في ذكرى يوم السكك الحديد العراقية 16 نيسان 1936..صفحات منسية من تاريخ (قطارات السكك) في الماضي

Sunday 16th of April 2017 06:14:21 PM ,

ذاكرة عراقية ,

اعداد : ذاكرة عراقية
تشكلت أول إدارة للسكك الحديد في العراق في أيلول من عام 1916م وكانت آنذاك تحت سيطرة الجيش البريطاني. ثم انتقلت إلى إدارة مدنية بريطانية عام 1920م ثم إلى تحولت إلى إدارة مدنية عراقية يوم 16 نيسان/أبريل 1936م والذي أصبح عيد السكك العراقية. أول رحلة تم تسييرها كانت من بغداد إلى سميكة الدجيل إلى الجنوب من مدينة سامراء عام 1914م.

تقوم الشركة حالياً بتسيير رحلات للقطار بين بغداد والبصرة حيث سير أول قطار بينهما عام 1920م. في حين أنه قد تم تسيير أول قطار بين بغداد وكركوك عام 19255 وأول قطار بين بغداد والموصل عام 1940م وأول قطار من العراق إلى محطة حيدر باشا في إسطنبول في 15 تموز عام 1940م. في عام 1936 جرت مفاوضات بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لنقل ملكية السكك إلى العراق فتم الاتفاق على ان تدفع الحكومة العراقية مبلغ (400) الف دينار إضافة إلى شروط أخرى، فتم ذلك، وأصبح اسمها (سكك حديد الحكومة العراقية) وربطت بوزارة المواصلات والاشغال وتمت المصادقة على الاتفاقية يوم 16 أبريل عام 1936.
تمت المانيا عام 1885 مد سكة حديد البلقان ومهدت للاتصال المباشر مع استنبول وعام 1888 حصل الألمان من الدولة العثمانية على امتياز خط سكة حديد حيدر باشا –ازمير وعام 1889 تأسست شركة سكة حديد الاناضول برأسمال الماني وبذلك اكتمل خط انقرة عام 1893 ثم كمل خط اسكي شهر وقونية عام 1896 ثم أخذ الامتياز بخط انقرة –قيصرية –سيواس –ديار بكر –بغداد لكن لم يشرع به وفي سنة 1899 تمت المصادقة على امتياز قونية –الخليج العربي عبر الموصل وبغداد ومن ثم البصرة فالكويت
حدث أواخر القرن التاسع عشر تحول مهم بمجال مد سكك الحديد ففي عام 1899 حصلت ألمانيا على امتياز من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني يسمح للألمان مد خط سكة حديد الأناضول من استنبول للموصل ومنها لبغداد والبصرة كما كان مقررا أيضا أن ينتهي الخط بالكويت على الخليج العربي عُرف هذا الخط تاريخيا بخط سكة حديد بغداد بصرة برلين أو سكة الباءات الثلاث وكان ذلك قبيل الحرب العالمية الاولى وسرعان ما بوشر بإنشاء تلك السكة بمراحل
أما ما يخص العراق فقد تم بعد قليل إنشاء القسم الممتد من بغداد لسامراء وافتتح سنة 1914 بعد اعلان الحرب بقليل وأثناء الحرب توقف العمل فيه ولم يكتب للألمان التوفيق بإكماله ومعظم السكك الحديد الأخرى تم انشاؤها على يد الجيش البريطاني الذي احتل العراق خلال الحرب العالمية الاولى حدث نوع من التقارب بين بريطانيا والمانيا وتم الاتفاق على مد الخط المشار اليه للبصرة فقط واذا اريد له ان يستمر الى الكويت فلابد ان يكون ذلك بموافقة بريطانيا
وحرص الانكليز المشاركة بتمويل الخط لكن البرلمان والرأي العام البريطاني رفض سياسة رئيس الوزراء آنذاك آرثر بلفور في المشاركة بالتمويل وتشير الوثائق المتداولة أن المانيا وبعد الاتفاق بين الحكومات العثمانية والبريطانية والألمانية خطت خطوة كبيرة باطار تنفيذ المشروع ولم تكد تحل سنة 1912 حتى وصلت أول شحنة من مواد انشاء خط سكة حديد بغداد وفي 1914 مع اندلاع لهيب الحرب العالمية الاولى كان الخط العريض للسكة ما بين بغداد وسامراء قد تم انشاؤه
بوشر بمد هذا الخط في 27 تموز 1912 وسمي بالخط (العريض) من بغداد باتجاه الشمال فوصل الى سامراء عندما قامت الحرب العالمية الاولى حيث اكمل الانكليز فيما بعد هذا الخط الى الشرقاط جنوب مدينة الموصل وعن الاحتفال بوضع حجر الاساس لهذا الخط جاء في مجلة لغة العرب للاب أنستاس الكرملي لشهر أيلول 1912 ما نصه (كان الاحتفال بوضع الحجر الاول لسكة حديد بغداد في جانب الكرخ وقد دعا رئيس الاشغال العامة والي بغداد جمال باشا صباح يوم السبت 27 تموز 1912 وحضر الاحتفال رجال الحكومة العثمانية كافة من عسكريين وملكيين وسراة الوطنيين وقناصل الدول الاجنبية وكان الاحتفال عظيماً ما شاهدت بغداد مثله).

