عيد ميلاد سعيد لـ «الخوف من الطيران».. للعام الثلاثين

Saturday 29th of July 2017 07:02:13 PM ,

ملحق اوراق ,

إريكا يونغ
ثلاثون عاماً! أكاد لا أصدق أنه مرّ ثلاثون عاماً على صدور «الخوف من الطيران». إما أنَّ الزمن وهمٌ (كما اعتقدتُ دائماً) أو إنني كنتُ طوال تلك المدة نائمة كما فعل ريب فان وينكل. إنَّ الفتاة التي ألَّفت هذا الكتاب أصغر سناً من أنْ تكون ابنتي.

إنني ألقي نظرة إلى الماضي بحنوّ. كم كانت مهووسة. إنَّ الهورمونات الجامحة تهيمن على حياتها. ولطالما عشقتِ الرجل غير المناسب ولطالما كتبت كُرهاً عن ذلك. أريد أنْ أقول لها: «على رسلك، اهدئي، تأمّلي، مارسي اليوغا، وسوف يُصبح كل شيء على ما يُرام»، لكنها لا تسمعني. وليست هناك آلة زمن تعود بي إليها لأعيد النظر في محتويات مخها المزدحم. ولو كان لها وجود، لما رأى هذا الكتاب النور.
إنَّ حقبة العشرينيات من العمر مسعورة كحقبة المراهقة. إنَّ في داخلك صوتاً لا يني يردّد أريد، أريد، أريد، لكنكِ لا تعرفين ماذا تريدين أو كيف تحصلين عليه. إنكِ تكادين لا تعرفين مَنْ أنتِ. إنكِ تعيشين بالغريزة. وغريزتك في الغالب تدفعكِ نحو خوض مغامرات لن تُحيطين بمغزاها إلا عندما تعودين بذاكرتك إليها. إنَّ الحياة لا يمكن فهمها إلا باستعادة ذكراها.
إنَّ إيزادورا تريد أنْ تحب، ولكن كيف في وسعها أنْ تتعرَّف إلى الحب في حين أنَّ جنون الحب يُعميها؟ إنَّ طموحها عنيف لكنَّ أخيلتها الرومانسية تعترض طريقها على الدوام. إنها تريد أنْ تتحرر من أبويها، تريد أنْ تعثر على نفسها – ومع ذلك تقودها قِوى عائلية لا تفهمها فهماً تاماً. إنها تريد أنْ تتحرر من القيود لكنها دائماً تقع أسيرة صور جديدة للأشراك القديمة نفسها. إنها تهرب من طغيان رجل لكي تقع في طغيان آخر. في الغالب تتعرّض لطغيان اضطرابها العصبي. إنها تريد كل شيء في الحال. إنها لا تتصف بصفاء النفس. وترغب بقوة في أنْ تُصبح كاتبة لكنها غير قادرة على الجلوس بهدوء.
إنَّ قلبي يتعاطف مع نساء في عشرينيات أعمارهن – بينهم خليقتي، إيزادورا وينغ. دعيني أحاول أنْ أعود في الزمن وأتذكّر كيف اخترعتها.
