إنهم يكرهون التك تك

Wednesday 15th of January 2020 08:10:11 PM ,

الحريات اولا ,

 شمخي جبر
يدعي الثقافة ويجيد المماحاكات اللغوية ويعتبر أن الاحتجاجات خربت أخلاق الشباب لأن بعضهم يرقص خلال التظاهر أو يعزف موسيقى،وكارثة الكوارث التي يؤكد عليها هذا المتثاقف أنه وجد فديو لامرأة تغني في ساحة التحرير

واصفاً هذا الفعل بالمنافي للأخلاق والقيم الاجتماعية لكنه لايتحدث عن الفساد وسرقة أموال الدولة لأنه لايعتقد أن هذه الأفعال مما يتعارض مع الأخلاق والقيم ..لم يذكر هذا الأستاذ الأطفال في التقاطعات وهم يبيعون أشياء لاقيمة لها أو يستجدون المارة..لم يتساءل لماذا حرم هؤلاء الأطفال من المدارس ولماذا اضطرت عوائلهم الى الاعتماد عليهم ..كذلك لم أجده في يوم من الأيام يتحدث عن مجانية التعليم التي انتهت وأصبحت في خبر كان.
هذا المثقف يتحدث عن إيقاف الدوام في الجامعات بعد إضراب الطلبة لكنه لم يتحدث عن تردي التعليم وتردي مخرجاته وانتشار التعليم الأهلي الذي أصبح مصدراً مهماً وتجارة للفاسدين من السياسيين ..وهو يعرف جيداً أن الجامعة كذا لفلان وإن الجامعة كذا للحزب الفلاني وإن الهيئة الاقتصادية للحزب فلان لديها عدة جامعات.
هذا المثقف لم يذكر 600 شهيد من الشباب العراقي وأكثر من 25 ألف جريح ولكنه متأثر جداً من امتداح بعض الإعلاميين لسائق التك تك وتشجيعهم له .. ولا يدري أن شباب الاحتجاج وسائقي التكتك من الطبقات المسحوقة التي دعمت الانتفاضة منذ انطلاقها وتستحق كل الثناء.
هذه النماذج يغيضها الإيثار والتضحية التي قدمها ويقدمها شباب الانتفاضة العراقية...لهذا نقول( ابو التك تك علم )ليش تضوج وتتمنى أن يبقى هذا الشاب محل ازدراء ونبذ المجتمع..هكذا نماذج لاتستطيع أن تقدم لمجتمعها أي شيء بل هي عبء عليه،لأنها تغار بل تكره النماذج الإيجابية .هكذا إنسان عاجز يكره الفاعلين والايجابيين والمضحين.