مصطفى جواد .. شهادات

Wednesday 11th of September 2019 07:41:39 PM ,

عراقيون ,

اعداد : عراقيون
يقف مصطفى جواد علمًا بارزًا من أعلام النهضة العربية في ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وتاريخنا الإنساني. فقد كان عاشقًا طبيعيًّا للحقيقة، مخلصا لها، مترصدًا إخلاصه فيها، عائمًا بها ولذاتها. تلك الحقيقة هي حبه العميق للغة العربية لغة الحضارة والفكر الإنسانيين. كان موسوعة معارف، في النحو والخطط والبلدان والآثار، (أعانه على ذلك حافظة قوية وذاكرة حادة، ومتابعة دائمة، حتى غدا في ذلك مرجعا للسائلين والمستفتين، فنهض بما لا ينهض به العصبة أولو القوة. فكان أمة كاملة في رجل. وعالما في عالم، ومدرسة متكاملة قائمة بنفسها) ...

كان قد استمد قدرته الفائقة في الدرس والبحث والاجتهاد الفردي من بيئته وأساتذته ومجالس العلماء الذين التقاهم واطلع على مكتباتهم العامرة بمصادر اللغة والأدب العربي والتاريخ الإسلامي فضلا عن موهبته النادرة في الاستقراء واستنباط الاحكام واستقراء الرأي، تلك الموهبة التي صيرها اجتهاده الذاتي وجده المتواصل موسوعة علمية ليس من السهل مضاهاتها، موسوعة يفخر بها البحث العلمي اصالة وابتكارا وإبداعا».
وقيم الدكتور غزوان هذا الجهد العلمي لأستاذه بأنه جهد علمي رصين يوضح بجلاء الدقة في استقراء الخبر وتثبيت الحقائق وإيراد الرواية وإثبات الوفيات وذكر التصانيف والتأكد من صحة الأخبار والأنساب، توضيحًا يظهر مصطفى جواد عالمًا ثبتًا ومؤرخًا أديبًا أمينًا ومحققًا صادقًا في ضوء ما عثر عليه من ترجمات جديدة اهتدى إليها من خلال مطالعاته وتصفحاته البارعة والذكية فتكون لديه هذا البحث الذي نلحظ فيه اهتمام مصطفى جواد بالأدباء وحب العلم والطلب مشغوفًا بأخبارهم متطلعًا إلى أنبائهم وأحوالهم ومصنفاتهم وأقوالهم وأشعارهم، كل ذلك بروح العالم المدقق والمحقق المنصف الأمين.
د عناد غزوان

************

«إن الدكتور مصطفى جواد مفخرة لكل العراقيين و كان أعجوبة الدهر ومعجزة الزمان في التاريخ واللغة وكانت أحواله اللغوية أحيانًا شبيهة بالغيبيات وكان مجتهدًا في الصياغه اللغوية يصيب ولا يخطئ ومصححًا أخطاء القدماء والمحدثين، وكان دائرة معارف متنقلة تمشي على أرجل بما حفظ ووعى من دقائق الأشياء، وله القدرة على الإجابة عن أي سؤال يوجه له في أي وقت، وكنت أشاركه في برنامجه الشيق: قل ولا تقل، وكان يعرف أسماء جميع أحياء بغداد في العصر العباسي و مواقع بيوت الخلفاء والوزراء حتى مدراء الشرطه وكنا معا نقدم برنامجا باسم خطط بغداد. وقد كان حياديًّا فى فكره التأريخي، إذ سما فوق الأهواء حين قال: «لقد طلقت المذاهب كلها من دون استثناء الى غير رجعة» ومع ذلك فان هذا لم يجرده من حبه لآل البيت الذى هو نهج المذاهب فى جوهرها جميعا، و مهيع كل من يرى ويفسر المذاهب تفسيرًا صحيحًا، فحبه لآل البيت هو الذى جعله يختار الخليفة الناصر لدين الله المحب لآل البيت مثلا أعلى له وقد كتب فيه وفى عصره موضوع رسالته للدكتوراه تلك الرسالة لتى لم يتح لها مجال المناقشة بسبب قيام الحرب العالمية الثانية».
د. صفاء خلوصي