في أواخر حقبة الستينيات، وأوائل السبعينيات، كنتُ في الأساس طالبة تكتب الشِعر. مُرشّحة لنيل درجة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي في القرن الثامن عشر من جامعة كولومبيا، وكنتُ أيضاً أُدرِّس في سيتي كوليدج في نيويورك. كنتُ أجرّ قدميّ جيئة وذهاباً من الشارع رقم 116 وبردواي إلى الشارع 135 وجادة كوفنت حاملة حقيبة مترعة بدفاتر امتحان الطلاب الزرقاء في الأدب الإنكليزي من تشوسر إلى بوب ودفاتر الإنشاء لطلاب السنة الأولى. كنتُ مُثقلة بالعمل، ولا أتلقّى راتبي وشديدة القلق على مستقبلي. وكنتُ قد مررتُ مؤخراً بتجربة مُدمّرة من رعاية حبي الأول جراء إصابته بنوبة من انفصام الشخصية قضت على زواجنا. أردتُ أنْ أصبح كاتبة ولكن لم أكن أعلم كيف أبدأ. بين دورات التخرُّج وممارسة التدريس، كنتُ أؤلف القصائد – لقد برهن الشِعر على أنَّه عصب إبداعي في الحياة حتى يومي هذا – ولكن لم يكن يتوفر لي الوقت لأباشر تأليف الرواية التي طالما تقتُ إلى تأليفها. أو لعلي كنتُ فقط خائفة. وإذا كانت قصائدي مقروءة، فإنَّ قرّاءها كانوا قلّة قليلة. كان يمكن للرواية أنْ تقدّمني بوضوح أكبر للجمهور العريض.
لقد أحببتُ طلابي في سيتي كوليدج في نيويورك، لكنني لم أكن متيقّنة من أنَّ برنامج درجة الدكتوراه في كولومبيا كان مناسباً لي. لقد أردتُ أنْ أؤلِّف كتبي الخاصة بدل أنْ أقرأ كتب أشخاص آخرين عن كتب تتحدث عن كتب؛ كنتُ فتاة شديدة البراعة وطالبة بالإكراه بحيث ما كان يمكن أنْ أبقى أفوز بالمنح الدراسية. بل لم أرغب في ذلك حقاً، لكنني لم أتحلَّ بالشـجاعة لأتخلَّص من المجال الأكاديمي.
وكما يحدث مع الكتّاب جميعاً، كنتُ مرعوبة من السير في الشارع وأنا عارية. وكما يحدث مع الكتّاب جميعاً، خشيتُ أنْ أكون محتالة. لقد بدت الكتابة عملاً ينطوي على مُخاطرة. وبدا التدريس عملياً. كيف كان لي أنْ أعرف أنَّه سيتّضح أنَّ حياتي هي النقيض الصحيح؟ لقد أردتُ أنْ أؤلف الرواية لتكون نهاية الروايات كلها، لكنني خشيتُ أنْ أفشل، أنْ أسقط، أنْ أطير.
لذلك فعلتُ ما كنتُ دائماً أفعل في تلك الأيام عندما أقع في مأزق. ووقعتُ في شِباك حب رجل ظننتُ أنه شكَّل بالنسبة إليّ مهرباً.
إنَّ المهرب – سواء اتّخذ شكل زواج أم جيشٍ أجنبيّ – وهْم. كلنا نعلم أننا نحمل أنفسنا معنا أينما ذهبنا. ربما بدا زواجي الثاني من طبيب نفسي شاب (بعد الزوج المُصاب بانفصام الشخصية، بدا أنَّ الطبيب النفسي شخص آمن) وسيلة للهروب ولكنْ اتّضح أنه دفعني من جديد إلى الغرق في نفسي.
كانت الحرب الفيتنامية دائرة في عام 1966، لكننا لم نكن نعي ذلك. اختير زوجي الثاني في أول قُرعة للأطباء أُجريَتْ منذ الحرب الكورية للالتحاق بالجيش. لقد اختار أنْ يمنح الجيشَ ثلاث سنوات من حياته لكي يتمكن من الذهاب إلى أوروبا وليس إلى فيتنام – ولحقت به.
