نجوى بنت الباشكاتب العبيطة

Tuesday 9th of September 2014 08:30:53 PM ,

كان زمان ,

لو ان الريحاني عاش لصنع منها بش هاتون المصرية. فهو اول من اكتشف موهبتها الكوميدية، فاسند اليها دور"طعمة"بنت الباشكاتب العبيطة في رواية الدلوعة.
وقبل ان يموت اوصاها بان تحتفظ بدور"طعمة"وتعتزبه.. وظلت نجوى سالم تلعب دور"طعمة"الى جانب ادوار اخرى اسندت اليها.. ولكنها بعيدة عن التمثيل الهزلي.

الفتاة العبيطة!
واخيرا اسند اليها الاستاذ بديع خيري دورا كوميديا جديدا في رواية"اروح فين من الستات"التي تمثلها الان فرقة الريحاني، وهو تكرار لدور"طعمة"الفتاة العبيطة التي تريد ان تتزوج باي طريقة.
ولعل نجوى سالم تكرر نفسها في دور"طعمة"في هذا الدور ايضا.. ولكنه اتقنت اداءه فرفعته من دور ثانوني الى دور رئيسي في الرواية الجديدة.. لقد"شلفطت"وجهها.. وبدت في ثياب عجيبة بشعة، وفي هذا الدور ايضا تصرح وراء شاب قائلة:"اوعى ده يطير كمان.. عايزه اتجوزه"اي انها تعبر عن رغباتها التي كانت صامتة في دور"طعمة".
ونجوى فتاة جميلة وجمالها يخدع المخرجين لانهم استفادو في ادوار مختلفة كالغانية والسكرتيرة والمحامية، ولكنها برغم ذلك من البراعة والقدرة بحيث تستطيع ان"تشلفط"نفسها فتخفي جمالها.

عمق شاق..
لقد مضى على اشتغالها بالمسرح عشر سنوات.. وهذه السنوات العشر بايامها وساعاتها ودقائقها كانت بالنسبة لها عملا شاقا وجهدا متصلا وعرقا ودموعا فان نجوى كانت مصممة على النجاح مهما طال بها الطريق، انها اعطت المسرح اثنتي عشرة سنة، وستعطيه خمسة عشرة سنة او اكثر اذا اقتضى الامر.. لانها عشقت التمثيل وهي لا تزال في الثانية عشرة.. وتركت المدرسة لتطرق ابواب المسرح.
فمنذ اثنتي عشر ةسنة نظر اليها الريحاني وقال لها: يا شاطرة المسرح مش مدرسة، روحي كملي دراستك وتعالي.
وخرجت نجوى سالم لتعود الى البيت وفي رأسها فكرة التمثيل، ودخول مسرح الريحاني، كان عمرها 12 سنة وما زالت طفلة!! وفي الصباح طرقت باب الشقة المجاورة لشقتها، وقالت لمتعهد الحفلات (فينا سيون) اريد ان التحق بمسرح الريحاني.. فقال لها: ان اهلها يعارضون في فكرة اشتغالها بالتمثيل.

كعب عالي
وبعد شهرين انتهزت نجوى سالم فرصة غياب امها عن المنزل، ولبست حذا"كعب عالي"ووضعت بالطو فرو على كتفيها، وظللت وجهها بالمساحيق وظهرت في صورة فتاة عمرها 20 سنة على الاقل..
وقصدت الى الريحاني فورا.. وضحك الريحاني، وقال لها: انت غشاشة ولكنه غش جميل.. وقررت ان الحقك بالعمل بدون مرتب.
وكانت اول مسرحية ظهرت فيها اسمها"مدرسة الدجالين"..

4 جنيهات في الشهر
وبعد سنة قرر الريحاني مرتبا لها قدره 4 جنيهات في الشهر. وظل هذا المرتب يرتفع حتى وصل الى 15 جنيها في الشهر.
وتقول نجوى: انها كانت تاخذ مكافات اخرى من الريحاني، ترتفع بمرتبها الى 40 او 50 جنيها في الشهر وكان الريحاني يقول لها: لا يمكنني ان ارفع مرتبك بصفة رسمية.. والا ارتفعت مرتبات اعضاء الفرقة.

استني بختك
وفي سنة 1945 كانت فرقة الريحاني تقدم مسرحية"استنى بختك"وكانت زوزو شكيب تقوم بدور"بنانا"وحدثت لها حتى مفاجئة، واعتذرت عن العمل، ولم يعلم الريحاني بالخبر، الا قبل رفع الستار بساعتين.. وكان شباك التذاكر قد باع اخر كرسي في الصالة..
واختار الريحاني في ترشيح ممثلة مكان زوزو شكيب، واقترح محمود لطفي الملقن ان تقوم نجوى بالدور... وقبل رفع الستار قال الريحاني لنجوى: انظري الى عيني.. انظري.. فستجدي دورك مكتوبا فيها.. ونجحت نجوى في الامتحان.. واعطاها الريحاني 10 جنيهات مكافأة لها.. واخذ محمود لطفي 10 جنيهات اخرى.. وتقول نجوى: ان الريحاني اعطاها 20 جنيها من وراء الممثلين في هذه الليلة..

40 مسرحية
وظهرت نجوى في 40 مسرحية على مسرح الريحاني و20 فيلما سينمائيا، وكان اكبر دور ظهرت فيه على شاشة السينما دور"سمحة"في رواية حسن ومرقص وكوهين.
ولكن اهم ادوارها هما دور"طعمة"و"طيشة".
ان نجوى في السادسة والعشرين من عمرها ولم تتزوج بعد.

الجيل / أيلول- 1955