حوار مع المخرج والباحث المسرحي الدكتور فاضل خليل:نحن (الرعيل الثالث).. جيل أنموذج، للوطن وللانسانية

Wednesday 11th of October 2017 05:36:42 PM ,

عراقيون ,

فاروق اوهان
أولاً: في مصادر البحث
1 - كيف تتكون لديك فكرة البحث؟
ج – من المتابعات اليومية واكتشاف أو اقتناص ما يستوجب البحث.
2 – لماذا هذا الاختصاص بالذات، وليس غيره؟
ج – لأنه اختصاص يعوضك عن كل الاختصاصات. ونه اختصاص موسوعي.
3 – أبعاد مصادرك، وابتعادها عنك.

ج – أهم مصادري هو مخزوني المعرفي، وما يغنيه من مصادر حديثة وأكثر حداثة.
4 – معوقات واجهتك في البحث الميداني.
ج – اساسا لا أقدم على بحث فيه معوقات. وان صادفتني في المعوقات في منتصفه جعلت البحث مقالا، او أتركه.
5 – حدثنا عن المنهجية في كتاباتك. أو دراساتك.. وما هي ركائزها؟
ج – انتهج التفكيك، مع الوصف التحليلي، وفق أصولها، ومؤهلاتي في اتباع ما منحتني اياه الخبرة الطويلة.
6 – هل كان لديك هدف آخر غير كتابة رسالتك أكاديمية مثلاً؟
ج – لن همي الاكبر هو ان اطور عملي في الفن. اما الشهادة والبحث فهما اللذان يعطياني احقية البحث في اختصاصي والدفاع عنه.
7 – أين وضعت يدك؟ ومتى تمكنت من أولويات البحث؟
ج – تمكنت تماما من البحث العلمي، بعد 10 سنوات من حصولي على الـ PHD.
8 – هل ساعدك وجود أستاذ متمرس خلفك؟
ج _ لم أجرب ذلك. ولقب الاستاذ المتمرس في سياقاتنا تأتي تمنح بعد التقاعد لحملة لقب الاستاذية.
9 – ما الذي يجعلك تلم بجوانب بحوثك؟
ج – خبرتي.
10 – عندما تتحاشى ما يسيء. أو يشوّه. أو يبعدك عن هدفك في الرسالة؟ ما المعايير التي تحكمك؟
ج - لم أحاول يوما الابتعاد بسبب ما ذكرت، ولكني عندما يحصل عندي ما ذكرت بالسؤال واحتفظ الى حين. أما انشرها بشجاعة او اعدل بها.
11 – هل تعتني بالأسلوب الانتقائي لمادتك؟ أم كان هدفك أخذ عينات عشوائية؟
ج – نعم أعتني بالاسلوب واحاول ان اقترب من الشعرية في الكتابة. وغالبا ما تكون عيناتي قصدية.
في العملية لنقدية والتحليل :
1 - كيف تضع فسحة بينك وبين العمل الذي تحلله نقدياً؟
ج – لا ابخل بكل ما يجول بخاطري، حتى لو كان مخجلا.
2 – هل تتعامل معه تعاملك مع النقيض؟
ج – نعم.
3 – أم تأخذ طرفي المعادلة؟ والجانب الآخر؟
ج – ايضا آخذها، اذا تطلب الامر واقتنعت بها.
4 - من أين تناقش الإبداع الذي تحلله نقدياً.. بمعنى هل لديك وسيلتك الخاصة في التوجه
لعمل ما؟
ج – اناقش المواضيع من كل جوانبها التي تسمح بذلك، وامتلك الوسيلة الاهم في البحث : خبرتي ومخزوني المعرفي، وأهم المصادر.
5- هل من الواجب عليك تحليل كل ما تقرأه؟
6- هل لديك طريقة تتبعها في كافة تحليلاتك؟ أم تحب التغير بين فترة وأخرى؟
ج – بالتأكيد يحصل تغير، ولكني اتبع ما ذكرته في اجابتي عن الاسئلة 5 و 11.

