وداعاً وسلاماً للعزيزة بشرى برتو

Wednesday 21st of February 2018 06:19:23 PM ,

عراقيون ,

عادل حبه
وافت المنية في ليلة 13/11/2017 السيدة بشرى برتو الشخصية الديمقراطية والوطنية والشيوعية، والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة العراقية بعد مرض عضال عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاماً. ولدت الفقيدة بشرى في بغداد في التاسع والعشرين من كانون الأول عام 1933 في بغداد. والدها الشخصية الوطنية والديمقراطية القاضي الفقيد عبد الجليل برتو،

وزوجها الفقيد الدكتور رحيم عجينة القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي. والفقيدة بشرى برتو هي شقيقة كل من الدكتور فاروق برتو، أحد مؤسسي حركة السلم في العراق، وشقيقة المرحوم أميل برتو والفنانة المرحومة هناء برتو والمهندس عماد برتو والسيدة عوالي برتو.
أنهت الفقيدة دراستها الابتدائية والثانوية في بغداد، وحصلت على معدل متقدم في بكالوريا الثانوية مما أهّلها لتقديم أوراقها للقبول في كلية الصيدلة والكيمياء في عام 1951. قبلئذ شاركت بنشاط في وثبة كانون الثاني عام 1948 ضد إبرام معاهدة بورتسموث مع بريطانيا، وانخرطت بعدئذ في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. وبعد سلسلة الاعدامات والاعتقالات التي طالت قيادة الحزب وكوادره، انقطعت صلتها بالحزب لحين الشروع بلملمة قوى الحزب لتعيد الصلة في عام 1952، ومع اندلاع انتفاضة تشرين في نفس العام، التحقت بخلية نسائية تابعة الحزب بقيادة الفقيدة الدكتورة نزيهة الدليمي. وفي هذه الأثناء جرت التحضيرات لتأسيس منظمة ديمقراطية تحت عنوان"رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية"من قبل الدكتورة نزيهة الدليمي وأخريات، حيث شاركت الفقيدة بشرى مع مجموعة من الناشطات النسويات لكسب إجازة النشاط العلني.
وبسبب النشاط الذي خاضته الفقيدة خاصة في انتفاضة تشرين الثاني عام 1952، شرعت دائرة التحقيقات الجنائية بملاحقتها مما اضطرها إلى قطع دراستها واللجوء إلى سويسرا لإكمال دراستها الأكاديمية في نفس فرعها. أكملت دراستها في جنيف – سويسرا، وبالاقتران مع تطور الأحداث في وطنها العراق وانتصار الشعب العراقي في 14 تموز عام 1958، فقد دفعها هذا الحدث إلى العودة السريعة إلى العراق وخوض صفحة جديدة من النشاطها الاجتماعي والمهني والسياسي في الوطن. بعد عودتها إلى العراق، قدمت أوراقها للعمل كمحاضرة في كلية الطب في بغداد، وباشرت في هذا العمل. كما أنها خاضت غمار النشاط السياسي والاجتماعي والمهني في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية ونقابة المعلمين. وشاركت في أول مؤتمر لنقابة المعلمين العراقية وأول مؤتمر علني لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية، وانتخبت في قيادتها. كما شاركت في اللقاءات الدولية للمنظمات الديمقراطية التي عقدت بعد ثورة تموز.
أقترنت الفقيدة بشريك حياتها الفقيد الدكتور رحيم عجينة في 31 آذار عام 1960، ورافقته عند مغادرته العراق للعمل في سكرتارية اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي في بودابست. وساهمت بنشاط كبير في تحشيد المنظمات الدولية للتضامن مع الشعب العراقي جراء ما تعرض له في ردة 8 شباط عام 1963. وكان دورها ملحوظاً خاصة بما تمتلكه من مؤهلات إدارية وإجادة اللغات الفرنسية والانكليزية التي سمحت لها بالتخاطب مباشرة مع المنظمات والشخصيات الدولية، مما زادها خبرة في التعامل مع المنظمات الدولية وموقعاً فيها خدمة للشعب العراقي.
وبعد سنوات من الاغتراب القسري دامت خمس سنوات، عادت الفقيدة مع زوجها إلى العراق لتسهم في استعادة قدرات الحزب والمنظمات الديمقراطية، وبالتحديد رابطة المرأة العراقي، إيماناً منها أن لا ديمقراطية واستقرار دون توفير الحرية للمرأة نصف المجتمع. وجرى اختيارها للعمل أيضاً في مجلس السلم والتضامن العراقي في عام 1968. وتم انتخاب الفقيدة كمرشحة لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراقي عام 1976. وساهمت في عضوية اللجان المختصة بالنشاط الديمقراطي للحزب وتوجيه وإدارة النشاط الفني.
