شيخ الملحنين عبد الحسين السماوي

Wednesday 6th of March 2019 07:34:13 PM ,

عراقيون ,

صباح راهي العبود
يُعد الفنان عبد الحسين طاهرفلیح السماوي (حسین السماوی) واحداً من أبرز العازفين والملحنين في فترة ستينات وسبعينات القرن الماضي الزمن الذهبي للأغنية العراقية والذين قدموا أروع الألحان لأجمل قصائد غنائية وضعها شعراء الأغنية وملحنوها ذاك الزمان.

وعندما يُذكر هذا الملحن الرائع يتبادر إلى الأذهان أغاني عمالقة الغناء العراقي ياس خضر وفؤاد سالم وفاضل عواد وحسين نعمه وسعدي الحلي وحميد منصور وسعدون جابر وغيرهم ممن لحن لهم السماوي اغاني بقي الناس یطربون لسماعها لحد الآن وبذلك ترك بصمته في تاريخ الأغنية العراقية السبعينية ولیصبح أحد أهم فرسانها الرائعین .فمن منا لا يذكر أغنية سلامات لحميد منصور و ردتك تمر طيف لفؤاد سالم و ضوه خدك لفاضل عواد وتناشدني عليك الناس لسعدي الحلي وغيرها.
لم يكن رحيل الفنان السماوي في غربته القاتلة مفاجئاً للجالية العراقية في أستراليا ولا للعراقيين الذين عرفوا فنه العذب , فقد ودع الحياة فجر الأحد 26 / 8 / 2018 في سدني بعد أن أضناه المرض وأقعده الشلل وجعله طريح الفراش بسبب جلطة دماغية عانى من نتائجها على مدى عدة سنين غاب عنه خلالها كثير من المحبین والأصدقاء . ولم يحظ تشييعه ولا مجلس فاتحته مع الأسف بحضور رسمي من لدن القنصلية العراقية في سدني ولا من السفارة العراقية في العاصمة كامبيرا .كما كان من المتوقع حضورأعداد كبيرة من أبناء الجالية العراقية لمجلس الفاتحة التي أقيم على روحه الطاهرة في سدني وبالأخص الفنانين منهم. لكن الأمر بدا مخيباً للآمال مع الاسف من خلال العدد المحدود ممن حضر التشيع ومجلس الفاتحة بخلاف ما كان متوقعاً.
ولد السماوي في مدينة السماوة عام 1943 . تعلم القراءة والكتابة قبل دخوله المدرسة الابتدائية وعمره خمس سنوات عند الكتاتيب (الملالي) منهم الشيخ شهاب والشيخ محمد علي ,ختم القرآن الكريم خلال سنتين مضاها في الكتاتيب . بعدها أنهى فترة دراسته الابتدائية في مدرسة السماوة الابتدائية التي انقسمت آنذاك إلى أولى ومديرها الأستاذ وحيد ,وثانية ومديرها علي كاوي. وكان نصيبه في الأولى. أما المرحلة المتوسطة فقد أكملها في ثانوية السماوة. وخلال ذلك مارس الغناء والتمثيل ضمن النشاطات المدرسية الفنية والمسرحية .وقد اشتهر السماوي بجمال الصوت وحسن الأداء في أثناء تلكم النشاطات وظهر ذلك جلياً من خلال إجادته تلاوة آيات من الذكر الحكيم في مناسبات مختلفة . وهذا ما دعا والده لمحاولة توجيهه وجهة دينية رافضاً اقتراحات بعض المعارف والمقربين لتشجيع ولده على ولوج طريق الفن والغناء لأنه كان يأمل أن يصير ولده (روزخوناً) يعتلي المنابرالحسينية ويقدم للناس التوجيه والارشاد لأمور الدين والدنيا.