في سياق التعريف بالكتب البحثية :

س1 – ما العناصر الأولية لكتبك؟
ج – لا عناصر فيها لكنها تصب في اختصاصي الدقيق العلوم المسرحية.
س 2 – إذا كانت الذاكرة.. فما هي، وأين تكمن؟
ج – ذاكرتي تختزل كل تجاربي وتجارب الأخرين.
س3 – أية أحداث تستقدمها لبحوثك.. وأي منها تتجنبه؟
ج – الأحداث التي عشتها والتي سمعت بها من ثقاة. لا أتجنب وثيقة.
س 4 – حدثنا عن كتابك الأول
ج – كتابي الأول منهجي لطلبة الاخراج – للمرحلة الرابعة عنوانه (الاخراج المسرحي – لطلبة الصفوف الرابعة). بدأ مشروعا تجمع من محاضرات يومية ألقيتها على لطلبة فجمعتها وطبعتها كتابا.
س5 – هل ساعدك وجود أرضية ما لتبني أفكار هذا الكتاب؟ أم أنه ضم ما أنتجته من مقالات لفترة تاريخية محددة.
ج – بالتأكيد، انها تجربتي الخاصة أولا وتجربة من عملت معهم أو شاهدت لهم.
س6 – وكيف تحولت إلى الكتاب؟
ج – مجموعة مقالات نشرت أغلبها في الصفحات الثقافية، ثم جمعتها فطبعتا كتابا. أسميه (مسرح ضد مسرح).
س7 – ما الذي تغير منهجياً، وعملياً في إنجاز الكتاب الثاني عدا عن العنوان، والموضوع.
ج – هناك فرق كبير بين الكتاب المنهجي التعليمي (الأول) والكتاب الثاني في الاختصاص الدقيق وبمسؤولية تامة عن الأفكار التي حملها الكتاب الثاني (مسرح ضد مسرح).
س8 – وطبعاً ربما انعكس الأمر في كتابك الثالث.. أو استمر؟
ج – كتابي الثالث هو ترجمة لكراس مهم صدر عن (ماكس راينهاردت)، ومجموعة ترجمات قصيرة مختلفة، أسميت الكتاب (ماكس راينهاردت ومسرح آخر).
يستمر التحاور فيما لو كان هناك أعمال أخرى، على نفس المنوال. في الكتب العشرة مثلاً. إضافة:
ج – انا لدي 3 كتب المذكورة فقط.

في التراث والتاريخ والسياسة :

1 - التراث كالنهر الجاري يجرف معه الغث والثمين. هل انتقيت فعلاً ما هو ثمين في بحوثك؟ وهل هو ثمين فعلاً ما انتقيته؟ برأي النقاد؟
ج – استلهام الموضوعات من التراث، هي ترقيع أملا في الحصول على هوية للمسرح. التراث لم يترك لنا مسرحية أو ما يشير الى وجود مسرح عند العرب – كوثيقة – واستلهام التراث هو صحوة متأخرة وحماسية لتلفيق تارخ عربي للمسرح. المسرح العربي بدأ مع تجربة (البخيل) المستفيدة من (البخيل) لموليير عام 1847.
2 – ماذا يعني التاريخ. والتاريخ العربي لك بالذات؟ ولأولادك؟
ج – التاريخ تاريخ، بالنسبة لي ولك وللجميع. وكل تاريخ يكتبه الأقوياء والحاكمين. أي أنه غير دقيق؟ اليس من الأفضل أن نصنع تاريخا أكثر صدقا وأمانه.
3 – ماذا تعني الذاكرة الجمعية بالنسبة لك؟
ج – الذاكرة الجمعية، ذاكرة انسانية، وهي حق عام.
4 – هل تحقق مشاريعك البديلة للوطن. كبديل على الورق؟
ج – كل مشاريعي للوطن، مادمت أحمل هويته. وبالتالي فهي ملك للانسانية، لأنني أؤمن بأن االانسانية تجمعنا.
5 – هل أنت سياسي. أم مفكّر عقلاني يفلسف النكبة العربية في مشروع ثقافي توثيقي؟
لست سياسيا، وانما أنا انسان يحمل أفكارا بناءة وليست هدامة، فيها الكثير من ألأفكار التقدمية.
6 – هل تمثل نموذجاً لجيل.. أم نموذجاً للوطن؟
ج – أنا جيل أنموذج، للوطن وللانسانية، أطلقنا على جيلنا (الرعيل الثالث) في المسرح.
7 – هل تعوّض عن الاضطهاد، وتحيز العالم ضدك كعربي عندما تكتب؟
ج – لم يحصل ذلك.
8– من أجاز لك. أو خولك للبحث في هذا الجانب؟
ج – لقد بلغت سن الرشد من أكثر من 50 عاما.