ولكن بعد وقت قصير، بدأ البعثيون العاملون في مجلس السلم والتضامن يضيقون ذرعاً بصراحة حديث الفقيدة حول المثالب التي تشوب عمل المنظمة مما اضطرها إلى ترك موقعها في المجلس. وترافق ذلك مع تدهور العلاقات بين الحزب الشيوعي والبعث وتجدد الممارسات القمعية ضد الشيوعيين العراقيين. عندها بادر الحزب إلى مطالبة قرينها الفقيد رحيم عجينة إلى مغادرة العراق برفقتها والاستقرار في باريس كضيف على الحزب الشيوعي الفرنسي. وشرعا بتنظيم حملة واسعة في فرنسا ضد الأعمال القمعية للسلطة البعثية ضد الشيوعيين والديمقراطيين والحركة القومية الكردية وضد كل معارضي البعث. وبادرت الفقيدة إلى جمع وثائق كثيرة حول الممارسات التعسفية لحكام البعث ضد الشعب العراقي ونشرتها في كتاب تحت عنوان"لكي لا ننسى».
وبناءً على قرار حزبي، تم ايفاد الرفيقين، الدكتور رحيم وقرينته، إلى اليمن لتمثيل الحزب الشيوعي العراقي لدى الحزب الاشتراكي اليمني في عام 1982. وبعد سنوات، شدّا الرحال إلى كردستان العراق للنشاط في صفوف الأنصار. وعملت الفقيدة بنكران ذات في صفوف الأنصار الشيوعيين، وكرّست كل طاقاته لتطوير اعلام الحزب في جبال كردستان.
وفي نهاية الثمانينيات، عملت في مكتب تنظيم منظمات الخارج للحزب، وواصلت نضالها الذي بدأته ضمن امكاناتها في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب العراقي حتى آخر حياتها. وقد ساهمت في المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي الذي انعقد في السنة الماضية في بغداد.
برحيل العزيزة والحبيبة بشرى برتو، فقد الشيوعيون والحركة الديمقراطية أحد رموز جيل الحداثة والتنوير، هذا الجيل الذي نما في ظرف عراقي ودولي اتسم بتصاعد قيم التنوير ومعاداة العسف والفاشية، قيم التحرر والتعايش ونبذ التكفير وانتهاك حقوق الانسان التي مارستها القوى الفاشية والنازية وقوى التسلط والاستعمار. هذه القيم التي انتشرت في العالم خاصة بعد دحر الفاشية والنازية، انعكست ايجابياً على المجتمع العراقي وأحدثت نهوضاً عميقاً في العراق برز بظهور هذا الجيل الذي تمثل الفقيدة جزءاً منه، جيل اجترح المآثر في وثبة الشعب العراق في كانون الثاني 1948 وانتفاضة 1952 و 1956، هذا الجيل الذي أفرز رموزاً بارزة في الفن والأدب، من أمثال جواد سليم ومحمود صبري وحافظ الدروبي وفائق حسن وعبد الملك نوري..إلخ، رموز سياسية من نمط متحضر وفريد من أمثال يوسف سلمان يوسف (فهد) وسلام عادل وغيرهم من الشخصيات الديمقراطية التي أثرت في محتوى العمل السياسي. إضافة إلى رموز في ميدان العلم والمعرفة من أمثال عبد الجبار عبدالله والمخزومي وعلي جواد الطاهر وفيصل السامر والقائمة تطول.
لقد كانت الفقيدة من هذه الطينة الغنية بكل نتاجاتها، فهي القارئة الدؤوب والمثقفة والإدارية والناشطة التي لا تتردد في القيام بأيّ مسعى نبيل خدمة لقيم الحداثة والتنوير والعدالة. هذه الصفات هي التي قادتها إلى معشر الحداثة والعدالة والتنوير، معشر الشيوعيين، وهي التي غرست فيها أعمق قيم الحب للإنسان وهي التي أكسبت الفقيدة مكانة وحباً خاصاً لدى رفاقها وأصدقائها ومعارفها.
لك أيتها الحبية كل آيات الود في فراقك الأليم، أرقدي بسلام في مثواك الأخير، ولعائلة آل برتو الكريمة وللعائلة الأكبر من رفيقاتك ورفاقك ومعارفك ومحبيك آيات من الصبر والسلوان.

لكي لا ننسى... تأليف السيدة بشرى برتو
أهدتني السيدة الفاضلة بشرى برتو مشكورة مؤلفها الوثائقي"لكي لا ننسى". وقد صدر هذا المؤلف عن دار سردم للطباعة والنشر في مدينة السليمانية، ويقع في 120 صفحة من القطع المتوسط. المؤلف هو في الواقع إعادة منقحة لكتاب سبق وأن أعدته السيدة بشرى"للجنة الفرنسية ضد الإرهاب في العراق»، والذي صدر في عام 1981 باللغتين العربية والفرنسية، تحت عنوان»نحن ندين». علماً أن النسخة العربية قد طبعت آنذاك على الستنسل، ولذا لم يتسن نشره على نطاق واسع.
