المطرب ناصر حكيم.. ونخل السماوة

Wednesday 14th of May 2014 08:06:56 PM ,

عراقيون ,

محمد جاسم العبيدي
ولد ناصر حكيم عام 1910 في ناحية عكيكه بقضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار المدينة التي أنجبت كبار الغناء العراقي.
لقد اهتم المؤلفون والموسيقيون، قدامى ومحدثين كثيرا بالألحان الفولكلورية.
وهذه الأغنية هي كلمات من الفلكلور العراقي ومن الحان وغناء المطرب الريفي ، ناصر حكيم من البيئة الجنوبية، الذي اهتم هو الآخر بالأساليب الجمالية والفكرية،

ليؤثر في ابتكار نوع متعدد من المفاهيم، البسيطة المتأثرة بالجانب الآخر وهي الحبيبة ، ( النخلة) هذا الاهتمام جعلني اعتمد منهج علمي في دراسة التراث والفلكلور في روح الحداثة، لأظهر نتائج جديدة بالنسبة للتأليف الموسيقي الحديث، ولأول مرة أخوض في بحر الألحان، مسالة مهمة هي تجديد ماهية اللحن الفلكلوري ضمن شكل فني اعتقد أن، كل الممارسات والشعائر الطقسية للإنسان الأول في بلاد الرافدين، كان لها نفس المنوال في الاتجاهات التي تستوعب الخصائص وطبيعة تلك الألحان والكلمات التي كانت مصدر مهم في إعداد شعائر جديدة يقتبس منها الفنان ، العنصر الجمالي والحركي ومن ثم يقوم برسم تلك الفعاليات على القطع الفخارية أو ، الجدران سواء في المعابد أو القصور ، تلك كانت احد الأمور الحياتية التي عبرت عن فعاليات يقوم بها الإنسان في بلاد الرافدين ، والآن ناصر حكيم هو من المصادر المهمة في الغناء الريفي ورافد مهم يصب في ثقافة بلاد الرافدين واستطاع أن يبلور تلك الكلمات بالحان قريبة من الواقع والهم العراقي .
وبما إن عصر الكتابة في بلد الرافدين يعتبر العصر الحديث بالنسبة للفترة الزمنية التي نشأت فيه الحضارة الرافدينية القديمة ، وتعتبر النخلة هي احد العناصر البيئية المهمة التي شكلت، جزء مهم من الحياة الاجتماعية القديمة لتشكل ثمار التمر عنصرا هو الآخر مؤثر في الحياة الرافدينية ، وكذلك النخلة ومحتوياتها هي كانت احد الوسائل المهمة ، التي عبرت عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة من خلال مكوناتها من ( الجذع ، والسعف، والخوص، والتمر) وكل واحدة من هذه العناصر مثلت قدرة الإنسان على التعامل معها من الناحية التقنية والأدائية، لعمل أشكال مصنعة عديدة وحتى مخلفاتها كانت تستعمل وفق هذه الافتراضات الصناعية .
وبما أن الإنسان الرافديني نظر إلى النخلة نظرة قدسية، نظر ناصر حكيم هو الآخر الى حبيبته تلك النظرة ويلاحظ المنافع المتعددة منها وتتابع باهتمام من قبله وأنت تجدها مخضرة على طول السنة، وتحمل الثمر بدورتها ولهذا لا بد ان تكون هناك، صفة للقدسية تسيرها وفق الحلقة المنظمة عندها، وعندما لعبت في دائرة المعتقد الديني ، لعبت الحبيبة هي الأخرى في نفس الدائرة .
والنخلة رمز الخصب ، والحبيبة رمز الخصب والتكاثر، والنخلة رمز لقوة دافعة من الطاقة ، ومبدأ يحرك كل القنوات الفسلجية وهذه رسالة منشورة في احد الرقم الطينية في عصر سومر لقصة يقول عنها الأستاذ المرحوم ( محمد سعيد الأحمد):
العراقي يشبه أمه بالنخلة الطيبة الرائحة، مدللا دون شك بكونها مصدر خير وبركة.
وهنا القول لكاتب المقال كانت النخلة هي الشجرة المقدسة في كل التشكيلات الفنية في ارض الرافدين، ووجود الرسم الجداري في قصر(ماري) وأحد الفلاحين متسلقا النخلة في فترة لقاحها وبيد الملك ما يشبه اللقاح ( وهذا هو عنصر التذكير في النخل) احتفالا طقسيا يظهر الملك / زمري ليم / رافعا يده بالتحية إجلالا للإلهة عشتار وتتميز عشتار بتاجها ذو القرون وبأسلحتها النامية من كتفيها وبالأسد الهاجع عند قدميها ويحيط بهذا المشهد الرئيسي آلهات متشفعات وغيرهن من اللواتي يحملن / ماء الحياة / وكائنات خليطه للحماية وأشجار تحمل الثمار المقدسة وأشجار نخيل ينطلق من قمة أحداها طائر ازرق بينما يتسلق بعض البشر جذوعها ويعبرعنها كما يعبر الفلاح العراقي وهو يتسلق جذوع النخيل ليصل القمة ويبدأ بالتلقيح، ولكن من اين تحصل على عضو التذ كير؟
لتكن ( انانا ) في سومر هي وزوجها ( تموز) كأن النمو للحياة الجديدة في النخلة لها طقوس خاصة عند الفلاح للولادة طقس خاص وللتلقيح والإنجاب هذه الفاعلية الطقسية انطبقت على المرحوم ( ناصر حكيم) بأغنيته الشهيرة ( نخل السماوة)
والآن وعند نهاية المقال، اشد على يد كل من يقرا المقال أن يزرع نخلة، وأناشد الالهه( انانا) و( تموز) بان ترعى النخلة من جديد و( ناصر حكيم) أن ( لا يطر النخلة) مرة اخرى ىكونها فعلا بقي فيها السعف والكرب ، مابي ثمرة.