هذا ما علق من ذكرى الأب يوسف حبي في ملفّات المؤرخين

Wednesday 31st of October 2018 07:09:09 PM ,

عراقيون ,

سامر الياس سعيد
لم يجمع عدد من الكتاب والمؤرخين من شهادة راسخة حول ما انجزه مؤرخ اهتم بكنائس مدينة الموصل حتى اضحى متخصصا بهذا المضمار مثلما اتفق هذا الجمع حول كتابات الاب الراحل يوسف حبي في هذا الشان حيث اصدر الاب المذكور الكثير من المؤلفات التي اهتمت بتاريخية تلك الحواضر مهتما بالشان الاساس بعمارة تلك الكنائس وتاريخيته مدققا بكل اروقته ليكتشف كنوزها التي حافظت عليها منذ الاف السنين

واضحت اثرا بعد عين بعد احتلال تنظيم الدولة الاسلامية فبكت تلك الكنائس لمرتين كانت الاولى لطمس معالمها التي اهتم بتدقيقها الاب حبي والثانية كون تلك المؤلفات التي انجزها الاب الراحل لم تلقى الصدى المسموع في اتجاه المهتمين والمتابعين باستثناء مبادرة اقدم عليها في هذا المجال الباحث والكاتب ادمون لاسو اذ قدم للمكتبة الثقافية عدة اصدارات تمحورت حول الكتابات والبحوث والدراسات التي انجزها حبي خلال سني حياته فنالت مثل تلك المبادرة الاستحسان المطلوب وكان لاسو اقدم على اعادة احياء ذكرى الراحل حبي برغم مرور عقد ونيف على رحيله..لم تمر تجربة الاب يوسف حبي البحثية مرور الكرام فاصدى حول ذكراه العديد من الكتاب فتوسع مثلا الباحث الموصلي عبد الجبار محمد جرجيس بسيرة حياة الاب الراحل من خلال اصدائه لسيرة زاخرة في كتابه الصادر حديثا حاملا عنوان (وجوه موصلية) اذ كتب جرجيس عن الاب حبي ما نصه وذلك في الصفحة 476 من الكتاب المذكور بان الاب يوسف حبي رجل دين مسيحي مثقف ويتقن عدة لغات يتميز بهدوئه وحسن اخلاقه وعلاقته الطيبة مع الاخرين والاصدقاء المحبين.

كنائس قديمة
عرفته (والكلام لجرجيس) منذ اكثر من اربعين سنة وكنت القاه في مقره في بطريركية الكلدان في محلة خزرج قرب كنيسة الشهيدة مسكنتة وهي من الكنائس القديمة جدا في الموصل كان يومها حبي رئيسا لمجلة بين النهرين التي صدر العدد الاول منها في الموصل سنة 1973 وتعددت زيارتي له وفي كل زيارة كنت اراه ذلك الرجل الذي يحب اصدقائه..ويتوسع المؤرخ عبد الجبار جرجيس بسيرة حياتية للاب يوسف حبي قبل ان يختتم شهادته تجاه ذكرى الراحل بالقول عرف الاب يوسف حبي في مدينة الموصل كابرز الوجوه الكنسية حيث كان يحمل صفات وطنية مشابهة لما حمله المطران سليمان الصائغ وينتهي المؤرخ جرجيس بالاشارة الى ان الاب حبي لم يكن متعصبا بل كان يعمل من اجل الحقيقة.. اما الاب سهيل قاشا فيورد سيرة يسيرة عن حياة الاب يوسف حبي من خلال كتابه المعنون مسيحيو العراق وذلك في الصفحة 331 حيث يقول بان ولادته كانت في الموصل وذلك عام 1940 وله دكتوراه في القانون الكنسي وقبلها ماجستير في الفلسفة واكثر من بلوم عال من روما وذلك في الفترة الممتدة ما بين 1962-1966 وهو عضو عامل في المجمع العلمي العراقي ومشارك في اربع من لجانه التاليف والترجمة والنشر واللغة والتراث وهو احد مؤسسي مجلة بين النهرين ورئيس تحريرها منذ صدورها عام 1973 كما له عضوية في اتحاد المؤرخين كما انه استاذ محاضر خلال 5 سنوات في جامعة الموصل وعالميا هو استاذ في المعهد الشرقي في روما وعضو شرف عدة مجامع عربية ومؤسسات وجمعيات دولية وهو احد ثمانية منظمين للمؤتمرات الدولية للدراسات السريانية والعربية والمسيحية ومسؤول لجنة النشر الدولية للنصوص القانونية المشرقية ونائب بطريرك الكلدان للشؤون الثقافية كما ينتهي الاب قاشا لذكر عدد من مؤلفات الراحل التي ناهزت على اكثر من عشرين كتابا.. هذه شهادتين من بين مئات الشهادات التي دونها التاريخ باتجاه الاب يوسف حبي الذي غادر حياة الفناء لحياة الخلود في حادث سير مؤسف في 15 تشرين الاول اكتوبر من عام 2000 تاركا في بساتين الكلمة عشرات الازاهير التي استقاها من عبق تاريخ وحضارة بينما بقي اسمه يطرز كراريس مجانية تتداولها الايدي كلما تقاطرت على حاضرة كنسية مثل دير السيدة او دير مار كوركيس او دير مار ميخائيل من عشرات الاديرة التي تناثرت في مدينة الموصل..