إن المؤلف هو حصيلة جهد دؤوب وفريد للسيدة بشرى، حيث جمعت معطيات عن انتهاكات التعسف البعثي ضد العراقيين استناداً إلى ما نشرته صحافة المعارضة العراقية في تلك الفترة من دلائل حول الممارسات الاستبدادية لحكم البعث خلال سنوات حكمه الثاني من عام 1968 وإلى عام1981. ونشر هذا الجهد في وقت لم يتحدث أحد عن الفظائع التي كانت تحدث في العراق على يد حكام البعث. فالبعض التزم الصمت لدوافع انتهازية أو بسبب ما كان يدره النظام من أموال وعطايا على دول وأحزاب وصحف وشخصيات سياسية خاصة في البلدان العربية، أو لدوافع من الرياء والخشية من ردود فعل النظام الشريرة. ولم يكن بإمكان المؤلفة في كتابها تغطية معطيات كشفت لاحقاً وهي أشد فظاعة ارتكبتها هذه العصابة الحاكمة خلال السنوات اللاحقة والتي امتدت حتى عام 2003 وهو عام زوال هذا الكابوس المريع. ولذا اقتصر الكتاب على ما توفر للمؤلفة من معطيات لا تزيد على الألف نموذج فحسب، دون درج معطيات إضافية.
إن المؤلف بحق قد يكون الوثيقة الأولى والفريدة في حينها والتي تدون أحداث سوداء من تاريخ العراق. فقد زرع البعث في المجتمع العراقي كل ما يفتت هذا المجتمع ويشيع الفساد فيه، وطبق كل الاساليب العنفية والعدوانية والمخالفة لأبسط الحقوق الفردية والإنسانية، هذه الأساليب الوحشية التي تكشفت على السطح بعد سقوط النظام في عام 2003 والحصول على الوثائق التي تشير إلى ممارسات شائنة على يد هذه العصابة ضد العراقيين. هذه العصابة التي تتحالف الآن مع عصابات الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية الدولية من أجل إلحاق الدمار بالعراق وإعادة سطوتها على البلاد.
وهكذا تقدم المؤلفة نماذج غريبة من الممارسات القمعية التي شهدها العراقيون في ظل البعث مثل التنكيل بالعراقيين عبر استخدام المواد الكيمياوية علاوة على التعذيب الرهيب، وشمول النساء بالتنكيل على نطاق واسع، فضلاً عن الرجال في بلد تحرم تقاليده الإساءة الى الأم والأخت والمرأة عموماً. كما تطرقت المؤلفة إلى نماذج مدانة من التصفيات التي طالت العراقيين في مختلف مدن الدنيا وملاحقة العراقيين في مختلف بقاع العالم من الاتحاد السوفييي وإلى بلغاريا وحتى القارة الأميركية. ويضاف إلى هذا السجل الإجرامي لحكم البعث موجة التصفيات الجسدية في داخل العراق وخارجه لكوادر وشخصيات فلسطينية وسورية ومصرية وغيرها من رموز الثقافة والسياسة العرب، وبمن فيهم من كان في"ضيافة"البعث في بغداد. ولم تفت عن ذاكرة المؤلفة تلك القوانين الغريبة التي أصدرها الحكم الاستبدادي ضد كل من له وجهة نظر لا تتناغم مع البطش والاستبداد الذي طغى على العراق.
وربما يختلف هذا المؤلف عن ما صدر من دراسات وثائقية حول الطغيان البعثي في أن المؤلفة لم تتحزب لضحايا تيار معين دون ضحايا التيارات الأخرى، ولم تضف صفة احتكار التضحية والفداء للوطن بتيار سياسي أو طائفي أو ديني أو عرقي دون التيارات الأخرى. فقد عرضت السيدة بشرى أمثلة لضحايا من التيار الديمقراطي والشيوعي إلى جانب ضحايا التيار الديني والقومي العربي والكردي والتركماني والآشوري وغيرهم، إلى جانب ضحايا من نطق بكلمة من البعثيين أنفسهم وحذر من عواقب السير على طريق الاستبداد والعنف المنفلت ولقوا نفس مصير العراقيين الذين جاهروا بمعارضة هذا الحكم الغريب. فمن المؤسف أن المنظمات التي عملت تحت لافتة إنصاف ضحايا البعث في العراق بعد انهيار الطغيان في عام 2003 غالباً ما راحت تتاجر بضحايا من لون معين دون الآخر وانغمرت هذه المنظمات في عملية المتاجرة السياسية وحتى المالية الرخيصة بدماء الضحايا بشكل فتح الأفواه بالتشكيك بمصداقية وحقيقة ما جرى في العهد البعثي الأسود.