وقد استفاد الاتراك من استخدام خط بغداد - سامراء بنقل جيوشهم ومعداتهم الحربية اثناء انسحابهم واخلائهم بغداد ليلة العاشر من آذار/ 1917 فنقلوا ما تمكنوا من نقله واشعلوا النيران في المتبقي فغطى الدخان الاسود والظلام مدينة بغداد وقد بنى الالمان قصرين كبيرين شاهقي الارتفاع لم يعتد اهالي الولاية امثالها فكانوا موضع اعجابهم وعرفا بقصور الجرمن واتخذا مقر لهم يقعان بجانب الكرخ قرب منطقة الصالحية في (الاراضي العائدة للمرحوم كاظم السهيل) على جانبي شارع حيفا (المنصور سابقاً) في المنطقة المعروفة بأراضي السكك القريبة من مبنى اذاعة وتلفاز بغداد (حالياً).وقد اتخذ احدهما (على الجانب الايسر وانت نازل الى محلة كرادة مريم) كمسكن للأمير عبدالإله عندما كان شاباً وموظفاً في وزارة الخارجية العراقية لفترة من الزمن وكثيراً ما كان يشاهد وهو يدخل بمفرده تلك البناية التي كانت بدون حراسة وهدمت هذه البناية الاثرية لتضاف لحدائق فندق المنصور ميليا ومازالت البناية الثانية باقية لتتخذ دائرة للسكك وشغلتها لفترات شرطة السكك وبعض النقابات واخيراً كانت مقراً لفوج حراسة مبنى الاذاعة والتلفاز.
وقد مد الانكليز خط السكك الخاص بهم من البصرة للأغراض العسكرية وخدمة للمجهود الحربي اثناء تقدمهم وزحفهم نحو بغداد وتوسعت سلطات الاحتلال الانكليزي في استملاك الاراضي بموازاة الخط الحديدي لغرض بناء المحطات وورش التصليح وعندما وصلوا بغداد بنو 3 محطات رئيسة 2 في جانب الرصافة هما محطة شمالي بغداد (باب المعظم) والثانية شرقي بغداد (محطة باب الشيخ) أما الثالثة فكانت بجانب الكرخ وهي محطة (غربي بغداد) التي استقبل فيها الملك فيصل الأول عند قدومه الأول من البصرة الى بغداد وشمال هذه المحطة أسسوا معامل الشالچية من اكبر الورش الصناعية في تاريخ العراق لتصليح القطارات وعربات النقل وبداية الخمسينات مدت السكة من مدينة كركوك الى اربيل في الشمال واستخدام لفترة واخيرا تقرر رفع الخط نهائيا والمتصل من بغداد- كركوك- اربيل
كان اخر مدير عام (انكليزي) لهذه المؤسسة المستر (سمث) بعده تسلمت ادارتها شخصيات عراقية وأول ما فكرت به انشاء محطة مركزية على غرار محطة لندن حيث تكون منطلقا لجميع خطوط السكك في العراق ورسا مشروع المحطة العالمية على شركة انكليزية هي (Hallway Brothers) حيث وضع الحجر الأساس عام 1948 لبناية (المحطة العالمية) للسكك الحديد في بغداد وأنجزت بشكل نهائي سنة 1952 بتصميم انكليزي وهي توأم لمحطتين بنيتا أيضا بعد الحرب العالمية الثانية أحدهما في الهند والأخرى في لندن وتتشابه المحطات الثلاث في كل شيء يضم برجا المحطة ساعتين أحدهما تحمل أرقاما هندية عربية والثانية تحمل أرقاما انكليزية وتشابه دقات ساعتي المحطة العالمية في بغداد ساعة بغ بن الشهيرة في لندن وانتقلت للبناية الضخمة ذات القبة الخضراء الادارة العامة للسكك الحديد العراقية بجميع اقسامها ماعدا المطبعة