وقد فشلت مساعي ومحاولات الوالد تلك إذ توجه عبد الحسين السماوي نحو الفن بكل رغبة واندفاع وكأن ثمة أمراً يسيّره ويدفعه بهذا الاتجاه ليقوده في النهاية إلى أعلى سلم مجده الفني.ولقد بدأ السماوي مشواره الفني بالصدفة قبل أن يشق طريقه إلى عالم الفن والألحان لأشهرالأغاني التي أداها أبرز المطربين فترة السبعينات من القرن الماضي .فبعد انهاء دراسته المتوسطة في مدينة السماوة قررالالتحاق بمعهد الصحة ببغداد لاختصار الزمن والتقاط فرصة سريعة للتوظف في دوائرالدولة بعد تخرجه المفترض من المعهد المذكور بهدف تحسين الوضع الاقتصادي الحرج لعائلته , لكنه اضطر لترك الدراسة بسبب الآلام والأوجاع المزمنة التي كان يعاني منها في كِليته. وبعد فترة وبتشجيع من أحد أصدقائه وبدافع داخلي قوي إلتحق بمعهد الفنون الجميلة في قسم الموسيقى والانشاد بعد ما علم بأن هذا المعهد يخرٌج معلمين لتدريس مادة الفنية في المدارس ويعلم العزف على الآلات الموسيقية وهذا عز الطلب ,وهكذا لعبت الصدفة لعبتها ليتوجه لدراسة الموسيقى وليصبح ملحناً مشهوراً فيما بعد واستحق لقب شيخ الملحنين لما قدمه من ألحان شجية ورائعة.وفي فترة دراسته هناك ظهر تأثره واهتمامه واضحاً بأغاني المطرب فريد الأطرش وعمالقة الغناء الآخرين التي كان يرددها بشغف داخل المعهد وخارجه اضافة إلى تأثره الشديد بالمطربين العراقيين الرواد مثل يحيى حمدي ورضا علي ومحمود عبد الحميد. وعلى الرغم من امتلاكه صوتاً فنياً جميلاً يؤهله ليكون مطرباً, لكنه قرر أن يكون ملحناً وعازفاً حسب وخاصة بعد نجاحه في تلحين أغنيتة ( تذكرأيامنا الجميله لو نسيت) قدمها صديق طفولته (حمودي شهيد) الذي دفعه وشجعه على تلحينها ( عُين حمودي لاحقاً معاوناً لمحافظ السماوة) وأداها بنجاح ملفت للانتباه المطرب الرائع داود العاني .كان هذا عام 1961 وهو لما يزل طالباً في الصف الأول من معهد الفنون الجميلة . وخلال دراسته في المعهد أظهر السماوي نشاطاً واضحاً خاصة في الصفين الثاني والثالث من خلال قيامه بتكوين فرقة انشاد من زملائه طلبة المعهد اسماعيل حسين من الحلة, نجم متي من بعشيقة,عدنان الحسيني من الحلة, عباس من الناصرية, رعد عبد الهادي من الموصل.هذه الفرقة أدت أعمالاً فنية عديدة بقيادة السماوي نفسه . كما أن نجاحه في تلحين أغنيته الأولى دفعته وهو ما زال طالباً لتلحين أغنية ثانية قدمها للمطرب ذاته وهي (حلوه حياتي وياك حلوه) من كلمات صديقه الشاعرالقدير(كريم محمد) والتي رفعت العاني إلى قمة مجده الغنائي .
