القرآن بصوت مصر.. معجم القراء المصريين

Saturday 25th of June 2016 08:09:03 PM ,

ملحق اوراق ,

أمينة عادل
يتضمن كتاب «القرآن بصوت مصر.. معجم القراء المصريين»، لمؤلفه أبي طالب محمود، سير أعلام مشايخ القراء وتأثير نشأتهم على أسلوب تلاوة القرآن الكريم، وكذلك دور الكتاتيب في الاعتناء بهم وتقويمهم وترسيخ القواعد الأخلاقية لديهم.

كما يتناول المؤلف في دراسات موسعة، دراسات هؤلاء لعلم القراءات والعلوم الأخرى، وجانباً من رحلاتهم الدعوية وتأثيرهم على العالم الإسلامي وما منحه القرآن الكريم للمشايخ من بركة وضاءة وتكريم وتشريف، إذ يهدف مؤلف الكتاب عبر جملة دراساته، إلى رد الجميل لهم وإعلاء ذكرهم، حتى يكونوا نبراساً لسابقيهم ولاحقيهم.
يطرق الكتاب موضوع بحثه من خلال أربعة فصول، أولها: مملكة التلاوة المصرية، ويسرد فيه المؤلف مشوار قرابة 110 أعلام من مقرئي القرآن الكريم، وهي سير مقدمة بالترتيب الأبجدي، ما يعفي الكاتب من الحرج في هذا الشأن. ويبدأ الكتاب مع الشيخ إبراهيم الشعشاعي..
ومن أبرز الأسماء المرصودة في هذا الفصل الشيخ أبو العينين شعيشع الذي تولى منصب نقيب القراء في جمهورية مصر العربية، وكذلك المقرئ الشيخ شعبان الصياد الحاصل على عدة جوائز وشهادات تقدير من مختلف الدول، إلى جانب الشيخ عبدالباسط عبد الصمد الذي حصل على أرفع وسام بشري وهو حب الناس، ولقبه الكاتب محمود السعدني بـ«صوت عموم الشعب»، ووافته المنية في 1988.
كما جاء الكتاب، بشكل موسع، على ذكر الشيخ محمد جبريل.. إلى جانب الشيخ محمد رفعت الذي أطلق عليه توصيف «قيثارة.. والقارئ المذهب وكروان القراء وشيخ ملوك التلاوة»، الذي ارتبط صوته بصيام شهر رمضان الكريم وإطلالته المميزة التي تسبق مغرب رمضان، ويوضح الكتاب قيمة ومكانة محمد رفعت وترفعه عن المال في سبيل نشر كلمة الله والقرآن الكريم، ويستعرض وفاته بعد صراع مع أمراض عديدة منعته من قراءة القرآن التي كانت أمتع ما يفعله في حياته.
كما يذكر الكتاب الشيخ محمد صديق المنشاوي، ثم ينتقل إلى الحديث عن الشيخ محمد محمود الطبلاوي الذي يشغل حالياً منصب نقيب القراء المصريين، وأيضاً يستفيض المؤلف في الحديث عن حياة الشيخ محمود خليل الحصري الذي لم يكتف بقراءة القرآن الكريم فحسب؛ بل قدم عدداً من المؤلفات في تفسير كتاب الله، وكذلك الشيخ محمود علي البنا والشيخ مصطفى إسماعيل.
ويقدم المؤلف الفصل الثاني بعنوان «نغم ودعاء» المبتهلون ويفيدنا بأن أشهرهم الشيخ سيد النقشبندي، الذي تغيب عن غالبية مستمعيه حقيقة أن جده كان الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من بخارى بولاية أذربيجان إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف..
كما أن والده الشيخ محمد النقشبندي أحد مشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. ثم يتحول إلى سرد سيرة الشيخ نصر الدين طوبار الذي قدم بصوته العذب إنشاداً متميزاً، حتى إنه وقع الاختيار عليه من قبل لجنة الإذاعة في مجال الإنشاد الديني.
ولم يقف جهد المؤلف عند حد رصد مشوار المقرئين والمبتهلين؛ بل وصل في أبحاثه المعمقة إلى ما ذكر عنهم في المترجمات، ونتبين في الكتاب أن من أبرز من جاء على ذكره المؤلف، يتبدى تحديداً في الفصل الثالث، الشيخ إبراهيم الدسوقي وأحمد أبو طالب السوهاجي والشيخ يوسف المنيلاوي.
وأما الفصل الرابع فرصد فيه المؤلف جهد المقرئات، وأبرزهن أم محمد وأم السعد التي سافرت إلى الديار المقدسة وأقامت فيها عاماً كاملًا كانت تعلم فيه القراء من مختلف الدول ما حملته من علم التلاوة والتجويد، وكذلك منيرة سعد التي تعتبر من أولى المقرئات التي أطلت بصوتها على الميكروفون في عام 1920، واستمرت في قراءة القرآن الكريم حتى فترة مهمة بعدها.
وفي العموم، يمتاز الكتاب بتقديم ملف مستقل، هو عن المراجع التي استعان بها الكاتب لإتمام بحثه، ويأتي ذلك كسبيل ومساعدة منه لمحبي التزود بالمعلومات. وهذا إضافة إلى المقالات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي استقى المؤلف من خلالها معلوماته.
عن البيان الاماراتية