تشكلت أول إدارة للسكك بالعراق في أيلول 1916 تحت سيطرة القوات البريطانية ثم انتقلت إدارة سكك العراق في 1/4/1920 من عهدة الجيش للإدارة المدنية البريطانية وعام 1924 انتقلت ادارة السكك الحديد لحكومة العراق إلا أن ملكيتها ظلت للحكومة البريطانية حتى جاء عام 1936 فانتقلت للحكومة العراقية بموجب قانون إبرام الاتفاقية العراقية المختصة بنقل ملكية السكك الحديدية للحكومة العراقية رقم 52 سنة 1936 وأصبحت تسمى سكك حديد الحكومة العراقية (س ح ح ع) وألحقت إدارة السكك بوزارة المواصلات والاشغال (وزارة المواصلات لاحقا) من هنا فإن يوم 16 نيسان عام 1936 يعتبر عيد السكك الحديد في العراق والجدير بالذكر أن مفعول الاتفاقية انتهى بتاريخ 2 تموز 1952 بموجب القانون رقم 84 لسنة 1952
كان أول مجلس ادارة للسكك الحديد تشكل في تموز 1936 تألف من وزير الاقتصاد ورئيس اركان الجيش ومدير البلديات العام ومدير البناء والملاحة والسكك ومستشار وزارة المالية ومديرا الحركات والتجارة وتوالت اشكال وانواع القطارات التي انطلقت من هذه المحطة وتدرجت قطاراتها من البخارية التي كانت تعمل بالفحم الى القاطرات المعروفة بالديزل
كان العراق من أوائل دول الشرق الاوسط استخداما للقطارات بنقل المسافرين والبضائع تشير الوثائق أن أول رحلة تم تسييرها كانت من بغداد إلى سميچة (الدجيل) جنوب مدينة سامراء سنة 1914 بينما تم تسيير أول قطار بين بغداد والبصرة سنة 1920 وأول قطار بين بغداد وكركوك سنة 1925 وأول قطار بين بغداد والموصل تم تسييره سنة 1940 وأول قطار من العراق إلى محطة حيدر باشا في اسطنبول في 1 تموز 1940 والعراق مازال يستخدم سكك الحديد التي بناها الألمان سنة 1914 وطورها البريطانيون سنة 1916 أثناء استعمارهم للعراق
ويذكر الاستاذ محمد ابراهيم محمد (المدى اشباط 2 2015) :

