بشرى برتو – ائتلاق فوق سماء الوطن.. المرأة البطلة التي أحبّت أرض الرافدين

Wednesday 21st of February 2018 06:15:29 PM ,

عراقيون ,

ورقة من ذاكرة خابور النصير إلى"مرام"مع السلام والاحترام لها ولأهلها وذويها وكل الذين مشوا معها في الجبال الشاهقة.
حين التقوه مؤخراً في بودابست، قال خابور:"كانت الشمس قد مالت نحو المغرب وتصاحبها ريح رائدة تصطدم بالصخور الجلامد وتداعب أوراق أشجار البلوط عندما مر بي ثلاثة انصار وأنا جالس عند عين ماء،

وقالوا: ما خطبك؟ قلت: أنا صادٍ.. رغم أن عين الماء صددي. فقالوا: هات ما هو أكثر»!
فطفقتُ اتفكّر وانظر الى عنان السماء ثم الى عيونهم فعين الماء، وقلت:»لا يمكن ان يزول الحُباب عند النصيرات والانصار طالما هناك امرأة بطلة رأت ما تقدحه حوافر الخيل قرب قرية فيشخابور الهادئة، المنقبعة في صدر دجلة وهو يدخل أرض العراق مثلما ينقبع الحمام في وكره؛ وسارت بجوار أشجار الجوز في أربيل وبين صفوف النخيل في البصرة، ورسمت بذلك نوراً فوق الحركة الوطنية وقوس قزح فوق بيوت الذين ليس لديهم ما يكفيهم، والجيّاع والمهمشين في طول الوطن وعرضه؛ ولا يمكن أن يموت حب الوطن لأن هناك من يحمله ويدافع عنه ويبيّن للناس طعمه؛ ولا يمكن ان تموت الذكريات طالما التصقت هذه المرأة بسهول العراق وجباله فكراً وروحاً، وركبت الأخطار ولم تأبه بالأنظمة المتتالية وجلاديها، ولا بالمسافات والأسوار. كيف لا! وقلوب النصيرات والانصار تحتويها».
«إنها بشرى برتو"مرام"– المرأة التي رامت حرية العراق المثخن بالجراح ونكرت ذاتها لأكثر من ستة عقود من الزمن، وانتهجت سبيلاً صعباً وكانت على رِئاس من أمرها.. ولا غرو من ذلك. لقد بذلت كل ما في وسعها من اجل جلب السعادة الى نفوس كل العراقيين الذين كانوا في القرن الماضي ولا يزالون في الوقت الحاضر، بأمسّ الحاجة الى وطن ينعم بالحرية. واذكر انها قالت ذات مرة بحضور الدكتور رحيم عجينة ما معناه: اذا كانت الانانية عند القائمين على اعناق الشعب تقود الى كره الآخر وازالته من وجه الارض، فإن الانسانية تسهم في بناء المحبة التي تجعل الآخر يعرف أنه حر وله الحق المطلق في الحياة الكريمة».
«نعم، إن"مرام"امرأة من الطراز الرفيع، وكثيرة النوافل، ومجربة للأمور، وهي الصَنْوة التي عبرت جبالاً رائعاً منظرها، واحبّت بغداد بشكل منقطع النظير؛ ستظل دوماً ليس فقط في عقول النصيرات والانصار، بل وفي نفوس كل الذين عرفوها واحبوها.»
أمير يوسف