر.
ومنذ تغيير الصدر موقفه، انقسم المتظاهرون إلى معسكرين وتصاعد التوتر إلى حدّ وقوع أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى.
وتبنى أصحاب القبعات الزرق اقتحام ساحة الاحتجاج في النجف، لكن الشرطة كذلك متّهمة بالتقصير بسبب عدم منع حدوث الصدامات.
وبعد حادثة النجف الدامية التي أسفرت عن مقتل سبعة متظاهرين، ألمح رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي بالتنحي في حال استمرار العنف ضد المتظاهرين.
وقال في كلمة إن “الممارسات هذه تضعنا في زاويةٍ حرجة، لا يُمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب”.
وفي ظلّ هذا التوتّر بين التيار الصدري وسائر المتظاهرين، ظهرت هذه المنشورات التي تتحدّث عن وجود “عملاء” في صفوف المحتجين. وتبنّت هذه المنشورات صفحات مؤيّدة لمقتدى الصدر.
حقيقة الصور
لكن أي إعلان مماثل لم يصدر عن السلطات العراقية.
وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في بغداد “لا يوجد أي إعلان رسمي عن قضية من هذا النوع”.
أما الصور الواردة في المنشورات فهي توثّق أحداثاً وقعت في أوقات سابقة ولا علاقة لها بالمتظاهرين في العراق، بحسب ما أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث.