رحيل توني موريسون.. أيقونة الأدب المدافع عن قضايا الإنسان

Tuesday 20th of August 2019 07:15:01 PM ,

منارات ,

ترجمة: احمد الزبيدي
رحلت الكاتبة توني موريسون ، التي سردت تجارب الأميركان من أصل أفريقي في رواياتها على مدى خمسة عقود ، عن عمر يناهز 88 عاماً
وقد أكدت عائلتها الخبر في بيان أعلنت فيه انها توفت في نيويورك ليلة الاثنين بعد وعكة صحية لم تمهلها طويلاً

وُلدت توني موريسون في مدينة أوهايو المشهورة بصناعة الفولاذ حين كانت تعيش ذروة مرحلة الكساد العظيم ، وكانت خير معبر عن أصوات الأميركيين من أصل أفريقي ، من خلال رواياتها مثل (العين الاكثر زرقة)و(المحبوبة)

وعلى مدار حياتها المهنية حازت عدة مرات على جوائز وأوسمة تكريم كانت من بينها جائزة بوليتزر وجائزة نوبل ووسام الشرف وميدالية الحرية الرئاسية التي قدمها لها صديقها باراك أوباما في عام 2012 ، أصبحت أعمالها جزءاً من نسيج الحياة الأميركية كما تم إدراجها في مناهج المدارس الثانوية في جميع انحاء البلاد.
وصفت أسرة موريسون في بيان لها ،الكاتبة الراحلة بأنها "أمنا وجدتنا المحبوبة ": "وعلى الرغم من أن وفاتها تمثل خسارة فادحة ، إلا أننا ممتنون لها لانها عاشت معنا حياة طويلة ومتوهجة. و نود أن نشكر كل من عرفها وأحبها ، شخصيا أو من خلال عملها ، على دعمهم لنا في هذا الوقت العصيب. "
وقد ، أشاد بها الكتاب والسياسيون والممثلون. كتب المرشح الديمقراطي للرئاسة بيرني ساندرز على موقع تويتر: "اليوم فقدنا أسطورة أميركية. أتمنى أن ترقد في سلام "، في حين كتبت عضوة الكونغرس الديمقراطية إلهان عمر:" إنني احتضن في قلبي اليوم كل من تحدثت عنهم توني موريسون "
وتتذكرها المنتجة التلفزيونية شوندا رايمز بالقول : "لقد جعلتني أفهم أن" الكاتب "كانت مهنة جيدة. لقد عشت حياتي وأنا لا أرغب بشيء سوى أن اكون مثلها فقط. كانت الليلة التي تناولت العشاء معها ليلة لن أنساها أبدا.. ”وكتب الكاتب روكسان غاي:" هذه خسارة مدمرة لعالم الكلمات ، لفهمنا للسلطة وقدرها ، و لزراعة التعاطف ، ورواية القصص الثرية ، والدقة ، والأناقة. كان عملها هدية لكل من كان سعيدًا بقراءتها
يقع المنزل الذي وُلدت فيه موريسون في عام 1931 على بعد حوالي ميل من أبواب مصنع لورين للحديد في أوهايو - وهو أول سلسلة من الشقق التي كانت تعيش فيها العائلة بينما كان والدها يعمل في وظائف غريبة بالإضافة الى عمله في المصنع لكي يتمكن من تسديد إيجارالشقة . بعدها تولى وظيفة نقابية ثانية حتى يتمكن من إرسال ابنته إلى الكلية. بعد دراسة اللغة الإنجليزية في جامعة هوارد ، عادت توني موريسون إلى واشنطن العاصمة للتدريس وتزوجت من المعماري هوارد موريسون وإنجبت طفلين
في عام 1965 ، بعد زواجها بست سنوات ، انتقلت إلى ولاية نيويورك وبدأت العمل كمحررة. في بلدة سيراكيوز أدركت أن الرواية التي أرادت قراءتها لم تكن موجودة ، وبدأت في كتابتها بنفسها.
وقالت لصحيفة نيويورك تايمز في عام 1979: "كان لدي طفلان صغيران في مكان صغير ، وكنت أعيش وحيدة تماماً. كانت الكتابة بالنسبة لي شيئاً يشغلني في المساء ، بعد أن يكون الأطفال قد ناموا. "
أعادها الكتاب الذي تفتقده إلى محادثة أجرتها في المدرسة الابتدائية. في عام 1993 ، تذكرت كيف "شعرت بالجنون" عندما أخبرتها صديقتها أنها كانت تريد أن تكون لديها عيون زرقاء.
وكتبت موريسون عنه: "لقد اكتشفت ضمنياً إنها تحمل كره عنصري لذاتها". وبعد 20 سنة ما زلت أتساءل كيف يتعلم المرء ذلك. من أخبرها بذلك؟ من الذي جعلها تشعر أنه من الأفضل أن تكون شخصاً مسخاً عن طبيعتها التي ولدت بها ؟ من نظر إليها ووجدها مرغوبة جداً ، كانت صغيرة جداً على مقاييس الجمال؟ ا ".
كتبت رواية "بلوست آي"العين الاكثر زرقة في خمس سنوات ثم انتقلت إلى مدينة نيويورك وبدأت في نشر كتب أنجيلا ديفيز وهنري دوماس ومحمد علي ، لكنها لم تخبر زملائها عن روايتها الخاصة. خلال حوارها مع مجلة باريس ريفيو في عام 1993 ، أوضحت موريسون أن الكتابة كانت "شيئًا يخصني وحدي ".
"أردتها أن أمتلكها لنفسي" ،. "لأنه بمجرد أن تنشرها، فإن الآخرين سيشاركونك فيها".
نشرت روايتها العين الأكثر زرقة في عام 1970 وصدرت في البداية بالفي نسخة
حصلت موريسون على جائزة بوليتزر عن روايتها (بيلوفيد) "المحبوبة" عام 1988 التي أسهمت في تأهيلها لأن تصبح أول كاتبة سوداء تحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1993.
وتدور أحداث رواية (بيلوفيد) أثناء الحرب الأهلية الأميركية وتستند إلى قصة حقيقية عن امرأة قتلت طفلتها التي تبلغ من العمر عامين حتى لا تُستعبد، وقبض على المرأة قبل أن تنتحر وطارد شبح الطفلة، الذي أطلق عليه اسم بيلوفيد، الأم.
وتحولت الرواية إلى فيلم لعبت بطولته أوبرا وينفري كما شاركت في إنتاجه.
ونعى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الكاتبة في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر قائلاً: «كانت توني موريسون كنزاً وطنياً... كانت كتابتها تحدياً جميلاً ذا معنى لضميرنا وخيالنا الأخلاقي، يا لها من هدية أن تتنفس الهواء الذي تتنفسه، ولو لفترة قصيرة»
وفازت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1993 عن مُجمل أعمالها، ومن رواياتها الأخرى: ، نشيد سليمان، صولا، وطفل القطران. تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية
كانت "تونى" هى الطفلة الثانية من بين أربع أطفال فى العائلة، كانت تقرأ باستمرار ومن كتابها المفضلين جين أوستن وليو تولستوى، وكان والدها يروى لها العديد من الحكايات الشعبية عن مجتمع السود بطرية السرد القصصى، والتى ستؤثر لاحقا على أسلوبها فى الكتابة.

أبرز أعمالها

العين الأشد زرقة)1970)
سولا )1977)
أغنية سولومون )1977)
طفل التار )1981)
محبوبة )1987)
جاز )1992)
الفردوس )1997)
الحب )2003)
شفقة (2008)
البيت )2012)
ليكن الله في عون
الطفلة )2015)
عن الغارديان