************

لقد أولدك العراق فكنت من انجب ابناءه راعيا لطامس اثاره وكاشفا عن دارس اخباره ،وتبنتك العربية فكنت من اكرم ابنائها برا بها وحدبا عليها بل كنت من صفوة الصفوة ولب اللباب .
ايها الديدبان القوام على حرمة العربية يحرسه بعين ويذود عنه بساعد ويؤمئ للغافل :ذلك حماها.. لقد طالما سعت قدماك في دأب، وسهرت عيناك في نصب الى خزائن اللغة وطوامير التاريخ، تنفض عنها غبار السنين ..لطالما امتدت يدك الصناع الى الاثر شاهت معالمه والخبر الناصل اعيت طلاسمه فما تبرحه تستنطقه حتى ينطق وتقومه حتى يستقيم ..
ايها التلميذ بلا استاذ والاستاذ بلا تلاميذ وتلك هي الشخصية الفذة زادها منها لايقوى احد على هضم ما تقدم من زاد ...
لقد دخلت التاريخ من باب التاريخ واخذت مكانك بين اساطينه وسلاطينه وكنت في اللغة رجلا بمجمع ومجمعا برجل ..

د . عبد الرزاق محيي الدين

************

كان مصطفى جواد يؤمن بأن اللغة متطورة بتطور الزمان والمكان ، ومن الظلم ان نقول بجمودها ،او ان نقف بالفاظها وتراكيبها عند اوضاع ثابتة . وعنده ان فكرة التطور هذه ليست بجديدة فقد تنبه اليها القدماء وعلى راسهم الزمخشري ،وان كانت اللغة متطورة فمن الغلو ان نقول بلغة مثالية لانقبل سواها ،ويلاحظ مصطفى جواد ان العلم والحضارة جاءا بمعان ومدلولات كثيرة لابد لها من الفاظ تؤديها ،وواجبنا ان نفتش اولا عن مصطلحاتنا القديمة في العلوم والفنون والاداب ولعل فيها ما يسد الحاجة وهذا امر كثيراً ما نغفله مع ان لنا فيه تقاليد متصلة وقد عاش مصطفى جواد مع المعجمات العربية زمنا غير قصير درس قديمها وعلق على حديثها وعرفها معرفة حقة ولاحظ على المعجمات القديمة قلة تبويبها ونقص تنسيقها وكثيرا ما قنع اصحابها بمجرد الاخذ عن سابقيهم دون تدقيق او تمحيص اعتبره مجمع اللغة العربية في القاهرة من قديم شريكا له في مهمته وسعد اخيرا بزمالته وعضويته .

الدكتور ابراهيم بيومي ( رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة)

************

لم تجتمع في اي شخصية عراقية ، كما اجتمعت فيه هذه الصفات كمؤرخ وأديب وعالم في اللغة وعالم في الفلكلور ، وعالم في البلدانيات .. هذه هي التي ميزت مصطفى جواد وجعلته مميزا من بين الشخصيات العلمية والأدبية ليس في العراق فحسب وانما على مستوى الوطن العربي..

الاستاذ سالم الالوسي

************

مصطفى جواد عراقي اصيل ، رجل صريح ، صادق الكلمة ، لا يخاف من احد ، وصرح انه من قرة تبة ، وانه تركماني الاصل الذي جمع بين الاصل التركماني والابداع اللغوي في العربية ذلك الابداع الكبير ..مصطفى جواد النبتة اليانعة ، المؤرقة ، المثمرة ، التي اعطى للعربية الكثير من الابداع والتطوير والازدهار ، و يستحق من الدولة ان تكرمه ومن الشعب ان يذكره ، دائما لما قدمه للثقافة العربية من علوم رائعة .. شخصية نادرة أنجبته العراق ، ولا يزال العراق يفتخر بمصطفى جواد ، ويعد رمز من رموز العراق الكبيرة ..

د . حسين امين

************

كان مصطفى جواد مرآة تاريخ بغداد، ومرآة خطط بغداد .. و يعد من فلاسفة النحو العربي، وهو من أعلام المؤرخين وأكابر المحققين. لا بل هو في الطراز الأول في العربية والتحقيق والتاريخ ، استاذ الكل واليه تنتهي المعرفة في اللغة والتاريخ في عصره.

د. حسن علي محفوظ