عندما وجدتُ نفسي في هايدلبرغ، ألمانيا، بعيدة عن والديّ، ومدرسة التخرّج، وأصدقائي في نيويورك، بدأتُ أكتب وكأنَّ حياتي كلها تعتمد – بالمعنى الحرفي للكلمة – على ذلك. لقد كانت الكتابة بمثابة ممارستي للتأمُّل، وسلامة عقلي، ومهربي، وعودتي إلى منزلي. ألّفتُ الشِّعر، والقصص القصيرة، وأجزاء من روايات. في المعتاد كنتُ أخاف أنْ أُنهي أعمالي القصصية لأنَّ إنهاءها يعني ضمناً الحُكم عليها. ولم أكنْ مستعدة لسماع الحكم عليّ. (وهل يُصبح المرء أبداً مستعداً لذلك؟). ومع ذلك، اكتشفتُ في نفسي وأنا في هايدلبرغ عِناد الكاتبة؛ اكتشفتُ طاقتي على الجلوس بهدوء، والعيش على مدى سنوات من دون التزود بالمعلومات، أو التمرّغ في بذخ كهف الذات السـرّية حيث يعيش الكاتب في الغالب.
قرأتُ وقرأتُ للكتّاب الذين طالما أحببت مؤلفاتهم، وجعلتهم أساتذتي. وعثرتُ على مُحلل نفسيّ يتحدث الإنكليزية ساعدني على حل الأنماط المُدمّرة للذات التي كان يمكن لولا ذلك أنْ تُفسِد حياتي.
لقد وضع غراهان غرين، الذي وصفَ حياة الكاتب بأنها «شبه حياة»، عنواناً للجزء الثاني من سيرته الذاتية هو «أساليب الهروب». الهرب هو أسلوب الكتّاب في العمل. إننا نحاول أنْ نهرب من أنفسنا لكي نعثر عليها. وهذا ما كنتُ أفعل في هايدلبرغ خلف قناع زوجة طبيب في الجيش.
إنها حقاً شبه حياة. إنَّ الحياة التي تُعاش على طاولة الكتابة أشدّ حيوية بكثير من الحياة بعيداً عنها. خلال سنواتي الثلاث في هايدلبرغ وجدتني أؤدي أعمالاً كثيرة أخرى – التدريس، الكتابة لصالح مجلة سياحية، الخضوع لجلسات تحليل نفسي – ومع ذلك عندما أستعيد ذكرى تلك السنوات، أتذكر دائماً نفسي جالسة على طاولة الكتابة في غرفة النوم الثانية المُعتمة في المُجمَّع السكني الكئيب الخاص بالجيش حيث كنا نُقيم. قرأتُ بنهم وكتبتُ دون توقف. والأعمال المنزلية والتدريس والكتابة لصالح المجلة التي كنتُ أُثقِلُ بها على ممارستي الكتابة كلها تلاشت تقريباً بالمقارنة مع ذكرياتي عن نفسي وأنا مُنكبّة بانضباط ذاتيّ فوق تلك الطاولة.
السنوات من 1966 إلى 1969 كانت حيوية في هايدلبرغ – وفي العالم. فقد نزل طلاب جامعة هايدلبرغ في مسيرة إلى شارع هاوبتشتراس يهتفون: «هو هو هو تشي مينه» ورموا حجارة على رجال الشرطة كما فعل زملاؤهم في باريس. وكانت حبوب الهلوسة واسعة الانتشار؛ والجو يعبق بآثار الثورة الجنسية والاجتماعية.
على الرغم من مصادر الإلهاء هذه التي تؤثر في العقول – واغفر لي هذا التعبير – صممتُ على العودة إلى نيويورك مع مخطوط كتاب يستحق النشر. واحتفظتُ بوعدي لنفسي.
رجعتُ في عام 1969 مع ديوان شِعر تحول خلال العام التالي أو نحوه إلى «ثمار وخضروات»، أول كتاب لي، ونُشِرَ في عام 1971. ولكن بين أمتعتي كانت هناك أيضاً بذور كتاب «الخوف من الطيران» تنبُتْ.
