الفنانة وداد الاورفلي تنتهي من كتابة مذكراتها منذ 30 عاماً

Wednesday 16th of September 2015 05:58:20 PM ,

عراقيون ,

حاورتها/ ايسر الصندوق
درست العزف على البيانو وهي في الخامسة بدأت مشوارها في الرسم بالأسلوب الواقعي.. الفنانة وداد الاورفلي عطاء لا ينضب بعد تجاوزها الثمانين عاما انتهت من كتابة مذكراتها جمعت ذكرياتها على مدى ثلاثين عاما كان معها حديث أوضحت فيه

بعد تجاوزك عمر الثمانين ماذا بعد ؟
- منذ ثلاث سنوات وأنا اترك الرسم وانتهيت اليوم من كتابة (مذكراتي )هو كتاب يضم ذكريات مسيرتي الفنية، وأتمنى أن أضع له عنوانا مميزا يختلف عن كلمة مذكراتي المألوفة لدى من يكتب مذكراته، فهو يعكس مسيرة حياتي ومنذ ثلاثين عاما وأنا اكتب بصفحاته وهيأت المسودة وسأقوم بطباعته في عمان بعد اختيار العنوان المميز له.

انتِ فنانة رائدة، ماهي ملامح المدرسة الفنية التي تنتمين لها ؟
-انني لااقلد شخصا ما، كل ما ارسمه هو فطري وانتظر شروق الشمس لأرسم وأشاهد الأشكال والرسوم في النجوم ما يضفي علي الخيال لأقوم بالرسم..
انت تعشقين الموسيقى، كيف كنت توازنين بين الموسيقى في حياتك ؟
- بدأت العزف على البيانو عندما كان عمري 5 سنوات وتتلمذت على يد أفضل أساتذة الموسيقى ومنهم أستاذ البيانو التركي (بهجت دادا العواد، والإيطالي ألدو كاني وأساتذة العود الكبار صلاح القاضي وعلي الإمام.) واعزف على الة البيانو والاوكورديون والعود واستمرت الموسيقى تؤام الرسم في حياتي، وفي مساء السبت 28 فبراير/شباط 2011م، أطلقت البومي الموسيقي الاول وأطلقت على ألألبوم اسم “أنغام عربية” وذلك في حفل أقيم في جاليري “4 Wallدبي”، و إن “أنغام عربية” تضمن مقطوعتين قامت بتأليف كل منهما في عمر الثالثة عشرة، إحداهما تحمل عنوان “جنون الفرح”. و تأخر إصدار الألبوم إلى هذه السن المتقدمة لعدة أسباب، بينها كثرة تنقلاتي مع زوجي بسبب عمله في السلك الدبلوماسي، وعدم الاستقرار في بلد معين، بالإضافة إلى انشغاله بالرسم والفنون التشكيلية، وإقامة معارض فنية عدة، والإشراف على قاعة “الأورفلي” , و لدي أشعار وأغان من تأليفي وأخرها موسيقى ( ليالي الانس في بغداد) واعزف الان على الة ( البيانو) .

ماذا عن قاعة الاورفلي في بغداد والتي اقترن أبداعك بها؟
- أسست أول قاعة عرض تشكيلية خاصة في بغداد عام 1983 والتي تحولت في ما بعد الى مركز ثقافي شهد العديد من المعارض لكبار الفنانين العراقيين، فضلا عن نشاطات ثقافية وفنية ودورات، ومحاضرات في مختلف المجالات لم تتوقف لغاية حرب.

2003 هل حققت قاعة الاورفلي ماتطمحين أليه؟
- نعم كانت اول قاعة في بغداد تهتم بالمثقفين والفنانين وجميع شرائح المجتمع فالمجتمع كان يفتقد لثقافة الكاليري والمشاركات والاهتمامات الفنية فكنت ادعوهم لزيارة القاعة دون الشراء للوحات حتى وانتهى الامر الى ان تكون مركزا لجميع من يهتم بالثقافة وليس الرسم فقط أحب قاعة الاورفلي من خلالها تعرفت على كثير من الناس.

وماذا عن كاليري الاورفلي في عمان ؟
- في عمان كاليري الاورفلي لايعود لي وانما الى بنت خالي السيدة انعام الاورفلي وقد تم افتتاحه عام 1994 وقد توفيت الان وبناتها من يهتمون بالقاعة فكانت هذه القاعة من تهتم بلوحاتي ويتم العرض فيها..

