من الذكريات

Tuesday 9th of September 2014 08:29:14 PM ,

كان زمان ,

"هذا باب جديد سيتحدث في كل اسبوع فنانونا وفناناتنا عن طرائف ذكرياتهم.. وذكريات الفنان مشحونة بالطرائف، وقد بدأنا هذا الاسبوع بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فكتب لنا هذه الذكريات":

احمد..
كان المغفور له سعد زغلول باشا يناديني باسم "احمد".. فتحدثت في هذا مع المرحوم شوقي بك، ورجوته ان يصحح اسمي امام الزعيم.
وذات يوم سافرت مع شوقي بك الى مجد وصيف لزيارة سعد باشا.. وعندما بدأ الحديث قال شوقي بك:
- انا جبت لك "محمد" علشان نفسه يشوفك..
وبعد فترة تنوع فيها الحديث اكثر من مرة.. قال سعد باشا:
- "احمد"بقى مش حيغني؟


إحراج..

وضعتني الاقدار في مأزق حرج اكثر من ساعتين كنت فيهما اسير لا يعلم بحاله إلا الله!
منذ اعوام دعيت لإحياء فرح في العباسية.. وكان قريباً منه – بالصدفة – فرح آخر اقيم في نفس الشارع، وذهبت متاخرا لعذر لا اذكره.. ورأيت الاضواء والزينات فاعتقدت انني وصلت.. ونزلت من سيارتي واستقبلني اصحاب الفرح استقبالا منقطع النظير.. ولكني لمحت على وجوههم شيئا من الغرابة.. وبدأت الرؤوس تميل على الرؤوس.. وكثر الهمس والضحك. وعقدت الدهشة لساني حينما رايت فرقة موسيقية ليست فرقتي.. او ادركت انني اخطأت العنوان.. واردت الانصراف واذا بواحد منهم يقول في لهجة حاسمة:
- الفرح الثاني جنبنا.. لكن انت مش خارج الا لما تغني حاجة!!
وحاولت الخلاص بكل ما استطيع من حجة واقناع.. واستعطاف ايضا.. ولكن اصحاب الفرح – الكرام – لم يقبلوا شفاعتي.. ولم يفرجوا عني إلا في الساعة الواحدة صباحا..


رامي يغني..

كنت مدعوا في حفلة خاصة اقامها احد الاصدقاء في منزله، وكان مفروضا ان اغني في هذه الحفلة.. وكنت متعباً لدرجة لا استطيع معها ان انطق بحرف واحد.. وحاولت ان اعتذر، ولكن بلا فائدة.. فذهبت الى الحفلة ومعي العود.. وسلمت امري لله.
خطرت ببالي فكرة غريبة هي ان اطلب من صديقي الاستاذ احمد رامي.. وكان يجلس بجواري – ان يغني بدلا عني وسالته يائساً:
- تعرف تغني يا رامي؟!
فضحك واثار ضحكه انتباه الجميع.. وتساءلوا عن السر فاخبرهم بطلبي الغريب.. ويظهر ان الفكرة صادفت هوى في نفس الاغلبية المطلقة منهم.. فاصروا على تنفيذها.. وبدا رامي يغني ليالي وقصائد وطقاطيق من كل لون، واكتشفنا فيه يومها مطربا لا يشق له غبار.. وهكذا انتهت الحفلة بسلام..

دنيا الفن / 1946