عراقيون

هكذا تحدث سركون بولص

هادي الحسيني
تمهيد:
غيب الموت يوم 22/ 10 / 2007 الشاعر العراقي الكبير سركون بولص عن عمر ناهز الثالثة والستين ، وقد تنقل سركون بولص ما بين امريكا واوربا على مدى أربعة عقود من الزمان بعد ان غادر وطنه العراق عام 1968 الى دمشق وكان لا يملك من المال الشيء الذي يكفيه لبضعة ايام ،

حانة الكلب لسركون بولص.. الملوكية والكلبية في حضارتين تتعايشان بصراع!

حاتم الصكر
لم ينجُ سركون بولص من الصدمة التي تصيب المهاجر والشاعر مهاجرا بشكل أخص ،وفي أمريكا حيث تتلعثم الحضارة ولا تجد لها مكانا بإزاء مدنية فاقعة تقدم البصري على الروحي وبديلا عن غيابه وتفتقر إلى العمق الحضاري والمنجز البشري .

سركون بولص عابراً نهر الحياة

هاتف جنابي
«نهرٌ تعبره صبحا ومساء
تبدأ في المنبع لكنك تنسى
أين تصبّ حياتُك أحيانا»(شتاء في أثينا)
سيشرع الجميعُ بتأبينك، عدا الكلمات التي أحطتَ بها، لملمتها فنثرتها في عمق الحياة. كلماتك ليست كأدغال الآخرين، وموتك لم يتمّ قبل إشراقة الشعر.

السيد الذي عزف بأصابع من نار

صلاح حسن
اتصلت به بعد عودتي من كولومبيا مباشرة فقال إن الطبيب الذي يشرف على علاجه شخص ذكي وهو بصدد تركيب نوع من الأمصال التي تقوم بامتصاص الأملاح الزائدة من الجسم وسوف ينتهي كل شيء قريبا. قلت له: حسنا، بعد المراجعة الأخيرة للطبيب أريد منك إن ترسل المخطوطة بسرعة لان الناشرة

سركون بولص وبلاغة أمة مقهورة

علي بدر
يذهب الكل ولكنه يبقى الاسم... هكذا قال سركون بولص في إحدى قصائده، فهل كان يفكر باسمه الغريب عن اللغة التي كان يكتب بها، سيكون هذا هو اكتشافه الأخير في ساعة خمود الأمة الأخرى التي كتب بلغتها، وهو المولود في الخزي الأكبر:

سركون بولص

عاش دوماً في زمن مقبل
جاد الحاج
لن يكون رحيله مفاجأة كرحيل من إذا رحل... راح، فهو المرتحل أبداً إن بين قارات الأرض وإن في أصقاع المغامرة، وإن في الكلمة والحياة. وليس من قبيل التأدّب أن قصائده الماضية هي أجمل القصائد يوم ننهض من كبوة الحاضر.

عالياً وعمودياً

أدونيس
بوصفها هيَ هيَ،
لا بوصفها وَزناً أو نثراً، ينظر سركون بولص إلى الكتابة الشعريّة
ويمارسها. الكتابة عنده وجودٌ آخر داخلَ الوجود. هكذا لا يُجابِه إلاّ نفسَه