مما تجدر اليه الاشارة ان الاستاذ محمد فهمي درويش والدكتورين مصطفى جواد واحمد سوسة قد ذكروا في دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 ان معظم السكك الحديدية في العراق قد تم انشاؤها على يد الجيش البريطاني عند احتلاله للعراق خلال الحرب العالمية الاولى فقد اتضح للجيش المذكور ان تأسيس سكة حديد لضمان مواصلاتهم امر حيوي وضروري وهو مايسهل مهمتهم في الغلبة على الجيش العثماني واحتلال العراق فجلب الجيش البريطاني المذكور جميع المواد اللازمة والقاطرات والعربات والشاحنات من الهند وشرعوا في مد الخط الحديدي وهم يتقدمون وكانت احتياجات الجيش البريطاني قد استلزمت في اول الامر تحديد الخط من البصرة الى الناصرية ومن جهة الفرات ومن البصرة الى العمارة على امتداد نهر دجلة. ولما تقدمت الحملة مد خط الفرات الى السماوة كما مد خط بين الكوت وبغداد ومن بغداد الى الحدود الايرانية في خانقين وانشئت عدة خطوط فرعية لسد الاحتياجات الانية كما مد خط بغداد - سامراء الذي اوقف الالمان العمل به الى الشرقاط وتم ذلك في عام 1917وما ان سلمت السكة الحديدية من السلطات العسكرية الى الادارة المدنية عام 1920 الا وكانت بمثابة شريانين احدهما على امتداد نهر دجلة والاخر على امتداد نهر الفرات وكان كلا الخطين وفروعهما بعرض متر واحد ما عدا خط بغداد الشرقاط الذي هو من القياس العريض. ثم بناء على مقتضيات حاجات الاهلين اقتضى اجراء تغييرات عديدة لربط وتعديل مختلف اقسام الخط فرفع الخط الممتد بين البصرة والعمارة وبين الكوت وبغداد واستعملت المواد المتوفرة لاكمال مد الفرات الرئيسة والفرعية لربط البصرة ببغداد. ثم جرى مد خط خانقين الى كركوك متفرعا من جلولاء وتم انشاؤه في عام 1929 ثم مد نفس الخط الى اربيل واكمل في عام 1949 وقد الغي هذا الخط في عام 1980.

اما خط بغداد - الشرقاط العريض فقد مد الى الموصل ثم الى (تل كوجك) على الحدود السورية حيث جرى افتتاحه في (15/ تموز / 1940) فارتبط خطوط السكك الحديدية العراقية بالخطوط السورية واللبنانية والتركية ومنها بالخطوط الاوربية.
وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية تم تعيين الجنرال البريطاني (هاري سمث) مديرا عاما للسكك الحديدية في العراق وقدمت السكك الحديدية في العراق خدمات كثيرة للجيش البريطاني وبعد ثورة 14/ تموز/1958 وضع الحجر الاساس في تاريخ 14/شباط /1960 لتقوية وتعريض خط بغداد البصرة الحديدي من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم وتم بناء هذا الخط من قبل المهندسين العراقيين والمهندسين السوفيت وتم اكماله عام 1963 وسمي بالخط العريض وفي مرحلة الثمانينيات من القرن العشرين الماضي تم انشاء خط بغداد - الرمادي - القائم.
ختاما واخيرا لابد من القول لقد كانت السكك الحديدية العراقية منذ نشأتها الى (31/ اذار / 1920) تحت سيطرة السلطة العسكرية البريطانية وادارتها وفي اول نيسان سنة 1920 انتقلت هذه التبعات الى الادارة المدنية البريطانية وبقيت كذلك الى اول نيسان سنة 1923 حيث انتقلت الى الحكومة العراقية ولكن ملكية السكك الحديدية بقيت في حوزة الحكومة البريطانية وبقيت كذلك الى اول نيسان سنة 1923 حيث انتقلت الى الحكومة العراقية ولكن ملكية السكك الحديدية بقيت في حوزة الحكومة البريطانية وفي عام 1936 ابرمت الاتفاقية العراقية - البريطانية المختصة بنقل ملكية السكك الحديدية من الادارة البريطانية الى الحكومة العراقية وفي عام 1953 صدر قانون مصلحة السكة الحديدية في العراق لاول مرة وقد جرت عليه عدة تعديلات في السنتين الماضيتين.