ماذا رسمت اول مرة ؟
- عند زيارتي الى اسبانيا عام 1973 عند اثار قصر الحمراء وعند الحضارات الكبيرة بكيت وشعرت ان هناك من يدفعني للرسم وبدأت برسم ملامح امرأة
عوالم الالوان هي فضاء اللوحة، كيف تتميز رسوماتك بهذه الالوان؟
– ادخلت على الرسم اللون الذهبي والتركواز والبنيات في السبعينيات يلهمني الغروب والشروق والمدن والحلم والاشجار في رسومي , كما واهتم برسم الاهلة وبكل احجامها وكما تبدو الاهلة متداخلة مع بعضها والنجوم وانظر اليها واستوحي اشكال الرسوم من منظرها وما تحويه اشكالها.

وهل من ر سوم في حياتك اليومية كانت تلهمك الفكرة ؟
- نعم انظر لكل شىء يكسر انظر اليه تحت المجهر وارى الصور المبعثرة وارسم الملامح في ذهني، ولذلك اهتم برسم الأشكال المنمنمة واقصد سوق الصاغة لأرى ما معروض من صاغة واستوحي افكاري منها ومن زخارفها.

ماذا عن وقت رسمك وهل للمرأة مساحة في رسومك ؟
عندما كبرت أصبح الرسم مهنتي وكل حياتي، وحينما كانت اسرتي تنام، كنت ابقى مستيقظة حتى الصباح ارسم، حتى انني كنت أتمنى ان يكون اليوم 48 ساعة بدلاً من 24،لم يكن الوقت يكفيني”., في بعض الأحيان كانت قطعة القماش البيضاء تبقى أمام عيني شهراً كاملاً وانا افكر واقول في نفسي:ماذا عساي ان ارسم هذه المرة؟
كنت دائماً ابحث عن شيء جدي, .وتؤكد انها في إحدى المرات أمضت ستة اشهر بمعدل 10 الى 15 ساعة في اليوم وهي ترسم لوحة طولها ستة امتار لم يكن للمرأة الوجود الكثير وانما اخذت ارسم التراث العراقي من جوامع ومراقد، ورسمت المراة في مدخل فلسطين وموضحة من خلال اللوحات هجرتهم .

كيف هي لوحاتك في المعارض واسعار عرضها؟
- كثير من لوحاتي تعرض بأسعار مرتفعة في المعارض التي تعرضها وهذا ما يحد من بيعها وانني لااهتم لبيعها لاسيما وان جميع لوحاتي هي لأولادي واحفادي الخمسة فيما بعد وبالتالي وان لم تباع سوف تعاد اليهم.

هل لأولادك اهتمام في الرسم والموسيقى ؟
- لي ثلاثة ابناء ولم يكن لهم اهتمام بالفن ولكنهم يقدرون الفن وهم ليسوا برسامين او موسيقيين نتيجة عدم استقرارهم في بلد معين وتاخرهم في المراحل الدراسية نتيجة لذلك وهذا بسبب انشغال زوجي بعمله الدبلوماسي

ماهي فلسفتك في الحياة ؟
- اسمع الضمير الطيب والاحساس الطيب واحب الحرية وكل شىء في الحياة واشعر بالعطاء والسعادة جداً واحب ان امنحها لجميع الناس وادعوا الى الحب والخير وان يكن لكل شخص هواية في حياته يبدع بها فعند تقدم السن يحتاج لهذه الهواية وان لم يجدها سيموت.

هل لبغداد حضور في ابداعك ؟
- وداد الأُورفلي تعشق بغداد، فبغداد سحرتها وألهمتها لأنها مدينة جميلة، قديمة وحالمة، لذلك كانت دوماً تريد ان ترسم لبغداد شيئاً جديداً جميلاً لم يرسمه أحد، شيئاً ينصف تلك المدينة التي قضت فيها أجمل ايام حياتها. لذا طغت البيئة البغدادية على لوحاتها وتميزت بأسلوب خاص يشعر من يشاهده أنه جالس في بغداد يقرأ إحدى قصص ألف ليلة وليلة. في بعض الأحيان كانت قطعة القماش البيضاء تبقى أمام عينها شهراً كاملاً وهي تفكر بألموضوع الذي سترسمه على تلك اللوحة. كانت دائماً تبحث عن شيء جديد لترسمه الى بغداد .