في هايدلبرغ، كنتُ أعمل على تأليف رواية تُدعى «الرجل الذي اغتال الشعراء». بطل الرواية شـاب مجنون ينطلق ليقتل طيفه لكي ينتحل قِواه الإبداعية. لماذا أؤلف رواية تُروى بلسان مجنون؟ من الواضح أنني كنتُ أحاول أنْ أعالج جراح زواجي الأول بعبارات أدبية. حينئذ كان نابوكوف هو كاتبي المفضّل وكنتُ أناقش أحد مواضيع نابوكوف. خلف تلك الدوافع كان هناك دافع أكثر أهمية بكثير. كنتُ مُقتنعة بأنه لا توجد أية رواية مكتوبة بوجهة نظر أنثى يمكنها أنْ تحمل الختم الأدبي الذي تقت إليه.
ها هنا شيء يبدو مُدهِشاً عند استعادة ذكراه. في تلك الأيام كانت الكاتبات غير مرئيات في وضح النهار. أذكرُ أنني بحثت عن كتاب نقديّ حول إيميلي ديكنسون في مكتبة بتلر في جامعة كولومبيا وعثرتُ على سلسلة من الكتب تحت عنوان «أدباء أميركا من الرجال». كانت كتب جين أوستن وشارلوت برونتي تُقرأ ككلاسيكيات خالية من الحياة وليس بوصفها من تأليف امرأتين من لحم ودم. كانت إديث وارتون تُعتَبَر أقلّ شأناً من هنري جيمس. وفي كلية بارنارد من عام 1959 إلى 1963 كنا لا نقرأ تقريباً لأية شاعرات أو روائيات – على الرغم من أنَّ الكليّة كانت ولا زالت معروفة بتشجيعها للتميُّز النسائي، وقدَّمت كوكبة مذهلة من الكاتبات المُبدعات: مارغريت ميد، زورا بيل هيوستون، هورتنس كاليشر، بلفا بلين، روزالين براون، ميري غوردون، آنّا كويندلن، إدويغ دانتيكات – فقط على سبيل المِثال. وعلى الرغم من هذا السجل، فإنَّ الشِعر الحديث في كلية بارنارد في أيامي كان يعني ت. س إليوت، و. هـ أودن، وإزرا باوند. والرواية المعاصرة هي فلاديمير نابوكوف، وبرنارد مالامود، وشاؤول بيلو. والكاتبات كنَّ محصورات بفئة الثقافة الرائجة. لم يكن يُسمح لهنّ بالظهور إلا في مجال قصص الألغاز، والروايات الرومانسية والتاريخية، بل كان يتم التساهُل معهن عندما يكسبن مبالغ طائلة ما دمن لا يرتقين إلى مرتبة الأدب. ولكن إنْ أردتِ أنْ تُعاملي بجديّة، فعليكِ أنْ تكوني ذَكّراً. (نعم، كانت هناك بعض الاستثناءات – مثل ميري مكارثي – ولكن معظم النساء الكاتبات [الدخيلات على حقوق الرجال] كنّ يختبئن في فئة الأدب الشعبي الخاصة بالنساء).
في أثناء كتابتي قصائد من وِجهة نظر أنثى، كنتُ أؤلف رواية من وجهة نظر ذكر. ولأنَّ الشِّعر سرّيّ وغير مقروء على نطاق واسع، سمح لي أنْ أقوم بتجارب بصدق أنثويّ. ولأنَّ أدب النثر شائع، قادني إلى تلبُّس ثوب الروائي الذَّكر.
لذلك رجعتُ إلى نيويورك في عام 1969 مع ديوان شِعر وجزء من رواية. رجعتُ من جديد إلى جامعة كولومبيا، ولكن هذه المرة ليس إلى برنامج نيل درجة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي في القرن الثامن عشر بل إلى مدرسة الفنون، لكي أدرس كتابة الشِعر مع ستانلي كونيتز ومارك ستراند. ورحت أهذب ديوان شِعري الأول وأشذّبه، إلى أنْ وجد في نهاية المطاف ناشراً في هولت، راينهارت ووينستون.
