حنة أرندت.. فيلسوفة الثورة

Tuesday 8th of March 2016 06:06:52 PM ,

منارات ,

اعداد/ منارات

تعتبر الفيلسوفة الألمانية حنة آرندت من أهم فلاسفة القرن العشرين، وتحديداً من رموز الفلسفة السياسية. آمنت بفلسفة الثورة وأنجزت درست حنة آرندت، التي ولدت في مدينة هانوفر الألمانية عام 1906، في جامعة فرايبيرغ عام 1906، وحصلت على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هيدلبيرغ، حيث درست آنذاك تحث إشراف كارل ياسبرز.

وفي عام 1933 هربت من ألمانيا وذهبت إلى فرنسا، حيث شاركت في أعمال هجرت اللاجئين من الأطفال إلى فلسطين. وفي عام 1941 ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصلت على جنسيتها هناك.
وكانت قد عملت مديرة للبحوث في مؤتمر العلاقات اليهودية وكذلك رئيسة تحرير لكتب شوكن، ومديرة تنفيذية لمنظمة إعادة بناء الثقافة اليهودية في مدينة نيويورك، وأستاذة زائرة في عدد من الجامعات من ضمنها جامعة كاليفورنيا وبيرنستون وكولومبيا وشيكاغو، وأستاذة جامعية في كلية الخرجين في المدرسة الجديدة للبحث الإجتماعي وقد حصلت على زمالة غوغنهايم في عام 1952، وفازت بالمنحة السنوية للآداب والفنون في عام 1954 من المعهد القومي للفنون والآداب.
منعت من قبل النازية من كتابة أطروحة الدكتوراه الثانية التي تؤهلها للتدريس الجامعي وذلك بحجة كونها مؤمنة بعقيدة سامية ـ عبرية (يهودية).
ومن بين أهم كتب حنة آرندت نجد"أصل التوتاليتارية"، أي أصل المذهب الشمولي وكتاب أزمات الجمهورية، وكتاب"رجال في عصور مظلمة"، وكتاب طبين الماضي والمستقبل: ثمانية تمارين في الفكر السياسي"، وكتاب"في العنف"، وكتاب"إيخامين في القدس: تقرير في إبتذال الشر"، وكتاب"في الثورة". كما قامت بنشر مجلدين من أعمال كارل ياسبرز المعنونة بـ"الفلاسفة العظام".
ويَجد تفكير حنة آرندت الفلسفي ختامه في كتابها الذي نشر بعد وفاتها"حياة الروح"والذي يكرس عودة إلى فكر غير راهن أي إلى الفلسفة الخالصة، حسب تعبيرها. وهو فكر يعمل في العزلة وبصورة مجزأة ويعكس في مسعاه إلى التفكيك فقدان الحداثة المعاصرة لتقاليدها البنائية.
كما عانت حنا، في ظل أجواء ديمقراطيات القرن العشرين الغريبة العجيبة، من العنصريةالعقائدية، وكتبت بحثاً حول منعطفات الفكر الديني، مشيرة إلى سيرتها الذاتية.
منعت من قبل النازية من كتابة أطروحة الدكتوراه الثانية التي تؤهلها للتدريس الجامعي وذلك بحجة كونها مؤمنة بعقيدة سامية ـ عبرية يهودي).
قارنت آرندت في دراستها الصادرة عام 1968 بين الثورة بين الثورتين الفرنسية والأمريكية اللتين أعادتا، في لحظة اشتعالهما، إنتاج التجربة الأصلية للمدينة اليونانية. ولئن يكن الطابع العام للسعادة والحرية اللتين استهدفتهما كلتيهما قد زال من تقاليدنا، وهذا هو موضوع كتابها عن أزمة الثقافة فإن الثورة الأمريكية هي وحدها التي توصلت إلى تأسيس فضاء عام دائم وإلى إرساء"بنية جديدة للسلطة". ولكن الكتابة تأخد أيضا موقفا نقدياً من الديمقراطية الأمريكية المعاصرة، مرتئية أن اشتغالها قد زيفه نظام الأحزاب، وتحامي في كتابها من الكذب إلى العنف عن فكرة شبه طوباوية لديمقراطية جذرية تصدر فيها تصدر فيها الدولة عن مجالس بدون أن يكون أساسها مبدأ السيادة، وبحيث لا يكون لها سوى وظيفة أفقية إن جاز التعبير، ويقترن هذا التفكير حول الديمقراطية والسلطة والحرية بتحليل لطبيعة التوتاليتارية [أو الشمولية]، وشرط ظهورها ("أصول التوتاليتارية"). فليس مرد الشمولية إلى أيديولوجيات، بل إلى واقع نظام سياسي يعمل على تذرير الافراد بحيث يصيرون قابلين للإبدال والمقايظة بعضهم ببعض، علما بأن الخلط بين المضمار العام والمضمار الخاص هو ما يتيح شروط الإمكانية لذلك.
رفضت آرندت أن تنعت بالفيلسوفة، على الرغم من أنه كثيراً ما تم وصفها بتلك الصفة، على أساس أن الفلسفة تتعاطى مع"الإنسان في صيغة المفرد"، وبدلاً عن ذلك وصفت نفسها بالمنظرة السياسية لأن عملها يركز على كون"البشر، لا الإنسان الفرد، يعيشون على الأرض ويسكنون العالم، بفلسفتها المتميزة التي اهتمت بالإنسان في أساسه وبعلاقته بالألم والمعاناة، وبعد إنجازات علمية مهمة، أغمضت حنة أرندت عينها إلى الأبد في 4 كانون الأول) عام 1975، تاركة ورائها بصمة خاصة ليس في تاريخ ألمانيا فقط، بل في تاريخ كل من أعجبو بقوتها، وذلك لما إمتلكته من قدرات عقلية. وكما قالت في حقها آن مندلسن:"إن هانا كانت تقرأ كل شئ. وتعني بكل شيء الفلسفة، والشعر، وخصوصاً شعر غوته، والكثير الكثير من الروايات الرومانسية، الألمانية والفرنسية، والروايات الحديثة، التي تعتبر غير ملائمة لشابة"، يمكن القول بأن حنة كانت مثالاً حياً للمرأة القوية التي تواجه كل شيئ بغية السمو بكيان الإنسان بعيداً عن كل الشوائب التي تقزم من كينونته ووجوده