بأغنية ( حلوه حياتي وياك) ولحنها الجميل الذي أثار الانتباه من حوله وهو مازال شاباً يافعاً لمع نجم السماوي وغدا الدرب سالكة للاحتكاك بالمطربين في الاذاعة والتعرف عليهم ويعود الفضل في ذلك للشاعر والكاتب جعفر الأديب الذي عرٌفه على كثير من مطربي الريف زمنذاك , ومع اتساع شهرته خاصة بعد النجاح الكبيرالذي تحقق بأغنية داود العاني إمتدت جسور التعاون بين السماوي والمطرب العاني والشاعر كريم محمد ليتمخض عنها ثلاثي فني أثمر (20) أغنية على مدى السنين التي تلت تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1963 .وبموازاة ذلك وبعد تعيينه معلماً في مدرسة قتيبة بن مسلم الابتدائية التي تقع قرب المعهد نفسه في بناية البلاط الملكي السابقة بمنطقة الاعظمية بدأ يتنشط ويقدم وبمهنية ممتازة ضمن عمله بدائرة النشاط المدرسي في تربية الرصافة ليصبح فيما بعد مشرفاً في مديرية النشاط المدرسي في وزارة التربية عام 1970 فأقام الحفلات في بعض المدارس مثل ثانوية الحريري للبنات في الأعظمية وغيرها من المدارس. وخلال تجواله هذا اكتشف أصواتاً جميلة وخاصة لدى الطالبات الذي أخذ يشجعهن على دخول ساحة الفن, كما كان يقيم حفلات خاصة بالمديرية والتي كان يحضرها الوزير والمدراء العامون في الوزارة ,وخلال هذه النشاطات لحن كثيراً من المسرحيات الغنائية ومقدمات المسلسلات . ولم تسنح له الفرصة للعمل رسمياً كموسيقي وملحن ضمن كوادر الاذاعة كي يحقق بعض من أحلامه ويسمو بفنه الموسيقي أكثر إسوة بالكثيرمن زملائه الفنانين أمثاله. لكن هذا الأمر لم يمنعه من الانتشار وتقديم أجمل الألحان التي توزعت على الغناء الريفي والمديني والبغدادي خاصة إلى جانب القصائد ,وتميزت أغانيه بالروعة بعد أن مزجها من روحه وأحاسيسه المرهفة متأثراً بطريقة رادود المنبر الحسيني المعروف عبد الزهرة الكربلائي وطريقة أداءه لتلك الردات بمقام الأوشار الذي أحبه السماوي وشغف به ,وكذلك الرادودين المشهورين وطن وعبد الرسول محي الدين من النجف . ومقام ( نغمة ) الأوشار هو مقام عراقي يُغنى خلاله عادة مختارات من الشعر العربي الفصيح أو البستات المحشورة فيها كلمات فارسية أو تركية مثل (علي جان ,جانم, خدانمان, أمان....).وتخلو الموسيقى المصاحبة له من الايقاع. ويُعد الاوشار من أروع النغمات العذبة الحزينة التي لايمكن أن يملها السامع, ولا يشبع من أدائها المطربون الذين يمتلكون قدرة صوتية مميزة. ولتقريب الفكرة إلى ذهن القارئ نسرد بعض الأمثلة من الأغاني الشهيرة التي أداها المطربون بنغمة الأوشار:- يا ربي عظمت ذنوبي للمطرب محمد القبنجي, يا حلو كلي شبدلك يا حلو كلي لعفيفة اسكندر, خيه لوصي الماي ما يسمع وصية لفؤاد سالم , تناشدني عليك الناس لسعدي الحلي, وأغاني ومقامات ناظم الغزالي الكثر في هذا الصدد مثل (خايف عليها , عيرتني بالشيب وهو وقار, لعلك تصغي ساعة , ميحانه ميحانه,أتدري لماذا يصبح الديك صائحاً ...
تميزأسلوب السماوي في التلحين باستلهام الفلكلور إذ وضع الحاناً ذات نكهة وشجن عراقي أصيل كانت حصيلتها مجموعة رائعة من أغاني أداها مطربون بشكل رائع . من ضمنها أغاني فؤاد سالم المسجلة في الكويت عام 1980 بالتعاون مع كمال محمد بُعيد مغادرتهما العراق في شريطيه الأول والثاني (ردتك تمرضيف , محلاها العيون و .....)
في تلك الفترة بدأ مشوار السماوي مع المطرب الناشئ القادم من الحلة سعدي الحلي بعد لقائه به عندما كان الحلي يعمل بدائرة السينما والمسرح فطلب من السماوي منحه أغنية يغنيها في حفل ستقيمه دائرته فكانت (تناشدني عليك الناس واتحير شجاوبهه) التي كتبها شاعر الأغاني المعروف محمد علي القصاب وغيرها من روائع سعدي الحلي.
وعندما تعرف السماوي على المطرب حميد منصور وجد فيه إنموذجاً ينسجم مع اتجاهاته لما يمتلكه هذا المطرب من صوت بحلاوة ريفية تأسر قلوب السامعين و بقرارات وجوابات غاية في الابداع والروعة .كما أن هذا الصوت يستوعب درجات عالية في السلم الموسيقي .وكانت أغنية (سلامات) بصمة واضحة في التاريخ الفني لحميد منصور إلى جانب الكثير من الأغاني التي لحنها السماوي له بعدما أصبحا ثنائياُ فنياً منسجماً رائعاً, وسجلت بعض تلكم الأغاني ضمن كاسيت لشركة بابل أبان الحرب العراقية الايرانية , وقد قاربت الأغاني التي لحنها السماوي لحميد منصور الثلاثين. ولعل أغنية سلامات التي كتبها كاظم الرويعي وغناها وأبدع بها المطرب حميد منصور غدت احدى روائع السماوي الجميلة.
المطرب عبد الزهرة مناتي صاحب الصوت الجميل الشجي حظي هو الآخر على اهنمامات الملحن حسين السماوي ولحن له مجموعة من الأغاني لعل أبرزها أغنية (سنين العمر) الرائعة التي كتبها الشاعركريم راضي العماري وأداها مناتي بتمكن جعلها من الأغاني التي شهد لها الناس بالروعة لما تمتلكه كلماتها من رومانسية عالية وجمال ,وما ترسمه من صورعشق جمیلة تمكن مناتي من إيصالها للسامعين بصوته العذب الشجن .
ثم تتابعت الألحان والأغاني الجميلة التي قدمها لأكثر من اثني عشرة مطرباً من الجدد بدأ أغلبهم مشواره الفني بها نذكر منهم إضافة إلى داود العاني كل من مظفر العبادي ( لا إنت ذاك فلان) للشاعر كاظم الناصري. ,سعدي البياتي (یا شوك) ,سعدي الحلي ,أحمد الشافي , كاظم حسين ( أكبر حب) ,صباح غازي ,فؤاد سالم ,عباس حسن (أصبح ملحناً فيما بعد) ,حسين السعدي, جاسم الخياط ,قاسم عبيد ,منير حساني,كمال محمد (معاتبین),عبد الأمير محمد وغيرهم من الشباب حينذاك. وكان رعد ميسان واحداً من هؤلاء الذين حظوا باهتمام الفنان السماوي. فلقد كان هذا صبياً وسيماً يافعاً يمتلك صوتاً جميلاً , وعندما اقترح بعض من الأصدقاء والمعارف على والده تشجيعه ليصبح مغنياً و يطلب من السماوي الاهتمام به وتدريبه على الغناء لما عُرف عن السماوی من أخلاق حسنة وسمعة طيبة تدخل الاطمئنان إلى قلب والد رعد , ومن ثم منحه أحد ألحانه ليجد فرصته في ولوج عالم الغناء وهي أغنية (ياريحانه) ثم أغنية ( رد مالك ملعب ويانه ) وهما من كلمات الشاعر المبدع جودت التميمي ,ثم أغنية (يابو طربيل) وبذلك صنع السماوي مطرباً آخر أضيف إلى قائمة من أعطاهم فرصة ليقدموا أغنيتهم الأولى. لذا يُعد السماوي صانعاً لمطربين أكدوا وجودهم في الساحة الغنائية العراقية .
إضافة إلى ما ذكرناه من أغاني لحنها شيخ المطربين نورد فيما يلي مجموعة أخرى من ضمن أكثر من (200) أغنية قدمها السماوي للمكتبة الغنائية العراقية الخالدة.
حميد منصور :- (سلامات) كتبها كاظم ناصر حسين, (يا معزهم) ناظم السماوي. ( شوكت ترجع) كريم راضي العماري. (على مهلك ) داود الغنام. (دكيت بابكم) كريم العراقي. (لالي وبعد لالي) كريم العراقي. ( تمنيت ما غنالي) كاظم الرويعي. (لو ما خطر على بالي) كاظم السعدي. إضافة إلى رد حبيبي و عينك علينه وخلهم يروحون وانتظار .وأغان أخرى منها أغنية ( يالداركم معموره خوفي على بتكم نوره ) التي أعدها السماوي أصلاُ لسعدون جابر ولم يغنها لظروف معينة.
فؤاد سالم :- (ردتك تمر ضيف) كاظم السماوي. صوت الغريب وضوه خدك.دكيت بابكم.
فاضل عواد :- حنه حنه. أشتاك إلك يا نهر. نوره .وضوه خدك.
عبد الأمير محمد :- (تمرين مرت غُرب. يل نسيتو . صوت النخيل).واغلب أغانيه الأخرى كانت من تلحين السماوي.
كمال محمد :-(ردي بينه). (يا دنيا كبرنه) عباس جيجان.( معاتبين) عبد الرضا اللامي.جدامكم.
ياس خضر :- صابرين.(على مهلك)
رعد ميسان غنى للسماوي ( يا بو طربيل الماشي. يا ريحانه. رد مالك ملعب ويانه ). ولسعدي البياتي أغنية حن ياليل و يا شوك. ولجاسم الخياط أغنية (صورة) كلمات جودة التميمي. وابتهال (ملكنا العزم ) من كلمات عبد المجيد الملا. وأغنية كاظم حسين (أكبر حب) . (شوكك لواني , لا إنت ذاك فلان ) لمظفر العبادي.
بعد صدور أمر تقاعده في تموز 1989 وجد السماوي نفسه يعيش في وضع اقتصادي آخذ بالتردي يوماً بعد آخر خاصة وأنه مسئول عن عائلة من خمسة أولاد وأربعة بنات هم طلاب مدارس وجامعات يحتاجون لمصاريف أثقلت كاهله. وبلغ الأمر ذروته مع بروز النتائج السيئة التي فرضها الحصار الاقتصادي الجائر على شعبنا المظلوم.وأمام هذا الضغط ضعفت إرادته فقرر مغادرة البلاد إلى الأردن أملاً في الحصول على فرصة عمل هناك وهو الفنان والملحن المعروف . وفي 16 نيسان من عام 1996 وصل عمان . وبعد أن طاب المقام هناك واعتدل المزاج بالحصول على فرصة عمل التحقت به زوجته واثنين من أولاده وثلاث من بناته وعلى مرحلتين عام 1997. وخلال سنوات استقراره في الأردن التي امتدت إلى عام 2002 قدم الكثير من الألحان لمجموعة من المطربين منهم فؤاد حجازي ونهاوند, وتلحين وتسجيل أغنيتين للمطرب علي العيساوي في ستوديو فرح ,وسجل إنشودة (سلاماً ياعراق) لأنوار عبد الوهاب التي تحكي مأساة الشعب العراقي منذاك وقد بثت في إذاعة صوت العراق الحر
بعد وصوله سدني واستقراه في أحدى ضواحيها. أول نشاط مهم قام به السماوي هو تلحين الأغاني ووضع الفواصل الموسيقية لمسرحية أخرجها الأسترالي جمبسون عام 2004. وهذه المسرحية تتحدث عن معاناة اللاجئن في مراكز الاحتجاز. وقد اختارالمخرج إحدى العوائل العراقية (عائلة العبيدي) التي وصلت استراليا عن طريق القوارب والتي نالها الشقاء والعذاب في مركز الاحتجاز. وكان لهذه المسرحية تأثيرها الكبير بين ابناء الجالية خاصة عندما ورد فيها فقرة تُظهر المحتجزين وقد خيطوا أفواههم استنكاراً لهذا الاحتجاز الجائرالذي دام لأكثر من (1000) يوم.أما المخرج فقد أعجب وجميع من شاهد العرض بالأداء الموسيقي للفنان السماوي. احدى الصحف المحلية في أستراليا كتبت عن هذا الحدث وعن موسيقى السماوي في 24/4/2004.
ولعل الوداعة والهدوء والمسار اللحني الملتزم بوحدة النص الشعري هو ما كان یميز روحية السماوي هكذا وصفه كل من عاشره من النقاد والمتابعين للفن.وكان له دور في التمهيد لتحديث الفن الغنائي العراقي مع نخبة من الملحنين الآخرين إذ عمل على جعل الأغنية الريفية مسموعة من لدن جميع أطياف الشعب العراقي.ويُعد أول من أدخل آلة السكسوفون للأغاني العراقية عن طريق أداء العازف (حميد) الذي يعمل الآن مع فرقة كاظم الساهر. كما أنه أول من أدخل آلة البزق في الأغاني العراقية العربية بعد أن كانت تعزف ضمن الأغاني الكردية ,وكان الدكتور فتح الله هو عازف ألحان السماوي على هذه الآلة.