إن صدور هذه الدراسة الوثائقية المهمة تشكّل دعوة جادة نحو ضرورة جمع أكوام من الوثائق التي وقعت تحت أقدام"الحواسم"أو اتلفت وأحرقت بعد الإطاحة بالنظام البعثي، أو تداولتها بعض الحركات السياسية واحتفظت بها لحجب الحقيقة عن الرأي العام العراقي، أو وسيلة للابتزاز أو لدوافع أخرى، أو تلك الوثائق الخطيرة التي تبلغ عشرات الأطنان والتي نقلت إلى الولايات المتحدة بدون مبرر ويجب إعادتها إلى العراقيين. إن صدور هذا الكتاب هو أيضاً دعوة لتفعيل دور المركز الوطني للوثائق كي يبذل جهوداً إضافية لجمع هذه الذاكرة العراقية كي تطلع عليها الأجيال العراقية في مسعى لتفادي هذه الكارثة التي حلّت بالعراق والعراقيين، دون أن يعني ذلك إثارة حمى الانتقام ومد بساط الثأر، بل لكي يكون العراق في منأى عن احتمالات تكرار تجربة البعث المشينة ومجازرها ودمارها وحروبها العبثية.
كما أن صدور هذا الكتاب هو رد مفعم على تلك الأصوات التي تسعى إلى التستر على الجريمة ومنفذيها أو وضع المجرم والضحية على مستوى واحد كما يحلو لبعض من يدّعي أنه ممثل الشعب في مجلس النواب، أو أؤلئك الذين يضعون مسؤولية الجريمة، كما هو الحال في مجزرة حلبجة، على جهات أخرى غير الفئة التي حكمت باسم البعث لعدة عقود ظلماء.
كما أن هذا الكتاب هو أفضل جواب على البعض ممن كانوا متضررين من حكم البعث ولكنهم سرعان ما استداروا 180 درجة بعد سقوطه، وراحوا يتأسفون على سقوطه ويمدون الجسور مع فلول البعث وحلفائه الإرهابيين لإلحاق الأذى بالعراق والعراقيين والإطاحة بالفرصة التي توفرت للعراقيين ببناء دولة عصرية أساسها احترام القوانين وحرية الفرد العراقي. كما أن الكتاب هو خير جواب على تلك القوى المفلسة في بلداننا العربية التي تتباكى على نظام أمعن في ظلمه وتجبره وعرض العرب لأفدح الأخطار والأزمات التي مازالت تعصف بهم، ولكنها أي تلك القوى، مازالت مصرة على التستر على الظلم والاستبداد والتدمير الذاتي ورموزه بدلاً من رفع راية الحرية والديمقراطية والتسامح والبناء والحداثة وفضح كل من تتلطخ أيديه بدماء الشعوب العربية.
وهنا لابد في النهاية أن أشير إلى ما أوردته السيدة بشرى برتو بحق في آخر صفحة من كتابها:»هل ستضيع هدراً دماء ضحايا نظام صدام حسين وحزب البعث دون تعويض معنوي على الأقل بمحاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم وأولهم القيادة البعثية ومنفذو سياساتها القمعية، خاصة وأن حزب البعث نفسه لم يصدر حتى الآن أية مراجعة ذاتية أو اعتراف بمسؤوليته لما اقترفته طيلة سنوات حكمه بحق الشعب العراقي ولم يفكر حتى الآن بالاعتذار لهذا الشعب الصبور. والأنكى من كل هذا ما قام به أزلام صدام ووكلاء استخباراته بعد سقوط نظامه من تعاون مفضوح مع تنظيم القاعدة ومختلف القوى الإرهابية التي واصلت أعمال القتل ضد أبناء الشعب وعرضت أمن واستقرار البلاد إلى أكبر الأخطار».
وأخيراً لابد من تقديم آيات من الثناء للسيدة العزيزة بشرى برتو على مواصلتها الجهد لخدمة قضية الحرية والديمقراطية ورفعة شأن الإنسان العراقي وبناء العراق العزيز الذي هدمته معاول الطغيان والعسف. نعم أن الطريق هو تعرية ثقافة الاستبداد والطغيان المدمّرة التي وصفها مونتسكيو أحسن وصف حين قال:»موقف الطاغية، هو موقف ذلك الذي يقطع شجرة لكي يقطف ثمرة واحدة»، أو ما قاله عبد الرحمن الكواكبي:»ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، أو تعطيه مقاماً ذا علاقة بالله».