حرم رفعة النحاس باشا تتحدث الى المصور

Monday 27th of June 2016 05:54:48 PM ,

كان زمان ,

كانت فرصة طيبة تلك التي هيأت لمندوب"المصور"مقابلة السيدة الجليلة فريدة رفعة النحاس باشا هذا الاسبوع، ورغم ان عصمتها آثرت الا تدلي بحديث ما قائلة"ان الحوادث التي تمر بنا ابلغ من كل حديث"مازال يلح عليها حتى انتزع منها اجابات على بعض الاسئلة التي تنشر هنا ما يسمح المقام بنشره منها.

الوفد وخصومه
* ما هو رأيك في الاحوال السياسية الحاضرة؟
- لا شأن لي بالسياسة ولا اريد ان اخوض في حديثها، ولكني كمواطنة اقول لك ان الحالة لا تحتاج الى سؤال!
الا ترى ان الوفد يؤدي رسالته سواء اكان في الحكم او بعيدا عن الحكم، وان الظروف تثبت كل يوم ان الوفد على صواب في كل سياسة تمسك بها او رأي نادى به، وانه هو الهيئة الوحيدة التي تخدم البلاد بينما خصومه على قلتهم ينشغلون بخلافاتهم على مصالحهم الشخصية عن خدمة البلاد، ويعجزون في ميدان السياسة الخارجية وفي ميدان الاصلاحات الداخلية عن اداء اية خدمة للبلاد، بل انهم يفوتون على البلد كل خير سواء من ناحية اهدافها القومية او مشروعات الاصلاح الجليلة التي كانت قد بدأتها حكومة الشعب؟!
الكلمة للأمة
* وما هو الحل؟!
- الحل بسيط.. الوفد يقول ان الامة معه، وخصوم الوفد يقولون ان الامة انصرفت عن الوفد، فالحل العادل المعقول هو ان تقول الامة كلمتها. وصدقني انني مندهشة جدا من فزع خصوم الوفد كلما ذكرت كلمة"انتخابات"!
فلماذا يخافون من مواجهة الامة، ولماذا يقرون من الاحتكام اليها؟! اليس هذا اقطع دليل على انهم انفسهم يعرفون انصراف الامة عنهم وعدم ثقتها فيهم؟!
وهل يصح بعد ذلك ان يدّعوا ان لهم كثرة برلمانية او احزابا لها قيمة؟!
اذا كان هذا صحيحا فهيا الى الانتخابات، وعندها يعرف كل حزب حقيقة امره وقيمته..
اما الحديث عن الانقسام وفوائد الاتحاد وضم الصفوف فنغمة نسمعها كلما فشل عهد من عهود الانقلاب وكلما احسوا بعجزهم عن مواجهة الموقف، فهي دعوة لا يبتغون بها وجه المصلحة العامة وانما يبتغون بها وجه المصلحة الخاصة وانقاذ ما يمكن انقاذه! فكلما اشرفت مركبهم على الغرق تعالت صيحاتهم بالاتحاد وضم الصفوف.
أموال مشروع البر
* هل تسمحين لي ان اسألك عما تم في اموال مشروع البر؟
- ان مؤسسات مشروع البر تشرف عليها رابطة الاصلاح الاجتماعي التي يرأسها معالي العشماوي باشا. اما النقود فمودعة في بنك مصر باسم مشروع البر، ولا يصرف منها مليم إلا بامضاء سعادة حافظ عفيفي باشا وامضائي معا. ومن مؤسسات المشروع"دار كفالة الطفل"و"دار كفالة الفتاة"في شبرا، ومثلهما في مصر القديمة، فضلا عن اندية الصبيان، ولقد بلغ مجموع التبرعات حوالي مئة الف جنيه، ونحن لا ننفق على هذه المؤسسات الاجتماعية من رأس المال، وانما ننفق عليها من الريع بعد ان وظفنا جانبا منه في قرض القطن واشترينا بجانب آخر ارضا من مصلحة الاملاك، فضلا عن تبرعات اهل الخير التي تصلنا على صورة نقود او حبوب او اقمشة.
حديث غير سياسي
* وماذا دار بينك وبين اللورد ستانسجيت حينما تقابلتما قبيل سفره؟
- كان يتكلم الفرنسية بلهجة انجليزية ولكن نطقه سليم وقد ذكرني بمقابلته في لندن سنة 1936 ثم تحدثت معه على الجو وعن اسفاري في اوروبا واقتصر حديثنا على ذلك وعلى بعض ما يتصل بالحفلة التي التقينا فيها وهي حفلة زفاف نجل رفعة على ماهر باشا، وقد سألني حينما قدمت زفة العروسة"هل نقف!"فقلت له"كلا لا وقوف إلا اذا عزف السلام الملكي".
المصور/ تشرين الأول- 1946