هل لك حضور وتواصل مع الفنانين ونتاجهم اليوم؟
- قبل ايام قليلة اقام الفنان التشكيلي ( فالنتينو) معرضه في فن السيراميك في عمان وكان لي حضور مع عدد من الفنانين والمثقفين من جميع انحاء العالم وانني دائمة التواصل مع الجميع وهذه يضفي على حياتي واتواصل معهم عبر صفحة الفيس بوك ايضا وكثير من الفنانين العراقيين من يقيمون معارضهم في عمان ويكون لنا حضور معهم اضافة الى ان الفنان العراقي في جميع دول العالم له حضور مميز ومشاركات فاعلة في كل مكان.

كيف هي ذكريات الامس لوداد الاورفلي؟
-في عودة لذكريات حياتها في العراق؛ قالت الأورفلي: “في فترة الأربعينيات لم يكن هناك تلفزيون، وكانت وسائل الترفيه هي فقط قراءة الكتب والسينما وسماع الاسطوانات الموسيقية على جهاز الغرامفون، وكانت العائلات في بغداد تقوم بزيارة السينما بانتظام، إذ كانت دار السينما تقسم إلى الدرجة الشعبية، و”اللوج” وهي مقصورة تضم عددا من المقاعد مخصصة للعائلات، وفي تلك الفترة استمتعت بمشاهدة أعظم الأفلام الغنائية والاستعراضية العالمية، كذلك كان هناك اهتمام كبير بتعلم الموسيقى وسماعها، وأذكر أننا وصديقاتنا وفتيات العائلة كنا نجتمع مرة في الأسبوع لنستمع إلى احدث الاسطوانات الموسيقية التي نشتريها، وذلك باستخدام جهاز الغرامفون الذي كان يدويا في البداية ثم تطور وأصبح كهربائيا، وغيرها، وفي تلك الفترة كانت هناك دعوات متعالية لمنح المرأة المزيد من حقوقها، وعندما أعود لتلك الفترة أشعر وكأن العالم كله يتطور للإمام .

ماذا ترسم وتتمنى للعراق وداد اليوم ؟
-على الرغم من الغربة والالم انني ما ازال ارسم لوحات بغداد في ذاكرتي واتمنى لها السلام والحب والوئام لجميع العراقيين ويحل السلام بين جميع الطوائف وتعود بغداد كما هي بأجواء بغدادية على اختلاف مكوناتها

وداد الاورفلي على مدى اكثر من ثمانين عاما هي :
- ولدت وداد الأورفلي ( وداد الاورفه لي) في بغداد عام 1929 .درست الفن والخدمة الاجتماعية في الجونير كوليج في بيروت وتركت في السنة الرابعة واكملت الدراسة في كلية الملكة عالية , وتخرجت بدرجة اولى قسم الخدمة الاجتماعية. درست 4 سنوات في مرسم الدكتور خالد الجادر في كلية الملكة عالية و تخرجت من معهد الفنون الجميلة فرع الفنون التشكيلية قسم المسائي عام 1960 .و هي عضو نقابة وجمعية الفنانين العراقيين.
شاركت في كل معارض الكلية والنقابة وجمعية الفنون التشكيلية وشاركت في اول معرض للفن العراقي للرواد والشباب عام 1957 .درست مادة الرسم في مدرسة الثانوية الشرقية . عينت في مركز وسائل الإيضاح لرسم وسائل ايضاحية للمدارس .عملت كمسؤولة للدعاية والأعلان في اكبر معمل البان في العراق
عملت في مديرية التراث الشعبي كمسوؤلة للمتحف واجرت دراسة ميدانية شاملة لتوثيق سوق الصفارين و حرفة الطرق على النحاس . درست فن المينة على النحاس في وفن الباتيك على القماش في باريس .
غادرت العراق ملتحقة بزوجها حميد عباس العزاوي وتنقلت بين الدول ألمانيا نيويورك وباريس وعمان وإسبانيا والسودان وتونس ولندن واطلعت على المتاحف والكلريهات في هذه البلدان

جوائز تكريمية لوداد الاورفلي :
كرمت عدت مرات من قبل وزارة الأعلام العراقية ونقابة الفنانين وجمعية الفنانين في العراق
جائزة العنقاء – حازت القلادة الذهبية عام 2006 في عمان
كرمت في مهرجان الرواد والمبدعين العرب من قبل الجامعة العربية عمان 2010
كرمت من قبل وزارة الثقافة العراقية بدرع الأبداع في عام 2010
كرمت من قبل رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين كانون ثاني