الطبيبة سانحة أمين زكي كفاءة عراقية نادرة

Wednesday 17th of January 2018 06:12:57 PM ,

عراقيون ,

رحيم احمد قادر
للانترنت حسنات لا تعد ولا تحصى هذا راي شخصي مع علمي ان هنالك الكثير لا يوافقني الرأي هذا. من حسناته كنت أبحث عن شيخ الجراحين العراقيين الدكتور خالد ناجي بسبب نقاش بيني وبين أحد الاصدقاء. وإذا بي اقرأ وفاة الدكتورة سانحة بلقيس محمد امين زكي استاذة مادة الفارما كولجي وعلم الادوية في كلية الطب يوم كانت كلية طب بغداد لا تضارع و يدنو احد منها بدون مبالغة حتى في الشرق الاوسط والتي أسسها الدكتور سندرسن طبيب العائلة المالكة

سانحة بلقيس (اسم مركب) وإبنة (محمد أمين) من مواليد بغداد عام 1920.شقيقتها الدكتورة لمعان امين زكي.. أول طالبة في الكلية الطبية الملفت للنظر ان عائلتها ضمت اصولاً عربية كردية تركمانية والكل (عراقيون). لها كتاب مذكرات طبيبة عراقية يؤرخ لأحداث محلية ويعرّف بشخصيات كثيرة. كانت شجاعة لأنها المرأة الوحيدة في الطبية آنذاك:. والدها كان ضابطاً في الجيش العثماني يوم كان العراق بولاياته الثلاث جزءاً من الامبراطورية العثمانية التي ما زالت تلقي بظلالها على الكثيرمن مفاصل حياتنا رغم زوال ذلك العهد. خريجة جامعة بغداد عام 1943 حصلت على ماجستير من لندن 1965 ذكر الكاتب (خالد القشطيني ان الدكتورة سانحة مزيج من (أجناس) الشعب العراقي. جمعت القوميات والطوائف. في ذلك الزمان كانت تمثل المرأة العراقية في تطلعها للحداثة والتطور رغم القيود المفروضة على المرأة. رغم انها كانت تذهب للكلية (بالعباءة).

طبيبة بارعة
شقيقتها ايضاً بارعة مثلها طبيبة أطفال (لمعان امين زكي) زوجها الدكتور سالم الدملوجي، ابنتها النائبة في البرلمان (ميسون الدملوجي) الكل جمعتهم هوية (العراق) كي لا ننسى المرأة العراقية لدينا من القديرات القاضية صبيحة الشيخ داود.كذلك اول وزيرة على مستوى الوطن العربي الدكتورة نزيهة جودت الدليمي،لدينا المعمارية العالمية زها حديد بنت الوزير محمد حديد. بالاضافة الى كتاب مذكرات طبيبة عراقية لها مؤلفات ضمن اختصاصها كتاب عن المخدرات وكتاب عن العقاقير.ان النساء المذكورات في هذا المقال كافحن كثيراً لاثبات دور المرأة العراقية وكفاءتها ومكانتها في المجتمع العراقي. يمكن عد النساء المذكورات رائدات حركة النهضة والتنوير العراقية الحديثة، ذلك الزمان الذي كان يحرم فيه خروج المرأة للشارع. في حينها المرحوم جميل صدقي الزهاوي نادى بتحرير المرأة من التقاليد المتوارثة فهو صاحب القصيدة اسفري يا أبنة فهر فالحجاب داء وخيم لم يرحمه المجتمع آنذاك واتهم بالكفر والزندقة وكافة الاوصاف السيئة. امتازت الدكتورة سانحة بذاكرة قوية وحب للحضارة والتطور واهتمام باللغة والشعر والتاريخ من جميل ماتقول الدكتورة سانحة ان استلام المرحوم فيصل الاول عرش العراق كان بداية جديدة عصريّة ومباركة للنساء بدأ انتشار التعليم وتحولت المرأة من طفيلي عاجز الى سيدة متعلمة تكسب رزقها بنفسها كالرجال. وتذكر ان بدايات النهضة النسوية في العراق وبدء المساواة بين الجنسين كان قريباً من البدان الاوربية، في مذكراتها تتألم بمرارة شوقاً الى العراق وتعتبر فترة الملكية قمة أزدهار العراق بدأ الخراب منذ البيان الاول في 14 تموز 1958 واعقبتها الانقلابات العسكرية تقول ماذا أقول لأحفادي اذا رغبوا للعودة الى العراق. أين تسكنون في شيعتنا، ام شيعستان، أم كردستان؟. تقول الدكتورة سانحة في سؤال عن الرجال الذين لهم دور في نهضة النساء وعلى التاريخ ان يذكرهم لمواقفهم الشجاعة في موضوع (الحجاب والسفور) معروف الرصافي، الزهاوي، الدكتور سامي شوكت، الصحفي روفائيل بطي، ساطع الحصري, خصوصاً ساطع صاحب الكتاب المدرسي القراءة الخلدونية واصراره على فتح مدارس لتعليم البنات. لنا الحق ان نفتخر بطبيبة عراقية حيث كانت عضوة مشاركة في لندن بمستشفى غراين بارنت،عملت في مستشفى الملك فهد في جدة – السعودية
في العراق عملت في الجمعية الطبية العراقية جمعية الهلال الاحمر جمعية اعمار الشمال في كردستان، الملفت للنظر لم تكتف الدكتورة سانحة بإختصاصها الطب والفارماكولجي فقط بل أخذت على عاتقها انتشال النساء من عصور الظلام الى عصور التنوير من خلال الجمعيات والمناسبات التي تتحدث بها. وانا اكتب عنها اقول لنفسي ما اروع العهد الملكي الذي انتج لنا هذه الطبيبة القديرة والقاضية صبيحة والوزيرة نزيهة وحتى بعض السنين من بعد 14/تموز/1958 كانت لدينا مُبدعات مثل ناهدة الرماح، زينب (فخرية عبد الكريم) في الفن.. نازك الملائكة في الشعر، الدكتورة سانحة أمين زكي المولودة في بغداد عام 1920 لحين وفاتها في 5/4/2017 لم تنس بغداد- وكانت تحدث كل زوارها عن بغداد في عصرها الذهبي التي كانت مزدهرة. ويمكن لهذا الجيل ان يعود للافلام التي نحصل عليها عن طريق الانترنت لنشاهد بغداد ونظامها في الشوارع، نظافة المدينة الطموح للوصول الى مستوى العواصم الكبرى. كل مبدعينا يتحدثون عن بلدهم العراق وعاصمته بغداد بالم ومرارة للذي يجري بها.

الكلية الطبية
سانحة احدى مبدعات العراق والكلية الطبية العراقية الزاخرة بالاسماء على سبيل المثال،سعد الوتري, وليد شوكت الخيال, فرحان باقر، جاك عبودي شابي، داود كباية (يهود عراقيون(. مكي الواعظ، طلال ناجي شوكت، آل البحراني محمود -زهير – احسان، كمال السامرائي. بهذه المناسبة أذكر الذين قسموا قسم التخرج من الكلية الطبية لخدمة الانسان المريض وليس المتاجرة به من خلال مافيات شركات الادوية وغيرها، حيث تكلف مراجعة المريض الى الاطباء مبالغ باهظة, الكثير لا يقدر على تحملها. رحم الله سانحة وغيرها ممن خدموا بلدهم مرضاة لله وليس للمال.