نُشِرَ ديوان «ثمار وخضروات» في ربيع عام 1971 – أيام طيش الكتابات النسائية. فقد شرّعت آنْ سكستون وسيلفيا بلاث أبواب الحنق الشِّعري الأنثوي واسعاً. وكان كتاب «الأنثى الخصيّ» من تأليف جرمين غرير قد أيقظ الوحش الكامن في غضب المرأة. (وبسبب جرمين غرير، أردنا جميعاً أنْ نتذوق طعم دماء حيضنا). والنجاحات التي حققتها كتب «مذكرات ملكة حفل تخرُّج سابقة» من تأليف أليكس كيتس شولمن، و«أصدقاء صدوقين» من تأليف لويز غولد، و«يوميات ربّة منزل مجنونة» من تأليف سو كوفمان، كشفتِ النقاب عن جوع نهم إلى روايات تجارب النساء. وفجأةً، أضحت حياة النساء – ومؤلفات النساء – تتصدر الأخبار.
لا ريب في أنَّ ديوان «ثمار وخضروات» استفاد من هذا السحر. إذ لم أكتفِ بأنْ انضممتُ إلى فريق المؤلفين المنشورة أعمالهم، الذي كان من المُفتَرَض أنْ يحلّ مشاكلي كلها – أو هذا ما يظنه المؤلفون عندما تُنشَر أعمالهم الأولى – بل كنتُ الجنس المناسب لذلك الزمان. قد يُشبه نشر ديوان شِعر رمي بتلة وردة في وادي غراند كانيون، ولكن في عام 1971، كانت النساء سلعة رائجة. ثم إنني كنتُ صاحبة شعر أشقر، أرتدي التنورة شديدة القِصَر وحذاءً عالي الرقبة كانت حينئذ (ولا زالت) الموضة الشائعة. وعلى الرغم من رعبي من الطيران، كنتُ مستعدة للذهاب إلى أي مكان وأقرأ شِعري.
في عام 1971، أراد الجميع أنْ يعرف كيف تشعر النساء، وكيف يكتبن، وبما يُفكّرن. وأصبح جنسي الذي كان في السابق خفياً هو الصرعة الرائجة. وحتى في ذلك الحين، رأيتُ أنه كما أنَّ كون المرء امرأة يمكن أنْ يُصبح موضة، كذلك يمكن أنْ يُصبح عتيق الطراز، ولكن لا أحد أراد أنْ يسمع هذا الكلام حينئذ. الموجة الثانية لحركة حقوق المرأة أطلقتْ سيلاً من الكتب بأقلام نساء وتتحدث عن النساء.
طبعاً لم يفرح الجميع بهذا. فقد أبدى المؤلفون الذكور امتعاضهم من بادرة خسارتهم أهليتهم. ورأيتُ أنه عندما أطلقَ بول ثيرو على بطلتي لقب «فرْج ماموث» في صحيفة «نيو ستيتمنت»، كانت تلك ردّة فعل على خوفه من خسارة امتيازه أكثر منه على الرواية نفسها. وكان هناك العديد من أمثاله. لكنَّ مؤلفين ذكور آخرين اعترفوا بأهمية ثورة المرأة. أمثال لويس أنترماير، وجون أبدايك وهنري ميللر – الذين أصبحوا الأبطال الأوائل لأعمالي – فهموا أنَّ أصوات النساء سوف تغيِّر طبيعة الأدب إلى الأبد. في الحقيقة، يمكن القول إنه لولا الموجة الثانية لحركة حقوق المرأة ليس فقط لما رأى ازدهار النساء الكاتبات طوال العقود الثلاثة الماضية النور، ولا عُرِفَتْ التجارب على وعي المرأة التي أجراها جون إرفنغ، وجون أبدايك، وجيفري يوجينيدس والعديد من الكتّاب الموهوبين الآخرين. ولحسن الحظ، غيَّرت كتابات النساء أدبنا كله وبعمق.