ثانياً: في مصادر العمل الإبداعي كممثل

س1 – ما العناصر الأولية لأعمالك الإبداعية؟ خصوصاً الأفلام.
ج - ولأنني أجهل المعنى الاصطلاحي الذي تعنيه في (العناصر)، لكن إجابتي هي أنني أهتم بمتطلبات البيئة والمجتمع.
س 2 – إذا كانت الذاكرة.. فما هي في ذاكرة الطفولة.. بإيجاز؟
أ – في حكايات الجدّات والآباء. ب – في الأمثال والأهازيج. ج – في القراءات التاريخية.. ولإعلام
ج 2 كل القديم تختزنه ذاكرتي بدقة، لكن ذاكرتي تعاف مخزوناتها الجديدة بأسرع وقت!
كل الحكايات والأمثال والأهازيج المعرفية الواقعية ولا أفرق بين حاضر وماضي، فجميعها من إبداع الخيال.أراها كما يتوجب النظر اليها. حتى أن شكل الله من صنع مخيلتي أراه بدقة، وكما صنعته وكنت أتخيله وأنا صغير.
س3 – من هم أبطالك.. ومم يتشكلون؟
ج 3 أبطالي كل الناس غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم، أنصارهم وأقف معهم رغم ثقتي بعدم القدرة على انتشالهم من خوفهم أو مصيرهم.
س 4 – أية أحداث تستقدمها أفلامك.. وأي منها تتجنبه؟
ج 4 أفلامي هي كل ما يحقق لي الاختصام مع الجمال كي يضيف لي، وأبتعد عن أفلام القسوة وخوف الأطفال.
س 5 – هل للذاكرة (الدينية، القومية، الإثنية) إسقاط؟
ج5 كرهتها لكثرة ما أسئ لها حاضرا!
س6 – ما تفسير المواطنة بالنسبة لك؟ وكيف تعبر عنها في أفلامك؟
ج6 أنا من أبناء الوطن، الذي يحقق لك المساواة والمحبة ويمنحك فرصة العمل المبدع.
س7 – حدثنا عن الفيلم الأول.. عندما بدأت كمشروع؟
ج7 الفلم الأول ممثلا وبالضبط (كومبارس) في فلم الحارس، كان مثل دعابة، دخلته وأنا مغمض العينين، لأنه كان في السنة الأولى من دراستي الأكاديمية.
س8 – هل ساعدك وجود أرضية ما لتبني أفكار هذه الفيلم؟
ج8 بالتأكيد، لقد ساعدني حبي للقائمين على انجازه بإمكانات متقشفة جدا.
س 9 – وكيف تحولت إلى الفيلم الثاني؟
ج9 الفلم الثاني كان (الرأس) الذي يتحدث عن سرقة رأس الملك سنطروق، من أثار (النمرود) تجربة دخلتها بوعي متقدم.
س 10 – وطبعاً ربما انعكس الأمر في فيلمك الثالث.. أو استمر؟
يستمر التحاور فيما لو كان هناك أعمال أخرى، على نفس المنوال.
س11 – أين تقف من هؤلاء:”أسماء ثلاثة مبدعين سينمائيين”تختارهم أنت على سبيل المثال؟
1 – ما العناصر المشتركة بينهم؟ 2 – ما العناصر المشتركة بينك، وبينهم؟
3 – هل استفدت منهم في مشروعك السينمائي؟
ج11 محمد شكري جميل، فيصل الياسري، عبد الهادي الراوي، خليل شوقي.
شوقي الماجري، باسل الخطيب، فؤاد التهمي.
فليني، فايدا، فرانسيس فورد كوبولا، اليا كازان.
ألتقي معهم جميعا في كونهم تجاوزوا التوق إلى المال أو الشهرة، لأنها برأينا أهداف غير سامية.
