نعوم تشومسكي للغارديان: ليس الإسلام الراديكالي هو ما يقلق أميركا بل الاستقلال

Tuesday 3rd of January 2017 06:54:39 PM ,

منارات ,

ترجمة: عمار كاظم محمد
يكتب المفكر الامريكي نعوم تشومسكي لجريدة الغارديان البريطانية مقالاً عن تداعيات الاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في تونس ومصر..
المواضيع تظل مهملة حتى تكسر القيود " العالم العربي يحترق" كما ذكرت ذلك الجزيرة في تقريرها خلال الاسبوع الماضي بينما يفقد حلفاء الغرب تأثيرهم بسرعة في المنطقة،موجة الاحتجاجات أطلقتها الانتفاضة الدراماتيكية في تونس

التي طردت دكتاتورا مدعوما من قبل الغرب انعكست بالخصوص في مصر حيث غمر المتظاهرون شرطة الدكتاتور الوحشية. المراقبون يقارنونها بالتداعيات في روسيا عام 1989 لكن توجد هناك اختلافات مهمة وبشكل حاسم حيث لا يوجد ميخائيل غورباتشوف ضمن القوى العظمى التي تدعم الدكتاتوريين العرب او بالأحرى ان واشنطن وحلفاءها يلتزمون بالديمقراطية كمبدأ وحيد وراسخ طالما تتوافق مع الأهداف الستراتيجية والاقتصادية وهي تصفية في ارض العدو (الى حد ما) وليست في فنائنا الخلفي رجاء مالم يتم ترويضها بشكل صحيح. هناك مقارنة واحدة لها صحة عام1989 وهي رومانيا حيث ابقت واشنطن دعمها لنيكولاي تشاوشيسكو الاكثر شرا بين الديكتاتوريين في أوروبا الشرقية، حتى غدا ذلك التحالف يتعذر الدفاع عنه ثم رحبت واشنطن بسقوطه بينما كان يتم محو الماضي. ذلك هو النمط القياسي: فرديناند ماركوس، جان كلود دوفاليير، تشو دو هوان و سوهارتو والعديد من افراد العصابة المفيدين وهو ربما ما يجري الآن على حسني مبارك متزامنا مع الجهود الروتينية لضمان نظام وريث لن ينحرف عن بعيداً الطريق المثبت ويبدو الامل الحالي هو الموالي لحسني مبارك الجنرال عمر سليمان الذي تمت تسميته نائبا للرئيس حيث ترأس سليمان لزمن طويل اجهزة المخابرات وهو محتقر بنظر جمهور الثورة بقدر الديكتاتور نفسه. عادة ما يتردد بين المثقفين هو الخوف من الراديكاليين الاسلاميين الامر الذي يتطلب الممانعة لمعارضتهم الديمقراطية على الأرض البراغماتية لكن ليس بدون استحقاق الصياغة الخادعة، فأمريكا وحلفاؤها كانت تدعم وبشكل منتظم الاسلاميين الراديكاليين لمنع تهديد العلمانيين القوميين والمثال المألوف على ذلك هو العربية السعودية المركز الايديولوجي للإسلاميين الراديكاليين و (الارهاب الاسلامي) كما ان هناك آخر في تلك القائمة الطويلة هو الجنرال ضياء الحق الديكتاتور الاكثر وحشية في باكستان والرئيس المفضل لدى رونالد ريغان والذي نفذ برنامج الاسلمة الراديكالية بتمويل سعودي.يقول مروان معاشر وهو مسؤول اردني سابق والذي يشغل حاليا مدير مركز بحوث الشرق الاوسط " ان الجدل التقليدي الذي يدور في داخل وخارج الشرق الاوسط هو انه لا يوجد خطأ في ذلك فكل شيء تحت السيطرة فنمط من التفكير كهذا يرسخ القوى في ان المعارضين والغرباء يدعون الى الاصلاح مغالبين الظروف على الارض ولذا يمكن ان يرفض الجمهور ويمكن ان تتطور مبادئهم بعيداً وتعم العالم كما هي على الارض الامريكية ايضا.في إحداث الاضطرابات، فالتغيرات تكتيكية ضرورية ايضا لكن دائما مع وضع تأكيد السيطرة نصب العين. حركة الديمقراطية الحيوية في تونس موجهة ضد الدولة البوليسية التي لديها القليل من حريات التعبير والنقابات ومشاكل حقوق الإنسان الملحة والتي تحكم من قبل ديكتاتور كانت عائلته ممقوتة بسبب الرشاوى كما يقول السفير الأمريكي روبرت غودك في تموز من عام 2009 كما اطلقتها وثائق ويكليكس. لذا فان وثائق ويكليكس بالنسبة لبعض المراقبين يجب ان تخلق الشعور بالارتياح بين الجمهور الأمريكي في ان مسؤوليهم ليسوا نائمين حول التغيير حقا ولذا فان تلك الوثائق في الحقيقة مساندة للسياسات الامريكية نفسها كما لو ان اوباما يسربها \". في عنوان بارز للفينايشيال تايمز \" ان أمريكا يجب ان تعطي جوليان اسانج مؤسس ويكليكس وساما، \" فالسياسية الخارجية الامريكية تأتي هنا واقعية ذكية وبراغماتية فهذا الموقع يقدم اي قضية معطاة على ذلك الموقع الخاص ومن وجهة النظر هذي يقوض ويكليكس \" نظرية المؤامرة \" للذين يستجوبون الدوافع النبيلة التي تعلنها واشنطن. وطبقا للاستفتاءات التي أجرتها مؤسسة بروكنجز فقد وجد ان بعض العرب يتفقون مع واشنطن ان ايران تمثل تهديدا بنسبة 10 % بينما يرى الآخرون ان أمريكا وإسرائيل تمثلات التهديد الرئيسي بنسبة 77 % الى 88 %،لذا نرى ان الرأي العام العربي عدائي جداً بالنسبة لواشنطن حيث يفكر 57 % ان الأمن الإقليمي سيتحسن اذا حصلت ايران على أسلحة نووية، يقول مروان معاشر (لا يوجد خطأ في ذلك، فكل شيء تحت السيطرة (واصفاً الوهم السائد \" الديكتاتوريون يدعموننا ومواضيعهم يمكن تجاهلها مالم يكسروا قيودهم حيث يجب على السياسة ان تتعدل آنذاك.ربما يكون اكثر مفاجآت ويكليكس الرائعة هي في باكستان وهي النظرة التي طرحها محلل السياسة الخارجية الأمريكي فريد برانفمان حيث تكشف الوثائق ان سفارة الولايات المتحدة تدرك جيداً.