هؤلاء ومن عمل معهم في التخصصات المكملة هم عالمي الذي بقيت أطمح اليه، أمسك به أحيانا، لكنه في أحايين كثيرة، بعيد المنال.
س 12 – أية متعة حسية تراودك، وأي مستوى فكري يخامرك، وأنت تعمل على فيلمك، وفيما بعد أن تنجزه.
ج12 – أعرفها، ولكن لا أستطيع وصفها، كما في تعريف مصطلح الزمن، أعرفه لكني لا أتمكن من إيصال معناه اصطلاحا.
س13 – في الأعمال السينمائية، وإبداعاتك: من تصارع في مشروعك؟ وإلى ماذا تريد الوصول؟
ج13 – الوصول إلى ما يرضي الذات مؤقتا.
س14 – هل تتركز أفلامك حول المحنة الإنسانية كتعويض عن فقدان الوطن في الغربة”السؤال للمغترب»؟
ج14 نعم، وخصوصا الشعور بالغربة المعذبة داخل الوطن.
س15 – وفي العودة للعناصر : ما أهم العناصر التي تريد تجسيدها في إبداعاتك:
أ – النقيضان. ب – المتعايشان. ج – المساومان. د – المتناحران. هـ – الفأر الذي غلب القط. و – الكاذب، والصادق. ز - المفتري، والمفترى عليه
ج15 - كل ما من شأنه تأجيج الصراع..
س16 – هل تفتعل حدثًا متخيلاً في أفلامك، أم تبنيها على حادثة وهمية. أو واقعية. وما الأسباب؟
ج16 - أنا أؤمن بأن المتخيل والحلم والخارج عن المألوف، جميعها أعمال واقعية، انطلاقا من أن الجميع يروون الواقع كما يحلو لهم، على سبيل المثال : فان سلفادور دالي يرى الواقع (حلما) سرياليا.
س17 – وعلى الصعيد الفكري ما تفسير المواطنة بالنسبة لك؟ وكيف تعكسه في أفلامك.
ج17 - المواطنة بالنسبة لي هي العمل في جو من الدفء والطمأنينة والسلام.
س18 – وأنت تنجز أفلامك هل أنت عادل في أحكامك،، ونواياك تجاه الآخر؟ وتجاه نفسك؟
ج18- حين أشعر بالخلل وعدم العدل، عند ذلك أتوقف.
س19 – في أفلامك أية عدالة تريد أن تكون في هذا العالم؟ وكيف تصوغها؟
ج19 - عدالتي أنا.
س20 – أي نوع خاص من اليوتوبيات تشكلها في أفلامك،، أو تريد تشكيلها؟
ج20 - يوتوبيا التي يفرضها من لا يحسن استخدام السلطة، وخصوصا في بلداننا.
س21 – هل تجيز لنفسك محاكمة الذات في أفلامك.. أو تحاور الآخر فيك، أو خارجك؟ دون تخويل؟
ج21 - نعم، لكنني لا أتباهى بها، فهي لا تعني الشجاعة.
س21 – وفي الأفلام التسجيلية من خولك في هذه المحاكمات التي تقيمها في أفلامك؟
ج21- أخولها لنفسي بعد أن أفترض العدالة التي أريدها.
س21 – هل تنوي إعادة أعمالك من جديد وماذا تعيد فيها. أوتضيف لها. أو تشطب منها، ولماذا؟
ج21 - لا أميل إلى أعادة القديم من أعمالي. ولم يحصل على الإطلاق أنني أعدت عملا قدمته.

(*) ملاحظة من د. فاضل خليل: المخرج هو الناقد الأهم في المسرح، فهو الذي يكتشف العيوب في كل تمرين ويصلحها، ويؤكد الحسنات ويثبتها. – اقتضى التنويه في تغيري للناقد، بالمخرج الناقد.

عن موقع فنون الالكتروني